يتساءل الكثير من النقابيين في ساحة محمّد علي عن حقيقة الدور الذي صارت تلعبه لجنة النظام الوطنية في صلب الاتحاد العام التونسي للشغل وأساسا مقرّرها «علي العياشي». هذا التساؤل مرده تكليف اعضاء من لجنة النظام وخاصة مقرّرها بالتدخل لحل العديد من «الازمات» والتحركات التي عرفتها أخيرا بعض الاتحادات الجهوية للشغل وهي بالاساس تحركات عمالية في الوقت الذي انتظر فيه النقابيون تدخل اعضاء المركزية النقابية ربما باعتبارها الهيكل القيادي الذي تتوجه له كل مشاغل وتحركات العمال. وقد استرعى الانتباه بأن لجنة النظام (ومقررها) كانت لها صلاحيات على ما يبدو ليس للتدخل فقط بل أيضا لاتخاذ قرارات فورية وحينية في ما يخص بعض الاحداث التي عرفها عدد من الاتحادات الجهوية وكانت آخرها ما عرفه الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة الذي شهد تحرّكا واعتصاما للعمال ضد الكاتب العام للاتحاد الجهوي «محمد الجدي» وقد تولّى العمال حينها توجيه عريضة الى الأمين العام السيد عبد السلام جراد عبروا فيها عن احتجاجهم لتصرفات الكاتب العام الجهوي نحوهم عند مطالبتهم بحقوقهم. وقد تولى حينها مقرّر لجنة النظام التنقل الى سوسة وأقر ب «شرعية» حركة الاحتجاج ضد الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة. وقبلها انتقل مقرر لجنة النظام «علي العياشي» الى ولاية سيدي بوزيد التي شهد الاتحاد الجهوي للشغل فيها اعتصام بعض النقابيين احتجاجا على عقوبة اصدرها الكاتب العام الجهوي ضد نقابي من قطاع التعليم الاساسي وقد تولّى مقرّر لجنة النظام الغاء قرار العقوبة بصفة فورية وبالتالي الغاء قرار الكاتب العام الجهوي. كما تولت لجنة النظام ومقرّرها التنقل الى ولاية قابس للتحرّي في تحرّك عمّالي احتجاجي هناك وتولّى المقرّر اتخاذ قرارات كانت مناقضة لقرارات الاتحاد الجهوي للشغل في ما يخص هذا التحرّك. كل هذه المعطيات بخصوص صلاحيات واسعة للجنة والنظام ومقرّرها بخصوص التدخل في مسائل وتحركات نقابية أثارت الكثير من التساؤلات وسلطت الاضواء على شخص «علي العياشي» الذي صارت تتحدّث المصادر عن مدى سعيه الى البروز في ا لساحة خاصة بعد أن فشل في المحافظة على موقعه داخل جامعة السكة الحديدية بعد مؤتمرها الاخير. وترى المصادر أن مقرر لجنة النظام قد يكون يسعى ايضا الى اكتساب مصداقية لدى النقابيين من خلال التدخل بما يتناقض مع مقرّرات الاتحادات الجهوية للشغل وذلك في اطار حسابات قد تحكم الساحة النقابية خلال الفترة القادمة ومعادلات تقلب موازين التحركات. تساؤلات كثيرة تبقى بحاجة الى الاجابة في الساحة النقابية التي تتميز دائما بتشابك حساباتها...