لم أستسهل السد وهناك من أول كلامي الزعيم السداوي استحق بطولة آسيا عن جدارة وتتويجه عالميا تتويج لكل العرب الدوري القطري تطور كثيرا ولخويا أعطى مفهوما جديا للتتويج جاءتني عروض إماراتية وكويتية وحكاية المنتخب الإماراتي مجرد إشاعة نبيل معلول اسم ارتبط كثيرا بالتحليل الفني في القنوات التليفزيونية وكان الرجل الذي يقدم الإضافة في الاستديو بحكم درايته ومعرفته الدقيقة بعالم الكرة التي طوعها وحقق من خلالها الأمجاد والشهرة سواء مع فريقه الأم الترجي الرياضي التونسي أو المنتخب التونسي أو بعض الأندية التي حل فيها وارتحل. وبما أن لمعلول شخصية فريدة تتسم بالقوة وحب النجاحات فقد قرر معلول خوض تجربة محفوفة بالمخاطر عندما قبل مهمة تدريب "شيخ" الأندية التونسية وهو يعرف أنه غير مطالب بلقب الدوري بل إن مهمته أصعب من ذلك بكثير لأن مطالب أحباء ومسؤولي الفريق تعدى ذلك لتصل إلى لقب دوري أبطال إفريقيا الذي فشل كل من جاء قبله في تحويله إلى خزائن الترجي في نسخته الجديدة لكن نبيل أهدى الترجي هذا اللقب الغالي ولقبي الدوري وكأس تونس ليكون النجاح كاسحا. معلول فاجأ الشارع الرياضي في تونس بتركه تدريب الترجي ولئن ظن الجميع أنه يستعد لتدريب فريق آخر بعد أن تعددت العروض فإن معلول أكد للشرق أنه لا يرغب حاليا في التدريب بل إنه يستعد للعودة إلى التحليل عبر الجزيرة الرياضية. معلول كانت له جلسة مع عدد من الصحفيين التونسيين وخاصة العاملين في الجزيرة الرياضية مثل فيصل شعبان وبلال العلويني ومعز بولحية وهيثم الطياري وحذامي لعجيمي ولطفي المسعودي ونزار الأكحل والمحلل بالجزيرة الرياضية حسام الحاج علي بالإضافة إلى حضور مميز لسفير تونسبالدوحة السيد منذر الظريف وكالعادة كانت الشرق حاضرة في هذا الحفل واستغلت الفرصة لتخرج بهذا الحوار الممتع مع صاحب الثلاثية التاريخية الترجية. هل لنا أن نعرف سبب هذه الزيارة للدوحة؟ جئت بطلب من بعض الأصدقاء لقضاء يومين بالدوحة خاصة بعد ماراثون طويل من المباريات والالتزامات مع فريقي الترجي الرياضي وأنا سعيد بالتواجد في الدوحة المكان الذي أرتاح كثيرا فيه كلما زرته. في تونس يتحدثون كثيرا عن ترك معلول تدريب الترجي أين الحقيقة من الخيال؟ نعم قررت ترك التدريب ولن أقول ترك الترجي لأن الترجي جزء مني.. قضيت موسما تاريخيا مع الفريق حققنا فيه ثلاثية خالدة ولعبنا فيه كأس العالم للأندية ولا يمكن أن أطمح لأكثر مما حققت لذلك اخترت الابتعاد لنيل قسط من الراحة. تتحدث عن الراحة وكأنك تريد أن تنفي إمكانية تعاقدك مع جهة أخرى للتدريب؟ لو كنت أرغب في مواصلة التدريب لما تركت الترجي لأنه فريق يبقى الأولى بي لكنني قلت أريد أن أركن لراحة. لكن نحن نعرف أن لديك عديد العروض؟ أنا أيضا أعرف أن لديَّ عروضا ولكن لم أوافق عليها. من المنتخب الإماراتي؟ على عكس ما قيل ليس لديَّ عرض لتدريب المنتخب الإماراتي وها أنا أستغل هذه الفرصة لأصحح الأوضاع وأقول إن العروض التي جاءتني من الإمارات كانت من أندية وليس المنتخب. هل كانت العروض الوحيدة؟ لا هناك بعض العروض الأخرى من الكويت ولكن مع احترامي الكبير لكل الفرق التي اتصلت بي فأنا لا أرغب حاليا في مواصلة التدريب. هل أنت راض عمما حققته كمدرب؟ ليس أجمل من التتويجات في عالم الكرة وأنا عرفت مع الترجي ثلاث تتويجات كلها في طعم العسل كما أن مشاركتنا في كأس العالم تعد ذكرى جميلة والترجي قدم فيها وجها جيدا رغم الخسارتين وبالتالي لا يمكن أن أكون إلا راضيا عن مسيرتي مع الترجي والتي امتدت لسنة واحدة. على ذكر كأس العالم كيف كانت مباراتكم مع السد وهل صحيح أنكم استسهلتم الفريق القطري؟ هذه النقطة أريد أن أوضحها عبر صحيفة الشرق بعد أن نسبت إليَّ تصريحات قبل المباراة تنقص من قيمة الفريق السداوي وفي الحقيقة أنني وفي كل المؤتمرات الصحفية التي قمت بها كنت أؤكد دائما على قوة الفريق المنافس وقلت إنه يمتلك لاعبين بإمكانهم أن يصنعوا الخطر أمام أي دفاع وحتى ليلة المباراة كنت قد نبهت لاعبي فريقي أن المباراة الوحيدة التي تهمه هي مباراة السد لأنها أصعب حتى من مباراة برشلونة لو واجهناه وبالتالي لست ممن يستسهلون المباريات أو ينقصون من قيمة المنافس. كيف فاز السد على الترجي؟ في منطق الكرة وعندما يفوز فريق على الآخر يقال إنه هو أفضل منه والسد فاز علينا رغم أننا لم نكن سيئين لكن الكرة تحكمها مقاييس أخرى لأنك أحيانا تلعب ضد الخصم وضد الحكم وضد الحظ وحتى ضد نفسك وهذا ما حصل لنا في تلك المباراة. قيل إن معلول تفوق على فوساتي لكن السد تفوق على الترجي هل هذا صحيح؟ ليس هناك مدرب يتفوق على الآخر ولكن مادام السد قد فاز فإن فوساتي هو من فاز ولست أنا. بحكم استعدادكم لملاقاة السد ومتابعتك لبعض مباريات الدوري القطري كيف وجدت دوري النجوم؟ الدوري القطري مر بمراحل من العادي إلى المتوسط إلى القريب من الحسن الآن.. هناك فرق جيدة وأخرى متوسطة وأحيانا نرى مباريات في القمة وعموما أقول أن المستوى مرشح للارتفاع في ظل بروز فرق طموحة جديدة مثل لخويا الذي أحدث " ثورة" وأصبح مثالا جيدا للفرق الأخرى يحتذى به. ماذا تقول عن الإنجاز الذي قدمه السد وحصوله على المركز الثالث؟ السد قدم كأس عالم جيدة جدا وأسعدنا كثيرا كعرب وأنا تابعت مباريات الزعيم كلها وأستغل الفرصة لأحيي هذا الفريق وأبارك إنجازه. نرجع إلى مستقبلك القريب أين سنراك؟ ربما أعود إلى التحليل الرياضي الذي أشعر بمتعة عندما أمارسه؟ لأجل ذلك تركت التدريب؟ سأكون صريحا معك وأقول نعم تركت التدريب لأنني أرغب في العودة إلى التحليل الرياضي. طبعا سيكون ذلك عبر بوابة البرتقالية؟ الجزيرة الرياضية تعتبر بيتي الثاني وعلاقتي جيدة جدا مع المسؤولين فيها وبالتالي فإنني لا أجد سببا أرفض فيه العودة إلى هذا الحضن الدافئ. من يتحدث عن نبيل معلول المحلل يقول إنه فلتة زمانه في هذا المجال؟ لا أبدا معاذ الله أنا مازلت أتعلم إلى يومنا هذا لكنى لا أخفي سرا عندما أقول إن التحليل لا يأتي من فراغ ولا يشترط أن تكون لاعبا أو مدربا لتكون محللا جيدا, لا بد من العمل والبحث والمتابعة. ماذا أضاف لك التحليل؟ أضاف لي الشيء الكثير لأنه يعطيني الفرصة لأدخل في فكر مدربين كبار مثل أنشيلوتي ومورينيو وغوارديولا وفرجسون وغيرهم من خلال قراءة أساليب خططهم والتغييرات التي قاموا بها والأجمل من ذلك أن هؤلاء المدربين الكبار يعطونك الدروس مجانا بل إنك تأخذ أجرا مقابل التعلم منهم. بماذا نختم الحوار؟ أريد أن أشكر كل الإخوة الذين حضروا هذا الحفل وفي مقدمتهم ظافر الغربي الذي حرص على لم شمل هذا الحضور الطيب من خيرة الإعلاميين التونسيين الذين أعتز بصداقتهم وشكرا لهذه الاستضافة من قبل صحيفة الشرق التي أكن لها كل الاحترام والتقدير.