كشفت زيارة ميدانية نظمتها الشركة التونسية للكهرباء والغاز «الستاغ» أمس إلى إحدى حضائرها بجهة المروج عن عديد المزايا لتقنية الأشغال تحت الجهد العالي التي تعتمدها الشركة منذ نحو خمس سنوات والتي من أهمها تفادي انقطاع التيار الكهربائي الذي يشكل أكبر معظلة يشكو منها الحرفاء.وذكر السيد علي بالحاج صغيّر المهندس الأول في الكهروميكانيك ورئيس مصلحة أشغال خطوط الجهد العالي ب»الستاغ» ل»الشروق» خلال الزيارة أن أشغال صيانة وتركيب وتفكيك العوازل وغسلها لم تتسبب في قطع التيار الكهربائي بخطوط الجهد العالي منذ اعتماد تقينة الأشغال تحت الجهد العالي في جوان 1999 ولو مرّة واحدة كما لم يسجّل طيلة هذه المدة أي حادث قاتل... ويعود ذلك إلى كون التقنية المستعملة في الصيانة والغسيل هي تقنية عالية جدا ودقيقة تتضمن استمرار التيار الكهربائي واشغاله أثناء الأشغال وفي نفس الوقت تضمن سلامة الأعوان من الصدمات الكهربائية القاتلة بواسطة وسائل حماية مضمونة مائة بالمائة. ولم ينف مسؤول الستاغ في المقابل إمكانية انقطاع التيار الكهربائي على هذه الخطوط وإمكانية حصول انقطاعات كبرى تشمل مدينة كاملة أو اقليما كاملا لكن ليس بسبب أشغال صيانة وغسيل العوازل والأعمدة الفولاذية وإنما لأسباب أخرى خارجية كتلوث العوازل وتحطمها أو كحوادث الشاحنات واصطدامها بالكوابل والأعمدة كما يمكن أن تحصل الانقطاعات بسبب الأخطاء البشرية كأخطاء البرمجة وسوء التقدير وغيرها. وأفاد مسؤول الشركة أن قرابة 80% من الأشغال على خطوط الجهد العالي للشركة تتم بواسطة التقنية الجديدة ودون قطع التيار الكهربائي مؤكدا أن اللجوء إلى قطع التيار لا يتم إلا في المناطق الوعرة والتي يستحيل النفاذ إليها. ولم يحدّد المسؤول حجم الخسائر التي تتكبدها الشركة والمجموعة الوطنية في حالة اللجوء إلى قطع التيار الكهربائي ولكنه قال إنها خسائر وتكاليف ضخمة جدا إذ يكفي أن نعلم أن الساعة الواحدة من الانقطاع تكلف الشركة معدل 15 ألف دينار تزيد وتنقص حسب أهمية الخط وحجم الطاقة التي يحملها كما أن إرجاع خط الجهد العالي بعد انقطاعه يستغرق أربع ساعات على الأدنى. هذا إلى جانب تكاليف موارد الطاقة الأخرى مثل الفيول والغاز التي تم استهلاكها لتشغيل المركزيات الاحتياطية قصد تزويد الخطوط المقطوعة بالطاقة وهي تكاليف عالية ومشطة للغاية. وبخصوص الانقطاعات التي تحصل من حين لآخر في الأحياء الشعبية قال السيد علي بالحاج صغير إنها تبقى واردة لأنها مزودة عن طريق خطوط الجهد المتوسط التي تختلف طرق صيانتها وتعهدها عن التقنية المستعملة في صيانة خطوط الجهد العالي دون انقطاع. يذكر أن شركة الستاغ تتم أشغالها دون قطع التيار على شبكة خطوط الجهد العالي التي تضم نحو 8 آلاف عمود فولاذي بواسطة فريقين يتكونان من 20 عونا مختصا الأول بتونس والثاني بقابس وتعتزم الشركة تشكيل فريق ثالث بسوسة سيتولى إنجاز الأشغال بخطوط ولايات الوسط.