مرة أخرى تفرض علينا أجواء الانفلات الأمني المتعمد ، حين اشتعلت الأرض فجأة ودون سابق إنذار من تحت أقدامنا و انتقلت مظاهر الفوضى والانفلات من مربعات المحدود والعفوي لمربعات سبق الإصرار والترصد ، و دخل على خط الصدام بعض جمهور كرة القدم حين تحولت مباراة رياضية لمجزرة بشرية وتلطخ البساط الأخضر بدماء المصريين البسطاء الأزمة الأمنية بالفعل لم يكن لدى الدولة المصرية مؤسسة أمنية بالمفهوم الشرطي والقانوني والحقوقي ، لكنها مجموعات أمنية لحماية منصة الحكم وكبار رجال المال والأعمال ، بالفعل تحولت مؤسسة الشرطة من هيئة ملك للدولة بكل مكوناتها إلى مجموعات بودي جارد تابعة لجهات وشخصيات وتوجهات بعينها دون سواها ، فكان الانحراف في الفكر عندما تحولت الشرطة لهيئة فوق الدولة والقانون ، وكان الانتهاك في السلوك عندما تحولت أقسام الشرطة ومقرات أمن الدولة المنحل إلى سلخانات بشرية شعارها العملي " الداخل مفقود والخارج مولود" ممارسات أفرزت مناخاً من الكراهية والاحتقان نال وبقوة من النسيج الوطني المصري وأصبحنا جميعاً في انتظار صافرة القدر التي تفجر الأرض فكانت ثورتنا الرائعة في يوم مقصود هو 25 يناير عيد الشرطة المصرية لتصل الرسالة واضحة وغير مبهمة أن الثورة ضد النظام وكل أدواته وفي المقدمة جهاز الشرطة . من المسئول؟! بكل وضوح الكل مسئول: ** النظام السابق الساقط - نزلاء سجن مزرعة طره – المدان بإفساد البلاد وقتل وجرح واعتقال عشرات الآلاف من المصريين قبل وأثناء وبعد 25 يناير ، في محاولة لتعطيل المحاكمات وعدم فتح باق الملفات ** بقايا النظام من فلول أمن الدولة وبعض القيادات النافذة في جهاز الشرطة التي تمارس التمرد دون إعلان ، عقاباً للشعب على ثورته وحفاظاً على مراكزهم ومصالحهم ** بقايا رجال المال والأعمال الذين لم تفتح ملفاتهم بعد في محاولة لعدم الاستقرار ليظلوا في منطقة الآمان ** فرق البلطجة "الصناعة التي نبتت في مستنقعات الاستبداد والفساد والقمع" والهاربون من السجون والأحكام القضائية والمطلوبون للعدالة ** شبكات الفساد والإفساد من تجار السلاح و المخدرات والآثار والبترول والغاز وأراضي الدولة ومافيا التهريب ** بعض النخب المصرية التي حولت السجال السياسي المشروع إلى صراع وصدام مصيري غير مشروع ، ما زاد الاحتقان وسخونة الأجواء ** قطاعات كبيرة من الشعب ، بالسلبية تارة وعدم الالتزام بالنظم والقوانين تارة بل والمشاركة الانفلاتية تارة أخرى ** نمط الإدارة والحكم بجناحيه المدني والعسكري المتباطئ لدرجة تثير القلق والريبة في محاكمات بقايا النظام واستعادة الأموال المنهوبة ورد الحقوق المالية والمعنوية لأصحابها ** بعض دول الاعتدال خاصة الملكية التي أرعبها يقظة الشعوب والتي طالما ساندت نظام الاستبداد والفساد والقمع المصري وطالما حلمت بقيادة المنطقة بديلاً عن مصر الكبيرة القديرة ** إدارة المشروع الصهيوني الخاسر الأكبر من يقظة وثورة شعوب المنطقة وسقوط أنظمة الحماية والحراسة "راجع تصريحات الكيان الصهيوني عن نظام مبارك - كنز استراتيجي لدولة إسرائيل وهدية الله لشعب اليهود - ونظام بشار الأسد – لابد من دعم نظام الأسد حتى لا تدخل إسرائيل إلى المجهول –" المخرج العاجل بهدف بسط الأمن فوراً ودعماً لمسيرة التحول الديمقراطي ومنها : ** إعادة توزيع رموز النظام السابق في سجون متفرقة وعزلهم بقوة القانون عن الاتصال الخارجي وجعل الزيارات الرسمية تحت حراسة مشددة ** إعفاء كبار النافذين في وزارة الداخلية أصحاب التاريخ الأسود وملفات الفساد"معروفون بالاسم"خاصة بعد الأداء السيئ وغير اللائق ما ترتب عليه إزهاق الأرواح وتخريب الممتلكات ** إعادة انتشار القوات المسلحة بصورة مهنية تضمن بسط الأمن وفرض القانون وانضباط الشارع المصري ** توقيف مجموعات البلطجة – إجراء مؤقت لمدة ستة شهور على الأقل - المنتشرة في الشارع المصري وهي معلومة علم اليقين لعموم المصريين وللأجهزة الأمنية وللحاكم العسكري في جميع المحافظات ** التحقيق الفوري والعاجل لتحديد الجناة في الجرائم الشائعة والمتكررة وتطبيق القانون فوراً ** تشكيل لجان الحماية الشعبية بالتنسيق مع الأجهزة المعنية ، لجان معلومة الهوية محددة الأهداف والفترة الزمنية ** تفعيل اللجان الاجتماعية - لجان الصلح و فض المنازعات – لتمتين النسيج الاجتماعي وحماية الوحدة الوطنية ** فرض ميثاق شرف إعلامي للخروج من أجواء الإثارة والتحريض والاشتباك المهدد للنسيج الوطني ** تحديد أماكن التظاهر والاعتصام والإجبار على الالتزام بها بما يحفظ الحقوق السياسية والواجبات الأمنية خلاصة الطرح ..... من غير المقبول أن تكون الحالة الأمنية بهذا السوء تتأرجح كالبندول تارة للأمام وأخرى للخلف ومعها الاقتصاد المصري والبورصة فضلاً عن عقل وقلب ومشاعر المصريين وفوق ذلك سمعة وهيبة مصر الدولة والحضارة والتاريخ ..... حفظك الله يا مصر الثورة والأمل .... مدير مركز النهضة للتدريب والتنمية*