تونس في 17 فيفري 2012 محمد الحمروني"الفجرنيوز"تستعد نقابة الصحافيين وعدد من الجمعيات من بينها جمعية مديري الصحف الى إصدار بيان مساند لمدير صحيفة التونسية، الموقوف على خلفية نشره لصورة مشينة تمس بالأخلاق الحميدة، وتذكرنا بالأيام السوداء التي عاشتها الصحافة التونسية زمن المخلوع، حينما تحولت عدة منابر اعلامية إلى مواخير تمارس فيها الدعارة الإعلامية والسياسية الفاضحة على أعمدة الصحف. وبهذه المبادرة الجديدة تؤكد نقابة الصحافيين انخراطها التام في لعبة سياسية، تحولت بموجبها النقابة، وتحت ضغط بعض الاطراف فيها، الى اداة بيد تيار محدد، يستعملها كيفما شاء في خصوماته السياسية، وهو ما جعلها تنحرف عن اهدافها الاساسية وهي الدفاع عن المصالح المادية والادبية لمنظوريها، وتفقد بذلك التوازن المطلوب في ادائها. ويهمنا في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به الصحافة التونسية ان نؤكد ما يلي: 1 – أن حرية التعبير التي تدعي النقابة وغيرها من الأطراف الدفاع عنها لا تعني الانحلال والتحلل من كل القيم والضوابط المتعارف عليها في كل المجتمعات، وخاصة في بيئتنا العربية الاسلامية بلا نزاع إلا من البعض القليل الذي يحاول فرض خياراته على الاغلبية فرضا. 2 - إن نقابة الصحافيين في ظل خيارات قيادتها الحالية، ومثيلاتها من الجمعيات التي تدعي الدفاع عن المهنة، زاغت تماما عن مهامها الحقيقية وتحولت الى منبر سياسي لبعض المهزومين في الانتخابات، وبعض المعطوبين على أعتاب الحداثة. 3 – إن النقابة، ومن لف لفها، صمتت على التسونامي الذي اصاب الساحة الاعلامية، بسبب المال السياسي الفاسد، وبقايا التجمع والطرابلسية، كما صمتت على التجاوزات الخطيرة لأخلاقيات المهنة التي تورطت فيها العديد من المؤسسات الاعلامية، في المقابل تحولت النقابة الى قاعدة خلفية لبعض الاطراف تدير من خلالها صراعها السياسي. 5 – إن ما تقوم به النقابة اليوم هو محاولة للتعمية والتغطية على النقائص الكبيرة في ادائها، والانتقادات الحادة الموجهة الى عدد من قياداتها، خاصة فيما يتعلق بالقائمة السوداء التي ترفض النقابة الى حد الآن نشرها، وهو ما زاد من شكوك الصحافيين في القيادة الحالية للنقابة. 6 – نشدد على أن القيادة الحالية للنقابة تتوفر على بعض الصحافيين المخلصين ولكنهم إما مغلوبون على أمرهم، أو مقصيون، وهؤلاء مدعوون الى أخذ مسافة عن التيار الذي يريد الإنحراف بالنقابة، وأن يعلنوا ذلك حتى يعلمه عموم الصحافيين. 4 – إن ما يجري اليوم في الساحة الإعلامية سببه الفراغ التشريعي والمؤسساتي، لذلك فإن السلطات العمومية مدعوة بشكل لا يحتمل التأجيل الى إتمام مهام الهيئة العليا لإصلاح الإعلام والدعوة إلى تكوين مجلس أعلى للإعلام، يتشكل من اناس ينتمون الى المهنة، ويقع انتخابهم من المجلس الوطني التأسيسي، بعد تقديم ترشحاتهم للمجلس.