نظرت احدى الدوائر الجناحية خلال الايام القليلة الماضية في قضية تورط فيها شاب لم يتجاوز الثلاثين من العمر، لارتكابه جريمة السرقة واستعمال العنف وترويع ركاب المترو. وحسب وقائع القضية، فإن المتهم تعمد بعد صعوده المترو اشهار سكين في وجه بعض الركاب وافتك اجهزة الهاتف الجوال لضحايا كانوا من الراكبين محدثا حالة من الترويع والخوف في صفوف من كان بالمترو ساعتها، ثم نزل بأول محطة اعترضته ولاذ بالفرار. المتضررون ابلغوا اعوان الامن الذين اعلموا ممثل النيابة العمومية وسجلوا شهادات وتصريحات بعض الشهود والمتضررين كما تمكن المحققون من الحصول على معلومات دقيقة بشأن الجاني واوصافه فقاموا بعملية تمشيط في بعض الاحياء القريبة من محطة المترو غربي العاصمة الى ان القوا عليه القبض، فتم جلبه الى مركز الشرطة حيث تعرف عليه المتضررون الذين تمكنوا من استرجاع ما سلب منهم. وباستنطاقه اعترف المتهم بما نسب اليه مصرّحا بأنه كان في حالة سكر مطبق عندما صعد باحدى عربات المترو فخطرت الى باله فكرة الاستيلاء على اجهزة هاتف المتضررين الذين كانوا بالعربة، ونفى ان يكون قد مارس العنف ضد اي من المتضررين مؤكدا انه اختطف الاجهزة دون ان يسلبها او يفتكها بالعنف، كما افاد بأنه كان ينوي التفريط بالبيع في المسروق خاصة وانه يمرّ بضائقة مالية. وبعد انهاء الابحاث في شأنه احيل على انظار ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائىة بتونس حيث تمسك المتهم بنفس اقواله التي كان قد ادلى بها لدى باحث البداية مؤكدا انه كان بحالة سكر وانه لو كان في كامل قواه الذهنية والعقلية لما ارتكب ما ارتكبه، ونفى من جديد ان يكون قد استعمل العنف مع ضحاياه متمسكا بأنه اختطف اجهزة الهواتف الجوالة قبل ان يلوذ بالفرار عند توقف المترو بأول محطة وقبل ان يلقي عليه اعوان الامن القبض سويعات بعد ارتكابه لجريمته. ممثل النيابة العمومية قرر اصدار بطاقة ايداع بالسجن ضده بعد ان وجّه اليه تهم السرقة المجردة واستعمال العنف وقرر احالته على انظار احدى الدوائر الجناحية المختصة لمقاضاته من اجل ما نسب اليه. وبمثوله خلال الايام القليلة الماضية امام هيئة المحكمة، تمسك المتهم بتصريحاته التي ادلى بها سواء امام باحث البداية او لدى ممثل النيابة العمومية مؤكدا ان حالة السكر التي كان عليها هي السبب في ارتكابه الجريمة ومتمسكا ببراءته في خصوص تهمة ارتكاب العنف كما افاد بأنه افتك اجهزة الهاتف دون اكراه للمتضررين وانما بالخطف. وعاضده في ذلك محاميه الذي طلب من الهيئة القضائية اعتبار ما صدر عن منوّبه كان تحت تأثير حالة السكر المطبق التي كان عليها وقال المحامي ان موكله يمثل لأول مرة في حياته امام المحكمة وان سجل سوابقه العدلية نقي، كما استظهر لسان الدفاع بوثائق اسقاط للدعوى من بعض المتضررين واكد في مرافعته انهم استرجعوا ما سلب منهم وطلب المحامي مراعاة كل الظروف والمعطيات التي احاطت بارتكاب منوبه لجريمته وطلب على اساس ذلك من الهيئة القضائىة التخفيف قدر الامكان القانوني في خصوص جريمة السرقة المجردة واعتبار ما قام به المتهم من جرائم متواترة كما طلب القضاء في شأنه بعدم سماع الدعوى في خصوص باقي التهم، فيما تمسك ممثل النيابة العمومية بالمحاكمة طبقا لفصول الاحالة ولائحة التهم لتقرر المحكمة في الختام حجز القضية للنظر فيها والتصريح بالحكم في وقت لاحق.