بدت الدورة البرلمانية العادية الخامسة والتي أشرفت على الانتهاء لمجلس النواب مغايرة لسابقاتها من الدورات، إذ تدور في «الكواليس» ومنذ فترة استعدادات هائلة من جل النواب لتحقيق الحضور كما يجب في المواعيد السياسية الحزبية والانتخابية القادمة، ويتهامس النواب ومرات يتجاهرون عن حجم التحديات والملفات المطروحة سواء داخل المجلس بما أن عددا من مشاريع القوانين الهامة ماتزال تتطلب الدرس والنظر أو خارجه على صلة بالأحزاب السياسية وشؤونها الداخلية أو على علاقة بالانتخابات التشريعية والبرلمانية المقررة ليوم 24 أكتوبر القادم. وتشير كل التوقعات إلى ارتفاع في نسق التحركات ورسم خطوط العمل القادمة بأكثر جلاء في أجندة أغلب النواب سواء منهم النواب التجمعيون أو نواب المعارضة على نحو بدا معه الجزم بأن السنة السياسية والبرلمانية الحالية لن تتوقف على الإطلاق بما أنها ستكون مترابطة على نحو وثيق مع السنة المقبلة بحكم الأحداث المنتظرة على المشهد الحزبي الوطني خلال الأشهر القادمة مما يؤكد انتفاء مفهوم العطالة البرلمانية والسياسية الذي دأب على ملامسته النواب والسياسيون في مواسم الصيف المنقضية. «الشروق» وبحثا في تعميق الرؤيا حول هذا الموضوع التقت عددا من النواب وبحثت معهم حالتهم الراهنة وترقباتهم لطبيعة التحركات القادمة. إعداد: خالد الحدّاد ** النائب غلام دبّاش (التجمع الدستوري الديمقراطي): عملنا يومي ومتواصل إلى حدود موعد الانتخابات القادمة يقبل التجمعيون مع كافة الشعب التونسي على مرحلة حاسمة تتمثل في الأساس في الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 24 أكتوبر 2004 وبطبيعة الحال هناك استعدادات حثيثة من قبل التجمعيين لانجاح هذه المحطة ولانتخاب سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بامتياز اعتبارا لتلبيته نداء التجمعيين خاصة والمجتمع المدني عامة بمواصلة تحمل الأمانة بمزيد الرقي بتونس إلى الأفضل، ويتجلى هذا الاستعداد بالاتصال المباشر مع القواعد التجمعية من شعب وجامعات لبلورة خطة عمل من شأنها أن تجعل الهياكل التجمعية على أتم الاستعداد ليس فقط بالنسبة للانتخابات بل للاصغاء إلى مشاغل وتطلعات المواطنين، وهو ما يتطلب عملا موصولا لكل نواب التجمع دون هوادة ولا استراحة حتى يوم الانتخابات وذلك لتحقيق نتيجة طيبة أساسها الاقبال المكثف على صناديق الاقتراع تعبيرا من الشعب التونسي على اهتمامهم بالحياة السياسية، ونحن في التجمع نعمل لفائدة الحزب ولا لفائدة الأفراد في الانتخابات التشريعية لذلك فإنه ومهما يكن اسم المترشح فإن العمل التجمعي هو نضال يومي متواصل من أجل المحافظة على المكتسبات الحزبية ودعمها بما يضمن للتجمع موقع القيادة والريادة. ** النائب محمد دم (ح.د.ش): التحركات كبيرة والتوقعات شاسعة بحكم انتمائي الحزبي فإن الأشهر القادمة ستشهد انعقاد المؤتمر الاستثنائي للحركة لذلك فالعمل الآن على قدم وساق على مستوى اللجان التحضيرية لاعداد لوائح المؤتمر التوحيدي ثم الاستعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية. وعلى هذه الاعتبارات فليس هناك عطلة على الاطلاق خاصة وان فصل الصيف يتزامن كذلك إلى جانب المواعيد الحزبية مع الاتصال الدائم بالمواطنين للاستماع إلى مشاغلهم وخاصة المتعلقة بإعادة التوجيه والترسيم في المعاهد والكليات وفي الحقيقة فإن عمل النائب متواصل دوما ودون انقطاع فهو عمل غير ظرفي وليس موسميا وعلى النائب في هذه المرحلة الأخيرة من مدته النيابية أن يستثمر عمله الذي امتد على مدى السنوات الخمس الأخيرة. وأعتقد ان حتى مجلس النواب سيواصل عمله خلال العطلة النيابية من خلال تواصل عقد اللجان ولمَ لا فتح دورة برلمانية استثنائية على اعتبار ان عدة مشاريع هامة ماتزال قيد الدرس ولم يقع عرضها بعد على الجلسات العامة مثل قانون التأمين على المرض وقانون المجلس الدستوري وقانون تنظيم عمل مجلسي النواب والمستشارين وقانون التحرّش الجنسي فالتحركات كبيرة والتوقعات شاسعة والعمل لن يقف هذه السنة وسيكون الصيف ساخنا جدا بحكم المواعيد المنتظرة. ** صالح السويسي (الوحدة الشعبية): مارطون لتحضير الأرضية اللازمة للمواعيد القادمة لن تكون هناك عطلة بالمفهوم المتعارف عليه بل على العكس سيكون هناك جهد مضاعف بالنسبة للنائب ولرجل السياسة بحكم أهمية المواعيد القادمة والمتمثلة خاصة في الانتخابات التشريعية والرئاسية، هناك مارطون كبير ومرهق هذه الصائفة. وأنا ككاتب عام لجامعة نابل وعضو بمجلس النواب سأواصل عملي الجهوي عبر الاتصال بالمواطنين ومناضلي الحزب وتنظيم لقاءات معهم لتكثيف الجهد ودعم حظوظ الحزب في المواعيد القادمة وسأسعى إلى المحافظة على التمثيلية التي اكتسبتها في الجهة وعلى المحافظة على المكاسب التي تحققت في إطار اشعاع حزب الوحدة الشعبية في المنطقة ودعم حضوره بما يمكن من تحضير الأرضية اللازمة بصفة معقولة ومنطقية لاحراز المزيد من النجاحات في المواعيد القادمة. ** عبد العزيز بن سليمان (الوحدوي الديمقراطي): عمل متواصل حتى لا نكون خارج دائرة الفعل السياسي عملنا متواصل وسيكون هذا الصيف خاصا جدا وعلى اختلاف كبير مع المواسم الماضية خاصة بحكم التحضيرات الجارية حاليا على مستوى الحزب من أجل اتمام اعداد الهيكلة الجهوية والاعداد أولا للمجلس الوطني وثانيا للمؤتمر قبل أن نتفرغ لاعداد القائمات الانتخابية للمشاركة في المواعيد القادمة، فالعمل كبير جدا ولابد من حسن استثمار ما قمنا به من تحركات ايجابية على المستوى الجهوي وعلى المستوى الوطني. وستكون العطلة البرلمانية شكلية من منظوري الشخصي على اعتبار ان العمل سيكون متواصلا ودون انقطاع في الفترة الممتدة من 25 جويلية إلى حدود يوم 24 أكتوبر 2004 حتى نحقق الالتحام الفعلي مع الأحداث الهامة التي ستعرفها البلاد ولا نكون خارج دائرة الفعل السياسي. ** بوبكر زخامة (التجمع الدستوري الديمقراطي): مسؤولية كبيرة هذه السنة بحكم المواعيد الهامة سنواكب الأحداث القادمة وسنقوم بالواجب خاصة تجاه الانتخابات الرئاسية وذلك بالاشراف على اجتماعات دورية بالشعب في كامل تراب الجمهورية حتى تكون جاهزة للحدث وذلك بحثهم على الاحتضان الجيد لمسيرة العملية الانتخابية التي ستدور هذه السنة في إطار منظومة ديمقراطية ومتكاملة واحترام لما جاء في التحويرات الأخيرة في المجلة الانتخابية. ونحن في التجمع لم يسبق لنا أن تمتعنا حقيقة بهذه العطلة البرلمانية لأننا مسخرون دوما للعمل والتفاعل مع الحدث ومواكبة المستجدات وهذه السنة نشعر أن السؤولية أكبر في اتجاه دفع الهياكل التجمعية لتطبيق المعطيات الجديدة المتوفرة لتكريس الديمقراطية.