السلام عليكم لقد خاض شعبنا العظيم ثورة مجيدة حررتنا و الى الأبد من قوى الاستبداد و الدكتاتورية و الفساد... و كانت لها ارتدادات مهيبة عربيا و إقليميا و دوليا و كلفتنا دماء طاهرة زكية و شبابا في عمر الزهور نترحم عليهم و نحتسبهم عند الله شهداء... و تلتها مراحل انتقالية خالطتها الكثير من الشوائب و تمخضت عنها انتخابات ديمقراطية و نزيهة و شفافة بشهادة القاصي و الداني و افرز صندوقها أهم ألوان الطيف السياسي تجسمت في مجلس تأسيسي و حكومة و رئيس جمهورية شرعيين - بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا معهم- مما ساهم في عودة الطمأنينة و الأمن للمواطن و إعادة تسيير دواليب الدولة في رسالة ايجابية لشركاء تونس بالخارج و حمى البلاد من انزلا قات خطيرة – الله وحده يعلم تداعياتها- و بعد كل هذه المؤشرات الايجابية عادت قوى الردة إلى الساحة من جديد بعد أن سحقهم الشعب بثورته و لفظهم صندوق الانتخابات بنتيجته و اتحدت هذه القوى من جديد وتتمثل أساسا في *أزلام النظام البائد من أعضاء برلمان سابقين و ولاة و معتمدين و عمد وأعضاء لجان تنسيق و شعب مهنية و ترابية... *قوى اليسار الاستئصالي. *قوى يسارية نافذة محتكرة للمنظمات النقابية الشغيلة. *أباطرة الفساد و المتغولون داخل المؤسسات الكبرى الوطنية و الخاصة. *أزلام العهد البائد المحتكرون للمجال الإعلامي السمعي و البصري و المقروء... إن هؤلاء جميعا يحاولون بشتى الطرق استغلال طيبة المواطن التونسي لتمرير مخططاتهم الجهنمية عبر الاعتماد على مطالب اغلبها مشروعة و من بعدها تسييس المشاكل لإظهار الترويكا بمظهر الفاشل لإسقاطها و من ثمة الاستيلاء على السلطة عارضين أنفسهم كبدائل تدعي أنها قادرة على حل فوري لكل المشاكل... ندعو جميع المواطنين في كل ربوع الوطن إلى تفويت كل الفرص لمحاولات المس من امن و سلامة البلاد و رفض الانسياق وراء هذه المجموعات المهزومة و الفاشلة و الابتعاد عن كل أشكال الفوضى مقدمين صورة مثلى و حضارية لكي يستعيد وطننا الجريح عافيته و ننجح في إنقاذ ما يمكن إنقاذه و خاصة اقتصاديا (الموسم السياحي و جلب المستثمرين المحليين و الاجانب) . إن المد الثوري نهر لا ينضب و كلنا مدعوون إلى مواصلة تحقيق أهداف الثورة عبر ثورة فكرية تنعكس على عقلية المواطن و سلوكياته.... فلا للجهوية المقيتة ...و لا لإحياء النعرات القبلية و العروشية ...و لا للتعصب بكل أشكاله و خاصة للاديولوجيات الميتة . عاش شعبنا التونسي حرا أبيا ابد الدهر المجد و الخلود للشهداء و لا عاش في تونس من خانها nabil messaoudi المصدر: ركن التواصل في جريدة الفجرنيوز