موجة جديدة من موجات مضادات الثورة متمثلة في الاعتداء الأمني العنيف وغير المبرر ضد المعتصمين السلميين في ميدان التحرير"35 شهيداً قرابة 2000 جريحاً" ، مطالب عادلة ومشروعة لبعض مصابي الثورة وأهالي الشهداء والمفقودين ، وفي المقابل تعامل شاذ ومتخلف من جهاز الشرطة الذي لم يعي الدرس بعد ، قامت الثورة في يوم 25 يناير وهو تاريخ له دلالة مفادها إسقاط النظام المستبد الفاسد وفي المقدمة جهاز الأمن في عيد الشرطة التي حولت حياة المصريين إلى جحيم بعد أن تحولت الأقسام ومقرات أمن الدولة إلى سلخانات بشرية ، كانت رسالة الشعب إلى النظام وجهاز الأمن واضحة وعملية لكن من الواضح أن العقول لم تنضج بعد بل مازالت تسير في الاتجاه المعاكس ، من هنا كانت أجواء الفوضى المتعمدة والمقصودة بهدف إرباك المشهد المصري المرتبك أصلاً ، من هنا أيضاً طُرح السؤال من هم المستفيدون وماذا يريدون وما هو المخرج؟! المستفيدون ... أطراف عدة وبخلفيات عدة منها: ** قيادات ورموز النظام السابق نزلاء سجن مزرعة طره بهدف تجميد المحكمات وتعطيل العدالة وضياع حقوق الشعب المهدرة ** بقايا النظام البائد من فلول أمن الدولة وناهبي أموال وثروات الوطن ونفايات الأفكار المندثرة والمتسلقة وكهنة المعبد بقايا جنرالات الإعلام .... حتى لا تفتح ملفاتهم السوداء ** فرق البلطجة "الصناعة التي نبتت في مستنقعات الاستبداد والفساد والقمع" والهاربون من السجون والأحكام القضائية والمطلوبون للعدالة .... ** شبكات الفساد والإفساد من تجار السلاح و المخدرات والآثار والبترول والغاز وأراضي الدولة ومافيا التهريب ...لأنها أجواء الفوضى هى المناخ المناسب لوجودهم والسوق الرائجة لبضاعتهم " ** بعض دول الاعتدال التي أرعبها يقظة الشعوب والتي طالما ساندت نظام الاستبداد والفساد والقمع المصري وطالما حلمت بقيادة المنطقة بديلاً عن مصر الكبيرة القديرة ** إدارة المشروع الصهيوني الخاسر الأكبر من يقظة وثورة شعوب المنطقة وسقوط أنظمة الحماية والحراسة المخرج .... حزمة من الوسائل والإجراءات العاجلة ومنها: ** الوقف الفوري لهذه الاعتداءات التي تزيد الأزمة اشتعالاً ** خروج المجلس العسكري عن ثقافة الصمت والخرس التي تميز بها المخلوع مبارك واستدعاء القوى السياسية للتشاور ووضع الحلول ** تحقيق عادل وعاجل لتحديد المتسبب من أي موقع كان ومحاسبته ** بيان عاجل شفاف توضحياً للرؤى واحتراماً للعقول ومصالحة للشعب ** الرد الفوري للمظالم والحقوق خاصة لأهالي الشهداء وعلاج الجرحى وتعويض المتضررين ** إعلان جدول زمني محدد لتسليم السلطة في موعد غايته منتصف 2012م. ** المزيد من اليقظة الشعبية والتعقل والحكمة لتفويت الفرص على المتربصين بمصر وأخيرأ ..... رغم قسوة الأحداث وحجم المؤامرات إلا أننا نستطيع مواجهتها وبنجاح شرط توفر الإرادة ووضوح الرؤية وتضامن القوى الوطنية ويقظة الشعب .... حفظك الله يا مصر الثورة والأمل ..... محمد السروجي كاتب ومحلل سياسي