أسندت منظمة «قولد مركوري الدولية» خلال الموكب الذي انتظم صباح امس باشراف الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للجمعيات الى سيادة الرئيس جائزة المنظمة «السلم والتعاون والتضامن لسنة 2004». وتوجه السيد ادواردو دي سانتيس رئيس اللجنة التنفيذية لهذه المنظمة الذي تولى تسليم الجائزة لرئيس الجمهورية بالكلمة التالية الى الرئيس زين العابدين بن علي: «إنه لشرف لي ولاعضاء اللجنة التنفيذية ان نكون اليوم في تونس ارض الضيافة واللقاءات وخاصة في قرطاج الموقع الرمز ومهد كل الحضارات في البحر المتوسط. وانه ايضا لشرف عظيم للجنة التنفيذية لقولد مركوري الدولية بان تسند الى فخامة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية لاول مرة تحت هذه التسمية جائزة المنظمة «للسلم والتعاون والتضامن لسنة 2004». فهذه الجائزة تسلم اليوم الى شخصية في حجم رجال الدولة والمفكرين والمصلحين الذين عرفهم العالم بصفة عامة والعالم العربي على وجه الخصوص. وان تونس الفخورة بتاريخها قد انجبت اميلكار وحنبعل والقديس وغوستين كما انجبت بعدهم ابن خلدون وخير الدين وفي الفترة الاخيرة الزعيم بورقيبة وككل هؤلاء المفكرين ورجال الدولة فقد ساهمتم في عالم ملئ بالصعوبات والتناقضات في اثراء التاريخ والفكر في بلدكم وامنتم ميزة كم هي نادرة في ايامنا «الا وهي السلم والامن في المجتمع التونسي». ان الاصلاحات التي انطلقت وانجزت بقيادتكم منذ تغيير السابع من نوفمبر 1987 قد اتاحت نقلة نوعية في النظام السياسي في تونس من خلال تعزيز دولة القانون ودعم الحقوق البشرية وتكريس قيم التضامن الى جانب سياسة اجتماعية وتربوية رائدة تقوم على التشاور والوصول الى المعرفة بالنسبة الى كافة المواطنين. وقد جعل هذا الخيار الديمقراطي والرصين من تونس نموذجا يحتذى به بالنسبة لعديد البلدان. ان نداءكم سنة 1989 من اعلى منبر الجمعية العامة للامم المتحدة بضرورة التفكير في ابرام عقد دولي للسلام والتقدم هو دائما من مواضيع الساعة ويؤكد مرة أخرى صواب مقاربتكم في مجال العلاقات الدولية وعدالة نضالكم الدؤوب من اجل تعزيز السلم في العالم. وان التزامكم بالسلم قد تجلى بصفة ملموسة من خلال مشاركة تونس في عديد العمليات للحفاظ على السلم تحت راية منظمة الأممالمتحدة سواء كان ذلك في الصحراء الغربية او الكونغو او كمبوديا او الصومال او بورندي او رواندا او هايتي وعدة مناطق اخرى من العالم. ان ما قمتم به لفائدة السلم والامن قد تجسم ايضا في مبادراتكم المتعددة والتي نخص منها احداث آلية للوقاية من النزاعات والتصرف فيها خاصة صلب الاتحاد الافريقي او ايضا ندائكم بخصوص ضرورة ايجاد قوات فصل متعددة الجنسيات للسلام في النزاع العربي الاسرائيلي وذلك بهدف تأمين اوفر الحظوظ لتسوية هذه القضية. وعلى صعيد اخر اسمحو لي بان ابرز دور صندوق التضامن الوطني في تحسين ظروف عيش المواطنين وتقليص الفقر. ويعد هذا الصندوق الذي اصبح مركز اشعاع لتونس مبعث افتخار للتونسيين عندما اعتمدته المجموعة الدولية في ديسمبر 2002 في احداث صندوق عالمي للتضامن. وقد كنتم من ا لسباقين في المبادرة بمعالجة الظواهر مثل التطرف والارهاب على الصعيد الدولي وبشكل جذري وذلك في اطار التعاون الدولي وحوار الثقافات والحضارات وان اقتراحكم بخصوص اقرار المجموعة الدولية لمدونة سلوك من اجل مكافحة الارهاب لتدعونا جميعا وتملي علينا التحرك من اجل تجسيد هذه المبادرة وكذلك الشأن بالنسبة لاقتراحكم المصادق عليه من قبل منظمة الأممالمتحدة في نوفمبر 2003 والمتعلق بحق الشبان في ممارسة الرياضة والتربية البدنية كوسيلة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ان سلامة اختياراتكم السياسية والاقتصادية وتحليلكم الدقيق لمختلف النزاعات التي تهز العالم اليوم جعلت منكم احد كبار القادة المتبصرين في عالمنا اليوم. وان الاحداث الاخيرة سواء على الصعيد الدولي او على الساحة العربية وبالتحديد بمناسبة انعقاد القمة العربية في تونس قد اقامت الدليل مرة أخرى على صواب مقاربتكم بخصوص ضرورة الاصلاح العميق ومن الداخل للمجتمعات والدول العربية. ان كل هذا يشكل مبعث ارتياح وافتخار بان نتواجد في هذا اليوم الاغر فوق هذه الارض الغنية بالتاريخ والثقافة من اجل ان نسلم هذه الجائزة الرفيعة الى فخامة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية».