سقط مؤخرا في الزهراء «المقاول» الوهمي الذي روّع ومساعدوه الشركات وغنموا المليارات من عمليات السطو ليلا على المؤسسات الصناعية والمعامل بجهة بن عروس.. فقد ألقى أعوان فرقة الشرطة العدلية على هذا «المقاول» متلبّسا بعد أن تمكن من الافلات، في مرّة أولى، من كمين وقعت فيه أغلب عناصر مجموعته. وكانت جريدة «الشروق» انفردت بنشر تفاصيل نشاط المجموعة منذ مدة، ونقلت خبر إلقاء القبض على أغلب عناصرها محمّلين بما غنموه من سرقة مصنع، بعد سنة تقريبا من النشاط استهدفت فيه المصانع والشركات فخلال هذه المدة تمكن أفرادها من ارتكاب عشرات السرقات وغنموا منهاعشرات الملايين من الدينارات، وفي المقابل اجتهدت فرقة الشرطة العدلية ببن عروس في حلّ لغز المجموعة وتوصلوا الى استنتاج قادهم على اكتشاف «تكتيكها» فقد كان أفرادها يباشرون العمليات في ساعات الفجر الأولى حتى يتخذوا شكل العمال الذين يتوجهون في العادة نحو مركز عملهم في مجموعات، وبذلك ينجحون في مغالطة رجال الأمن، ثم يضعون أقنعة على وجوههم، حال بلوغهم أهدافهم، ويداهمون الحرّاس شاهرين السيوف والسكاكين والهراوات وفي النهاية يسرقون وينهبون. ونجح المحققون في تضييق الخناق على المجموعة وألقوا القبض على أغلب أفرادها الذين أزاحوا الغموض بدورهم، خلال استنطاقهم، عن شخصية «الرّاس المدبّر» وتبيّن أنه شاب أنيق جدا ينتحل صفة مقاول أشغال عامة ويزور المصانع ويعرض على أصحابها القيام بأشغال صيانة وفي الحقيقة كان يدقق النظر ويدرس الحالة المادية والأمنية الداخلية للمصنع قبل المرور للتنفيذ. توقف «المقاول» عن مزاولة نشاطه في السرقة بعد أن وقع القاء القبض على عناصر مجموعته ولكن الى حين.. فقد انتظر هدوء الزوبعة ثم عاد الى الجهة التي يعرفها أكثر من غيرها وإلى الطريقة التي كان يتوخاها.. ومنذ أن عاود النشاط اكتشف المحققون (الذين حصلوا على صورته) ظهوره مجددا وكانوا له بالمرصاد فأوقفوه في ضاحية الزهراء دقائق بعد أن استهدف مصنعا بالسرقة وكان يقود سيارة اكتراها للغرض وحمّلها سلعا مختلفة باهضة الثمن. يبلغ «المقاول» المزيف 32 سنة من العمر وهو أصيل ولاية القصرين وقد أفاد المحققين في أولى مراحل التحقيق أنه لا يشغل معه إلا أبناء جهته.. ويستمر التحقيق مع المظنون فيه في عشرات السرقات.