لا حديث في الشارع الصفاقسي خلال هذه الفترة الا عن «الزقوقو» المفقود من الاسواق والمحلات التجارية وسعر «الصبارص» الذي قفز الى 20 دينارا للكيلوغرام الواحد. أسعار «الصبارص» الملتهبة لا تبررها الا اللهفة على هذه الاسماك التي تجد في مثل هذه الفترة من كل عام اقبالا كبيرا بسبب رغبة المستهلك في اقتنائها في فصل الربيع وهو الفصل الذي يبلغ فيه «الصبارص» قوته في مرحلة التزاوج والبيض. وحسب مصدر مطلع من المراقبة البلدية بصفاقس، تستقبل اسواق عاصمة الجنوب يوميا حوالي 7 أطنان من الحوت 800 كلغ منها من الصبارص الذي يتراوح سعره ما بين ال 3 وال 10 دنانير في حين يقفز سعر «الصبارص الشرافي» الى 20 دينارا بل انه بيع ب 25 دينارا للكيلوغرام الواحد في بعض الاوقات. ويؤكد المصدر البلدي ان «الصبارص» المعروض بالاسواق يفوق الطلب، ومع ذلك لا تنخفض الاسعار الا نادرا بسبب توفر «غرف التبريد» الخاصة بالخزن وبامكانية ترويج هذه الاسماك في يوم لاحق. واذا كان «الصبارص» موجود، فإن مادة «الزقوقو» وقبل ايام قليلة من حلول المولد النبوي الشريف مفقودة تماما من الاسواق مما اضطر اغلب تجار المدينة العتيقة الى تعليق لافتات على واجهات المحلات يقول نصها «الزقوقو غير موجود» او «الزقوقو غير موجود، يرجى عدم الالحاح». ويهمس بعض المستهلكين ان «الزقوقو» متوفر في بعض المحلات لكنه يباع ب 13 دينارا للحرفاء فقط او «بالوجوه» على حد تعبير احدهم علما وانه تم تسعيره ب 8 دنانير للحبوب و10 دنانير و600 مليم للمرحي والجهات الاقتصادية المعنية تشن كعادتها هجومات معاكسة للضرب على ايدي المحتكرين في اطار عنايتها بحماية القدرة الشرائية للمواطن خصوصا في مثل هذه المناسبات. ومقابل غياب «الزقوقو» من الاسواق بصفاقس، سجلت مواد الزينة من حلويات وشوكولاتة وفستق وبندق وغيرها حضورها بقوة... فهل يكتفي المستهلك «بالحصيرة قبل الجامع»؟