شعار خمسينية الجامعة التونسية لوزارة التعليم العالي"معرفة متأصلة وطموح متجدد" فأين الجامعيون التونسيون الأحرار من هذا الشعار؟؟؟ ان المتابعين لمحنة الجامعيين التونسيين الملاحقين بامتياز هذه الأيام من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا عبر التشكيك في تمثيلية الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي،وعبر التنكيل المبرمج والثابت بالزملاء النقابيين لعل أبرزهم الزميلين والمناضلين رشيد الشملي ونور الدين الورتتاني،مدرسين مقتدرين وعلماء وخبراء معترف بهم دوليا مع تعمد نقلهم تعسفيا وحرمانهم من المرتب وحتى من دخول مؤسسات التدريس والبحث اضافة الى التعتيم والتنكر للمطالب المشروعة المادية والمهنية والمعنوية للسلك التدريسي الجامعي ليقدّر لوزارة الاشراف اعتماد هذا الشعار الرحب المعلن عن النجاحات دون الاخفاقات ألا وهو شعار"معرفة متأصلة وطموح متجدد"؟؟؟ وطالما أننا تعودنا من هياكل التجمع الدستوري الديمقراطي ومن منظمات المجتمع المدني المخترقة والمفرغة من أي مضمون حقيقي تعجيلا بقيام جمهورية الغد فان هذا الشعار يصلح من طرف واحد فقط وهو وزارة التعليم العالي طالما أننا علمنا بأن الجامعيين التونسيين هم أجراء لا شركاء،فلمن تتوجه ياترى مثل هذه الشعارات التي لا بعتقد فيها المنتمون لمختلف مؤسسات وهياكل التعليم العالي التونسي في ماعدا القلة المهيكلة ضمن شعب التعليم العالي ،أو الجامعيون الملحقون بالخطط الادارية والاستشارية؟؟؟ وقبل الخوض في تفاصيل هذين الشعارين هل يمكن لوزارة الاشراف أن تخبرنا عن النسبة من الميزانية التي تخصص للموارد البشرية،وتحديدا لمرتبات مختلف أسلاك التعليم العالي،وهل أن الوزارة فكرت بصورة جدية ونحن في سنة الخمسينية في انجاز سبر آراء للكشف عن تقييم أو تقويم الجامعيين التونسيين لعلاقتهم لسلطة الأشراف في مستوى الاضطلاع بمهمتهم التدربسية المكرّسة لمجتمع المعرفة والمعلومات،وكذلك لطبيعة علاقتهم في مستوى تلبية الوزارة لحقوقهم ومطالبهم المادية والمهنية والمعنوية(قياسا فقط على زملاؤنا في المغرب الأقصى الشقيق الذي طلبت منا وزارة الاشراف الالتحاق بها اذا رغبنا في أن ننظر بهم)؟؟؟ -أما في مستوى تأصيل المعرفة فالعديد من الجامعيين ولعل أكثرهم يعلمون بأن الوزارة لم تأخذ بآراء واقتراحات الجامعة العامة للتعليم العالي في ما يتعلق بالسبيل الأمثل لتطبيق"منظومة امد" التي سبق بأن وقع تطبيقها في المغرب الأقصى والتي خصها البنك الدولي ميزانية معينة من المفترض أن ينال المدرّسون نسبة منها على اعتبار أنهم المنجزون والمباشرون لهذه المنظومة؟؟؟ ومن الأكيد بأن اعطاء الأولوية ل"التشغيلية"قد أحال المضمون التكويني الى الدرجة الثانية أو الثالثة على اعتبار أن اختصار مدة التكوين من ثلاث الى أربع سنوات قد حوّل نظام الدراسات بالشعب الاجتماعية والانسانية أساسا الى ما هو مطابق وأشبه بمطاعم الأكلات السريعة اذ أن الغاية هي التكوين السريع والمتنوع الذي يحوصله مبدأ "الأخذ من كل شيء بطرف"مع كثرة الفروض واعتماد المراقبة المستمرة على غرار التعليم الثانوي؟؟؟ وفي مستوى تأصيل المعرفة دائما نجد أن الجامعيين يعانون من التمييز الجغرافي والفئوي في الترقية،وفي تكييف فتح الخطط بحسب الاعتبارات السياسية الظرفية،ومن عدم الملائمة بين رغبة الأساتذة في الارتقاء من رتبة أستاذ مساعد الى رتبة أستاذ محاضر لعدم التقاء رغبة المدرسين وكلياتهم مع رغبة الوزارة،ومن اضطرار المدرسين الى الهجرة والنزوح الاضطراري من مؤسسة الانتساب الأصلية الى مؤسسات أخرى دعما للمؤسسات المركزية وافراغا للمؤسسات الداخلية والطرفية لأن الأولى توفر لهم الخطط والقرب من سلطة القرار الاداري والعلمي؟؟؟ ولعل أبرز مظهر لتأصيل المعرفة من جانب الجامعيين هو غياب الحريات الأكاديمية لفرض مراقبة وزارة الاشراف لانشاء وحدات البحث والمخابر،وتحديد محاور ومجالات اهتمامها والتدخل المباشر في تحديد هوية المشاركين من خلال اخضاع هويتهم الى تدقيق أمني أكيد،وكذلك الأمر حتى للمحاضرين التونسيين الزائرين لمختلف كليات الداخل التونسي والتي تحتاج بخصوص "غير المرضي عنهم" الى ترخيص مسبق من قبل رئيس الجامعة أو الوزير رأسا؟؟؟ -أما بخصوص الطموح المتجدد فهو من جانب الوزارة فقط،وفي ما يخض التجهيزات والبناءات وقطاعات التدريس ذات الأولوية، وليس من الغريب والوزارة تعتبر المدرّسين الجامعيين أجراء لا شركاء أن يتعطل ارتقاء الزملاء ويصبح مشروطا بتقديم ملفات"علمية"ثقيلة جدا لا تتناسب في شيء مع الامكانيات المادية للمدرسين وقدرتهم على النشر للحساب الخاض،ومع المجال الزمني المتوفر لهم قبل وبعد انشاء"منظومة امد".لقد غاب الطموح المادي انسداد أفق المفاوضات الاجتماعية ورفض الوزارة التي يقودها جامعيون حقوقيون ومؤرخون وعلماء اجتماع وتصرف لتلبية المطالب المادية المغيبة حتى مع حلول الخمسينية،وصعوبة الارتقاء الوظيفي لانتقال عدد كبير من الزملاء الى التقاعد وهم في رتبة أستاذ مساعد التي لم تعد قائمة في المنظومة الفرنسية التي يعتمدها أصحاب القرار عندنا مقياسا ونبراسا؟؟؟ فهل ننتظر من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا طالما غاب التكريم المادي والمعنوي للقاعدة العريضة من الجامعيين التونسيين الذين تحتفل الوزارة بالمناسبة في غيابهم المتميز لاعتبارهم أجراء لا شركاء،هل ننتظر منها اجراء سبر آراء يعتمد الأسئلة التالية، *كيف تقيم(تقيمين)مسيرة التعليم العالي في قطاعك التدريسي؟؟؟ *هل أنت راض(راضية) عن موقعك من المنظومة الجامعية التونسية؟؟؟ *هل حققت لك وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا طموحاتك المادية والمهنية والمعنوية في حدها الأدنى؟؟؟ *ما موقفك من اعتبار الوزارة للجامعيين التونسيين أجراء لا شركاء أي مجرّد منفذين لتعليماتها وتوجيهاتها السامية الهمايونية؟؟؟ *هل ترغب(ترغبين) لو توفرت لك فرضة للحصول على دخل أوفر ومجال عمل أو بحث أوسع وأرقى بمغادرة التعليم العالي التونسي الذي لم يحقق لجامعييه فرحة الحياة؟؟؟ *كم بقي لك من السنوات لبلوغ سن التقاعدأو الخلاص من المحنة الجامعية،وهل تعتقد في امكانية تحقيق مطالبك في ما تبقى من السنوات القليلة،وليس في الخمسينية المقبلة لأننا نكون عندها ضيوفا دائمين على الرحمان؟؟؟