تداعيات كبيرة وخطيرة تشهدها الجامعة التونسية لكرة اليد على خلفية الخيبة التي مني بها المنتخب الوطني لكرة اليد في بطولة افريقيا للأمم بمصر... تداعيات تجاوزت الهزيمة في حد ذاتها لتطرح مجددا على البساط قضية التصرف في القرارات داخل الجامعة وطريقة التسيير ومسؤولية مختلف الاطراف في ما حدث واذا كنا قد تعرضنا في مقالنا الصادر مباشرة بعد النهائي الافريقي الى أسباب الخيبة من الناحية الفنية والظروف المحيطة بالمنتخب الوطني فإننا نعود اليوم لنشير الى ان المسألة في جانبها الآخر اي الاداري أعقد بكثير من مجرد هزيمة او أخطاء مدرب اختار «التفلسف» تكتيكيا وفشل على طول الخط. الاصداء التي وردت الينا خلال الساعات الاخيرة توحي بوجود شرخ داخل المكتب الجامعي لعل أبرز تجلياته اعلان السيدة بن سليمان المسؤولة عن الرياضة النسائية داخل الجامعة استقالتها من المكتب الجامعي في مكتوب رسمي بعثت به لمن يهمه الامر ولا ندري هل سيوافق المكتب الجامعي على هذه الاستقالة خلال اجتماعه الذي سينعقد اليوم صباحا (س) لينهي تمثيلية العنصر النسائي الوحيد داخل المكتب محققا بذلك سابقة تتعارض كليا مع سياسة الدولة التي تشجع على فتح مجالات المشاركة في اتخاذ القرار أمام المرأة. عموما الاستقالة قائمة وهي تترجم بعمق احساس بن سليمان بالعجز عن القيام بالدور الذي جاءت من أجله الى الجامعة وهو عجز لم يخلّف فقط بعض المرارة لدى هذه المسؤولة الجامعية فقط بل مس أيضا بعض المحيطين بمنتخب الكبريات وقد لمسنا ذلك في أحاديثنا الجانبية معهم خلال بطولة افريقيا للأمم مع التأكيد أيضا على ان كل طرف يجب ان يتحمل مسؤوليته «فنيا» أولا بدراسة نتائج مشاركة الكبريات واداريا ايضا بإعادة تقييم شكل العناية بمنتخب الكبريات والبطولة الوطنية لليد النسائية. **طبخة على نار هادئة قلناها بصوت عال.. جدا.. زوران سبب البلية فهو الذي أحرق أعصابنا مساء الاحد أفريل وكاد يحكم علينا بهزيمة مذلة أمام ألف متفرج في الصالة الكبرى باستاد القاهرة.. زوران أخطأ وحتى اللاعبين الذين «تم اقناعهم بالدفاع عنه مقتنعون في قرارة أنفسهم بأنه سبب الفشل» ولا داعي اذن لذر الرماد في العيون والقول ان التغيير غير ممكن.. وأنه لا يتحمل مسؤولية الفشل وان حراس المرمى لم يساعدوه الخ... مسؤولية هذا المدرب تفرض اذن محاسبته إما بمراجعة قواعد اللعبة معه (الاخ زوران موجود حاليا في يوغسلافيا كالعادة) او بإقالته وهو سيناريو يبدو ان رئيس الجامعة يميل اليه ان لم يكن بالفعل الطبخة التي سيعلن عنها خلال الايام المقبلة لاحتواء الغضب الناتج عن الفشل مع العلم ان مصادر وثيقة الاطلاع أكدت ل»الشروق» أن زوران عبّر عن استعداده لانهاء تعاقده مع الجامعة التونسية لكرة اليد والبقاء في بلاده. أما عن عودة المدرب سيد العياري كبديل لزوران فيبدو أنها لن تكون ممكنة على الأقل في الوقت الراهن نظرا لوجود عناصر فاعلة داخل المكتب الجامعي ترفض جملة وتفصيلا هذه العودة لان التيار مقطوع بينها وبين العياري. **سلطة الاشراف تطلب الحلول فورا لم تخلف مشاركة المنتخب الوطني لكرة اليد غضبا داخل الشارع الرياضي فقط وهو أمر مشروع جدا بل خلفت كذلك غضبا لدى سلطة الاشراف التي استدعت رئيس الجامعة ونائبه السيد ياسين بوذينة لجلسة تمت خلالها المطالبة باتخاذ قرارات سريعة وحاسمة لمعالجة الوضع الحالي اذ من غير المسموح أن تتراجع اليد التونسية الى هذا الحد قبل أشهر قليلة من بطولة العمل. وقد علمت «الشروق» من مصادر مطلعة جدا ان هناك بعض الجهات الفاعلة في الحقل الرياضي تعمل في الخفاء على ازاحة رئيس الجامعة من موقعه وتعويضه بوجه رياضي معروف يتحمل حاليا مسؤولية ما لكن يبدو ان سلطة الاشراف قد أقصت «مبدئيا» هذا التوجه وطلبت من المكتب الجامعي اعداد تصور شامل للمرحلة المقبلة لكن من يدري فالمفاجأة واردة في اية لحظة وقد تحمل رياح التغيير. ملف آخر على البساط في زحمة التطورات الحاصلة بعد مغامرة مصر سيكون المكتب الجامعي مطالبا اليوم أيضا ودون تأخير بالنظر في استئناف النجم الساحلي لقرار الرابطة حول مباراته مع الترجي والعقوبة المسلطة عليه.. خصوصا وأنه لم يعد يفصلنا الكثير عن موعد الجولة المقبلة للبطولة والتي سيلتقي خلالها النجم الساحلي بالنادي الافريقي في مباراة هامة جدا. بعض المصادر أكدت لنا ان المكتب الجامعي قد يضطر الى نقض قرار الرابطة الوطنية اي العقوبة ليفتح بذلك باب مواجهة جديدة مع النادي الافريقي. **رفعا للالتباس تحدثنا في آخر مقال كتبناه عن الألم وعن تفاصيل نود الاحتفاظ بها عشناها مباشرة بعد المباراة النهائية ونعود لنشير الى أننا لن نتحدث عن هذه التفاصيل حفظا لماء وجه البعض.. فقط سيبقى الألم بداخلنا لأننا نرفض ان ينهزم منتخب تونس ولا يحس البعض مثلنا بأن المنهزم هو المنتخب الذي يمثل ملايين تونسي.. هؤلاء لم يحترموا مشاعرنا.. بل قل لم يحترموا أنفسهم وعلى مسؤولي الجامعة ان ينتبهوا لذلك جيدا لأن ما شاهدناه لا يغتفر.