قام مؤخرا وفد من المعهد الجمهوري الدولي (IRI) برئاسة السيد «أوين ه. كيربي» مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بهذه المنظمة غير الحكومية التابعة للحزب الجمهوري الأمريكي بز يارة الى بلادنا التقى خلالها عديد المسؤولين والخبراء الى جانب عديد الوجوه من الجمعيات والمنظمات غير الحكومية وبخاصة تلك المتعلقة بشؤون المرأة. السيد كيربي الذي التقته «الشروق» في اطار لقاء اعلامي سلط الأضواء على زيارته لبلادنا.. وأكد أنها تندرج ضمن برنامج اقليمي يهدف الى جمع المعلومات والمعطيات الكافية عن أنموذج التنمية التونسية وعن التجربة التونسية في مجال حرية المرأة ومشاركتها على قدم المساواة مع الرجل في مختلف مناحي الحياة العامة... ولم يخف الضيف الأمريكي اعجابه والوفد المرافق له بالتقدم الاقتصادي والرقي الاجتماعي الذي لمسه في بلادنا مثنيا على تطور المناهج التعليمية في تونس وكذلك على المكاسب التي تحققت للمرأة التونسية والتي جعلتها شريكا للرجل... وكشف أن هذه الزيارة التي تمنى أن تتبعها زيارات أخرى مكنته من ملامسة نجاح وتألق أنموذج التنمية التونسي والذي أكد أنه أنموذج صالح للتعميم في العالم العربي والاسلامي.. وذلك بالنظر الى النتائج المسجلة في شتى الميادين والتي جعلت الكثير من الأمريكيين حسب قوله يثنون على التقدم والاستقرار اللذان تحققا في تونس... الحديث مع الضيف الأمريكي تطرق الى مواضيع عدة في طليعتها مسألة مقاومة الارهاب ومدى استعداد الطرف الأمريكي للحوار المتكافئ بهدف الوصول الى فهم مشترك لمختلف القضايا في الساحة العربية والاسلامية وفي طليعتها قضايا العراق وفلسطين والاصلاح الديمقراطي والشرق الأوسط الكبير.. وقد أثنى السيد «كيربي» على المقاربة التونسية في مقاومة الارهاب والتطرف مؤكدا على ضرورة الحوار بغية التوصل الى شراكة على أساس التفاهم والمصالح المشتركة.. وبخصوص الاصلاحات الديمقراطية التي تعد حديث الساعة في الساحة العربية أكد الضيف الأمريكي أنه تابع بإعجاب موقف تونس في هذه النقطة بالذات قبيل انعقاد القمة العربية ببلادنا في أواخر مارس الماضي.. وأضاف بأنه مع وجهة النظر القائلة بأنه يبقى من مشمولات كل دولة تحديد أنساق الاصلاحات الديمقراطية وفق خصوصياتها وأولوياتها على أن تفضي في نهاية الطريق الى الانخراط في القيم الكونية المتعلقة بالديمقراطية والحريات وحقوق الانسان. ومعلوم أن المعهد الجمهوري الدولي تأسس عام ويعمل كجمعية غير حكومية في دولة في مجال الديمقراطية والمجتمع المدني. وقد اعترف السيد كيربي بأن زيارته لبلادنا تأخرت شيئا ما وأبدى استعداده للعودة لمزيد الإلمام بالتجربة التونسية التي أكد أنها نموذج يقتدى به في المحيط الاقليمي لبلادنا.