الرباط رغم الإجماع على إيجابيات حصول المغرب على صيغة "الوضع المتقدم" من الاتحاد الأوروبي، يعتبر مهتمون ومحللون أن السنوات المقبلة ستضع الرباط في امتحان حقيقي أمام المجموعة الأوروبية خاصة في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان. ومنح الاتحاد الأوروبي المغرب صفة "الوضع المتقدم" بعد مفاوضات طويلة، وأعرب الطرفان معا عن ابتهاجهما بهذه النتيجة في بلاغ مطول للمجموعة الأوروبية. وقد أكد الأوروبيون في بيان اطلعت الجزيرة نت على نسخة منه أنهم استجابوا لانتظار الجار الجنوبي وأنهم سيقفون إلى جانبه في خطته التحديثية والديمقراطية حتى تنعكس المنافع المتبادلة للوضع الجديد على الطرفين. "لحسن الداودي: المغرب أصبح أمام اختبار عسير منذ الآن، إذ عليه أن يبرهن على جدارته بالوضع المتقدم وأن يطهر إدارته من الفساد وانتخاباته من التزييف وشراء الذمم"
امتحان وتغيير وأشاد أستاذ الاقتصاد بجامعة الرباط وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المعارض لحسن الداودي بالوضع الجديد للمغرب مع جيرانه الأوروبيين، وقال إن الاتفاق الجديد إيجابي ومفيد سياسيا واقتصاديا للمملكة. غير أن الداودي أقر في حديث مع الجزيرة نت بأن المغرب أصبح أمام اختبار عسير منذ الآن، إذ عليه أن يبرهن على جدارته بالوضع المتقدم وأن يطهر إدارته من الفساد وانتخاباته من التزييف وشراء الذمم. ويرى أن الانتخابات البلدية المقبلة في 2009 ستكون امتحانا حقيقيا للمغرب وعليه أن يكون في مستوى الديمقراطية الأوروبية بشفافية كبيرة. ودعا الداودي المغرب إلى توخي الشفافية في صرف الأموال التي سيحصل عليها من الاتحاد الأوروبي بمقتضى الاتفاق محذرا من العكس، في إشارة إلى ظهور تقرير رسمي يتهم مسؤولين ومؤسسات تابعة للدولة بتبذير المال العام. ومن جهته يرى محمد بنعلال نائب رئيس المركز المغربي للدراسات الإسترتيجية أن الاتفاق الجديد يغير كليا العلاقات مع أوروبا الغربية وإسبانيا على الخصوص. وأضاف بنعلال أن سلوك المغرب في ملف الصحراء وتجنبه لغة السلاح مع خصومه كان محط إعجاب لدى الأوروبيين. تنويه وإشادة وقد نوه البلاغ الأوروبي بالمغرب وتعاونه الوطيد مع الاتحاد الأوروبي في مجالات الأمن والبيئة والطاقة النووية والموارد البحرية وتحرير النقل الجوي والتعاون الصناعي والتجاري. كما أشاد البلاغ بالتعاون المغربي مع المفوضية الأوروبية في قضايا اللاجئين والهجرة غير الشرعية. وأقرت المجموعة الأوروبية أنه بفضل الجهود المغربية المبذولة لمواجهة الهجرة غير القانونية انخفضت أعداد المهاجرين القادمين من أراضي الممكلة. "الاتحاد الأوروبي: المغرب هو أول بلد يحصل على المساعدات المالية بموجب الوضع المتقدم، وعليه مواصلة الإصلاحات البنيوية وتحسين تدبير المال العام"
وعبرت المجموعة عن اعتمادها على المغرب ليقوم بدور المحرك لمتابعة الخطة المعتمدة بالرباط في 2006 بشأن مقاربة شمولية ومتوازنة للهجرة. وجدد الأوروبيون دعمهم لموقف المغرب في مفاوضات مانهاست (في ضاحية نيويورك) مع جبهة البوليساريو بشأن الصحراء الغربية ولمقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به الرباط لحل النزاع بشأن الإقليم. وبخصوص ما يسمى الإرهاب، اعتبر الاتحاد الأوروبي أن بلدان أفريقيا الشمالية تعتبر مجالا أولويا في مكافحة نشاط المجموعات المسلحة، منوها بدور المغرب النشيط في هذا الأمر. وخلصت الوثيقة إلى أن المغرب هو أول بلد يحصل على المساعدات المالية بموجب الوضع المتقدم، وأن عليه مواصلة الإصلاحات البنيوية وتحسين تدبير المال العام للانتقال إلى وضع أحسن.