لماذا يبحر السياسيون الحداثيون في تونس ضد التيار ؟ الأخلاق في المعاملات تفتك زمام المبادرة في السياسة العالمية ذهب رأس الحكومة اليونانية إلى الجحيم في نهاية الأسبوع الفارط ، ثم رحل المتصابي برلسكوني البارحة بدون رجعة وأنا متأكد أن الكثيرين سيرحلوا في الأيام القليلة القادمة ، كل المؤشرات تدل على تغير كبير وغير عادي بصدد الحدوث في العالم بشقيه النامي و الماضي في طريق النمو نحن نشهد تحولا عالميا وتاريخيا علامته الأولى والأساسية: السلطة لأصحاب الأمانة والمصداقية هاتان الكلمتان أصبحتا العلامة الأساسية التي تستعملها لجان التصنيف العالمية عندما يتعلق الأمر بإعطاء المشروعية لحاكم أو سلطة جديدة إن عالم المال والإعمال قرر في الدول الغربية أن يلقي في مزبلة التاريخ كل القوى السياسية والمالية التي كذبت عليه وغشته من أجل التربح الفاحش واللاشرعي بدأت الفضايح والماسي بالبنوك والشركات فتهاوت إلى الإفلاس شركات عملاقة وممالك مالية لا توصف وتبلغ المأساة ذروتها بالتهديدات الموجهة إلى الدول في سياستها عبر المضاربة على إمكانية إفلاسها الحل الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة وهذا حسب ما عبرت عنه عديد الجهات ليس حلا ماليا وإلا لشاهدنا اليونان متعافية من جديد بعد المليارات التي ضخت في بنوكها بدون فائدة ، الحل الوحيد هو وصول قيادة سياسية ذات مصداقية وذات أمانة وهما الصفتان الأساسيتان المفقودتان في عالم اليوم وصل الغرب الذي تتخذه بعض الأطراف العلمانية في تونس إلاها يأمر فيطاع ، وصل الغرب إلى النتيجة الأساسية التالية : لن يخرج هذا العالم من أزمته الحالية إلا سياسيون أصحاب أمانة أياديهم نظيفة ويشهد لهم بالصدق والاخلاص للوطن وهذا مع عناه الشعب التونسي العظيم عندما صوت للنهضة بنسبة زادت على 50% قبل التزويرات و التعديلات المشبوهة لم يفهم العلمانيون الملوثون بفكر المعادة للدين الاسلامي أن العالم قد لفظهم في كل مكان ولا يمكن أن تكون تونس استثناء يحاولون من خلالها أن ينفذوا مشاريعهم المريضة إن محاولات محسن مرزوق ومن كان خلفه من فاقدي الشرعية الجماهيرية لن تكون سوى محاولات فاشلة لن تضر مشروع شعبنا إلا نزرا قليلا لقد رحل سادة الدول الغربية الذين خانوا شعوبهم وسرقوها والذين دفعوا مواطنيهم إلى حافة الفقر والجوع ولا بعوض أن يرحل ازلام بن علي من الحداثيين والعلمانيين الذين صفقوا له وتمعشوا من سلطته لقد حكم الحداثيون مع بن علي لفترة طويلة من الزمن وانتقموا من البلاد والعباد وعليهم اليوم وقبل فوات الأوان أن يرفعوا أيديهم على هذا الشعب المسكين لكي يكافح من أجل مستقبل اشرق وأكثر أمنا وإستقرارا للفقراء والمساكين
ليرحل السبسي وازلامه ، ليرحل مرجان ، ليرحل مرزوق ، ليرحل لطيف ، لترحل نادية الوافي ، ليرحل كل أفاك أجرم في حق الشعب وستكون تونس بالف خير