كلما اشتدت المقاومة في العراق كلما ارتبك العائدون مع الاحتلال على ظهور الدبابات.. وكلما اتحد الشارع العراقي كلما ظهرت عورات المتربصين بوهم «الحكم» من «صمّ» و»بكم» وما بهم من «عقم». العائدون على الدبابات الأمريكية في مأزق.. فقبل بضعة أسابيع من سعيهم للانقضاض على السلطة دون سيادة بعثرت المقاومة العراقية المتنوعة حساباتهم وأربكت أجندتهم الخاصة. المقاومة صارت عمليات «إرهابية» والمدافعون المرابطون حول المدن صاروا من المجرمين والسفلة والقتلة والمتسللين من وراء الحدود. ولا ندري هل المئات في الشهداء من النساء والأطفال الذين ردموا تحت الأنقاض بفعل القصف الأمريكي الهمجي جاؤوا من وراء الحدود؟! وهل الأطفال الذين غصّت بهم المستشفيات الميدانية في الفلوجة هم من القتلة والمتسللين؟! إنه منطق الخونة...! وحين تحاصر الوقائع هؤلاء ويخونهم الشرف يجاهرون بالفسق.. هؤلاء لا يخجل البعض منهم حين يتحدث عن «المجتمع المدني» وفرض القانون وعلويته وأنه لا يجوز أن يكون للصدر قوّة وان جيش المهدي لا محل له في دولة القانون والمؤسسات. والغريب ان المنادين بعلوية القانون وعدم شرعية «جيش المهدي» هم الذين «يتمترسون» وراء عصابات ومليشيات مدججة بالسلاح تدعم الغزاة على طريقة الخونة في لبنان من لحديين ومتعاونين على الاثم والعدوان.. هذه العصابات تتباكى اليوم على العراق وتتحدث عن المتسللين وعن الشعب العراقي وهم لا يقدرون على التحرك شبرا واحدا دون الاستعانة بحماية متعددة الجنسيات! انهم صورة أخرى لقرضاي أفغانستان.. ولو كان هؤلاء حريصين على الشعب العراقي لسمعوا صرخات النساء في سجن أبي غريب وهن يصرخن من اعتداءات العلوج عليهن! ولعلّ صورة مظفّر النواب وان كانت حول القدس عروس العروبة. فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى غرفتها ووقفتم تسترقون السمع لصرخات بكارتها وسحبتم كلّ خناجركم وتنافختم شرفا وطلبتم منها ان تسكت صونا للعرض فما أشرفكم أولاد (...) هل تسكت مغتصبة؟!» هل تسكت مغتصبة؟! نساء يتمنين الموت ويطلبن من المقاومة أن تقصفهن حتى الموت لأن ذلك أفضل من الذلّ والهوان! إنهن ماجدات العراق والمقاومون هم «النشامى» وشتان بين هؤلاء ومن رهن مصيره بأحذية الغزاة!