حث وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الولاياتالمتحدة إلى أن تتحرك بصورة أكثر تصميما لكبح جماح زعيم جيش المهدي مقتدى الصدر المناهض للاحتلال الأمريكي في العراق ودعا الفيصل في مقابلة مع هيئة تحرير صحيفة وول ستريت جورنال نشرت يوم أمس، الثلاثاء، الولاياتالمتحدة إلى أن تتحرك الآن بسرعة ضد السيد الصدر «حتى لو أن إلقاء القبض عليه قد يزيد من إلهاب عواطف أنصاره» وقال إنه ينبغي على الولاياتالمتحدة أن تدرك أنه «من الصعب عليها أن تكون محتلا يحبه الشعب الذي تحتله.» واعتبر الفيصل الخطة الأمريكية لنقل السلطة إلى حكومة عراقية مؤقتة يوم الثلاثين من شهر جوان المقبل «محفوفة بالأخطار» ما لم يتم منح حكام العراق الجدد جيشا تسمح له الولاياتالمتحدة بممارسة سلطة حقيقية. ووصف الفيصل قرار سلطة الاحتلال بحل الجيش العراقي في العام الماضي بأنه «خطأ جدي» وقال إن إعادة تشكيل الجيش العراقي هو محور إنهاء المستنقع الأمني الذي تجد قوات الاحتلال الأمريكي نفسها فيه. وأضاف أن الولاياتالمتحدة أخطأت في محاولتها إبعاد كل أعضاء حزب البعث من السلطة، بدلا من إبعاد أعضاء مختارين فقط. وقال «إن هذا القرار ترك الولاياتالمتحدة بدون هيكل سلطة مدني للمساعدة في استعادة الأمن.» وترى الصحيفة أن الحاكم العسكري الإداري الأمريكي للعراق بول بريمر يتحرك في هذا الاتجاه الذي اقترحه الفيصل حيث أعلن في نهاية الأسبوع الماضي أنه سيتم تجنيد ضباط سابقين من الجيش العراقي الذي حله وسيتم تخفيف القيود التي أبقت معظم أعضاء حزب البعث خارج مراكز المسؤولية. ورسم الفيصل الذي قال أنه نصح الرئيس الأمريكي جورج بوش بعد اللجوء إلى الحرب للتعامل مع نظام الرئيس العراقي صدام حسين، صورة قاتمة للخيارات الأمريكية في العراق في هذا الوقت. وقال أن السعودية ودولا عربية أخرى «متحفظة» على إرسال قوات عسكرية للمساعدة في إرساء الاستقرار في العراق، على الرغم ان هذا الموضوع سيبحثه الزعماء العرب في الأسابيع المقبلة في قمتهم التي يتوقع أن تعقد في تونس في أواخر شهر ماي المقبل. وفي الوقت الذي قال فيه الفيصل أنه ينبغي على الولاياتالمتحدة أن تلعب دورا بارزا أكبر في تحديد مستقبل العراق، قال أن مقدرتها على التأثير سيكون محدودا جدا ما لم تكن هناك قوة عسكرية دولية كبيرة لدعم دورها. وأوضح بأنه يعتقد أن حل الجيش العراقي يقع في قلب كل المشاكل القائمة في العراق اليوم. وأضاف أن من الأسباب الرئيسية التي تجعل الدول العربية مترددة في المساهمة بقوات حفظ سلام هو غياب جيش عراقي للعمل إلى جانبها وقال «إن السعودية لن تساهم الآن بأي شخص يذهب إلى العراق، ولكن إذا غيرتم الظروف فتلك لعبة مختلفة.» وأشار الفيصل ضمنا إلى أن هناك سبيلا لتغيير الظروف هو إعطاء الأممالمتحدة دورا أكبر في مستقبل العراق، لكنه قال أنه في الوقت الحاضر فإن هذا الخيار ليس جيدا لأن الأممالمتحدة ستحتاج إلى قوة عسكرية لدعم سلطتها. وقال إن الأممالمتحدة «ليس لديها سلطة اليوم وليس لديها أموال ولا تستطيع إنفاق دولار واحد بدون توقيع السلطات الأمريكية» وقال «ومع ذلك فإن الولاياتالمتحدة لم تحضر قوات كافية تقريبا للمحافظة على الأمن في العراق على عاتقها.» وأضاف «إنكم لا تستطيعون تحقيق الأمن في العراق ب 150 ألف جندي وهذا مستحيل،» مشيرا إلى أن نموذج العراق في النزاع الطائفي والعرقي عميق جدا لدرجة أن البلاد مرت في أوضاع من الفوضى والديكتاتورية. وقال أنه على الرغم من هذه المشاكل فإنه لا ينصح الولاياتالمتحدة تأجيل وعدها بنقل السلطة في 30 جوان. وقال إن أفضل خيار للحكومة الأمريكية هو أن تجعل نقل السلطة كاسحا أكثر مما تتصوره الولاياتالمتحدة في هذا الوقت. وقال «إذا وعدتم بنقل السلطة في يوم محدد فيجب عليكم أن تنقلوها في اليوم الذي أعلنتموه ولكن أعطوها المصداقية التي تحتاجها، أعطوها قواتها المسلحة الخاصة بها، وهذه القوات يجب أن يكون لها القوة لكي تكون ذات مصداقية.. فما لم تكن في الحقيقة تقوم بنقل السلطة فإن ذلك لا يعني شيئا.» من جهة أخرى أكد الفيصل مجددا أن حكومة بلاده تواصل السعي إبقاء سعر النفط بين 22 و 28 دولارا للبرميل الواحد، وهو نفس الهدف الذي أيدته لفترة طويلة.