الابتهالات... تتعالى، تعانق السماء والاحلام تناجي حبيبا غيّبه الثرى... تطلب العون والشفاعة: «يا سيد يا صاحب الجاه... يا صاحب رسول الله...» تهزّه الاناشيد يدغدغ البخور الندّ والمسك خياشيمه... يدفئه... ينشيه... تسيل الاحلام في شرايينه ماء سلسبيلا... تنحت في الخيال غدا سعيدا مشرقا وضّاء... يتخمر... تغيم الخيالات... تتسارع دفّات الدفوف... تتسارع... تتسارع دقات قلبه... ينتشي... يغيب عن الوجود... يفقد الحسّ... تزداد الابتهالات يخف... يفقد الوزن... يصبح خفيفا كالريشة عندما تتلاعب بها النسمات الرقيقة... يصبح خفيفا كالاحلام، كالانفاس الحرة... رقيقا رقة حبيبين صغيرين: يتراءى طيفها لطيفا يسحر الالباب، مشيتها لحن عذب ضحكاتها هديل حمام زقزقة عنادل... شعرها ليل طويل... «سنابل قمح» تدغدغها نسمات الأصيل... تقترب الحبيبة تحوطه بذراعيها، تدفئة بحنانها... عيناها جنتا زيتون ناضجتان... شفتاها لا شبيه لهما الا شفتاه... يتصلّب ريقه... ترتعش أصابعه «ظمآن اليك فارويني... أحب الحياة لاحبك...». تكبر حلقة الذكر... تكبر... يتخمر مرتادوها «الله حي الله حي» يتحرر من قيوده، يتحرر من ثقل الجسد، ترفرف روحه صاعدة، صاعدة في سفر طويل الى الله... «أحبك وتحبينني، روحي تحب روحك، روحك تعشق روحي، روحك روحي، روحي روحك... نشوة نحن يا نشوتي، لذة نحن يا لذّتي...». صاح شيخ «أتركوه... الله أكبر... الله حي... لحظة انخطاف صوفيّ فريدة... الله حيّ...»... اهتزّ جسده اهتزازة عنيفة ثم سكن ولم يسكن منه اللسان «أحبيني... حيرة نحن... حيرة المتصوفة يقلّبون نظرهم في المكان والله مكان بحثا عن يقين أرهقهم وهو فيهم... طمأنينة نحن، طمأنينة المسافر الى الله... الى الحقّ... سفر نحن في أنفسنا... بأنفسنا... في نشوتنا... بنشوتنا... ويستمر الانشاد معراجا يعرج به الى سدة المنتهى... سامي الحاجي (القيروان) **وجوديات على حافة البحر ترسي بنا الباخره على حافة البحر ركب بلا قاطره على حافة العمر أمضي وتمضي، وأُمضي وتُمضي ونُمضي على موتنا ونمضي الى الآخره... الى الآخرة حيث جدّي وجدّ لجدّي على حافة الاثم نار وشوك وشرك وعار وقفل وراء الجدار أمام الجدار دمار وأنفسنا العابره تشكل، قسطا من الدائره على حافة الفعل خير وشر وكرّ وفرّ وحلو ومرّ وفقر ودرّ وذكرى ممرّ يؤدي الى الضفة الصابره وجزء بسيط من الذاكره على حافة اللا مكان يضيع الزمان ويكبر تيه النفوسفينبت فينا الهوان وتنزل في تيهنا الطائره وتأكد من روحنا الماكره على حافة الحزن همّ مصاب وشوط طويل من الاكتئاب وقرن من الاغتراب ونحس يشقّ العذاب ويسطو على الآمر فيزداد سطرا الى الخاطره حسين الغربي (بوسالم **إعتذار احترقي... بلهيب الندم كفاك رقصا على القمم ذوبي... كما الجليد يذوب انحني... كزهرة جفّ بها الثرى... انتحبي... وجعا... اذرفي... الدمع مطرا... استحمّي... بنار... الآه... والأسى... تكسّري... كما الموج على الصخور غذابا... وشقاء فلن... و... لن... أعود اليك... لو يخيّروني الموت ويخيّروك... ....................... ....................... عبد المجيد الرزقي (القباعة وادي الليل **ليالينا أين مضت ليالينا وأين كل ما قلنا وقررنا بماضينا وكانت أحلى ما فينا، تفارقنا تمزقنا ولم نحفظ للهوى دينا، فخرّب فجّر ماضينا ولن نرسي على برّ وقد ضاعت أمانينا وتعاهدنا وعهدنا مازال يشهد دمعي فالى متى هذا البكاء ويظل حزني يحمل ذكراك ويظل حبك خالدا بالقلب مهما افترقنا ومهما باعدت بيني وبينك لقاء أحبك حقا وأعلم جدا بأن هواك محال يطال لانك ملك النساء جميعا سأعيش على ذكرى اللقاء الاول لكنك مثلي اعترفت بالهوى. منى بن سالم (بوعرادة **أتحبّني؟ أتحبني؟؟ حيّرني السؤال أجهدني... وأتعبني... ملأ تفكيري وقلبي وضميري وعقلي أتحبني؟ أجبني... علني أجد الراحة بعد العذاب علني أفتح للطمأنينة باب... علني اذا ما تهت يوماأجد حبّك منارة ترشدني تزيح عن طريقي الضباب... أتحبّني؟؟ أم أنني مجرد واهمة وما خفي الا سراب! سلمى غ (صفاقس **ردود سريعة *أحمد حمودة نفزاوة شكرا على ثقتك في «الشروق» ننتظر منك نصوصا أخرى ودمت صديقا لواحة لابداع. *خالد صفاقس «هكذا» ننتظر أفضل منها، دمت صديقا لواحة الابداع. *أمال هاشم سيدي بوعلي مرحبا بك صديقة جديدة للواحدة، ننتظر منك نصوصا أفضل ولا تنسي الكتابة على وجه واحد من الصفحة. *المنصف العايب قصر هلال «نسيانها معجزة» فيها نفس شعري ننتظر نصوصا أخرى أكثر تماسكا ونضجا.