القاهرة، مصر:أمرت سلطات التحقيق المصرية الخميس، بإخلاء سبيل أحد القياديين السابقين بتنظيم "القاعدة"، بعد ساعات على اعتقاله إثر وصوله إلى مطار القاهرة، قادماً من باكستان، عن طريق دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي ثارت حوله تكهنات بأنه زعيم التنظيم، الملقب ب"سيف العدل." وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، الرسمي، أن المستشار هشام بدوي، المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، قرر إخلاء سبيل محمد إبراهيم مكاوي، من سراي النيابة، ما لم يكن مطلوباً أو محبوساً لسبب آخر. وكان مكاوي قد أكد، في تصريحات صحفية لدى وصوله مطار القاهرة الأربعاء، أن صلته بتنظيم القاعدة قد انقطعت تماماً منذ العام 1989، إثر خلافه مع قادة التنظيم، وانفصاله عنهم، وذكر أنه "انخرط في العمل مع تنظيم الجماعة الإسلامية في باكستان." ونقلت تقارير رسمية عن مكاوي، والذي يتشابه اسمه مع الاسم الحقيقي ل"سيف العدل"، قوله إنه قرر العودة إلى مصر لمواجهة الاتهامات الصادرة ضده، وإنه كان قد أبلغ السفارة المصرية في باكستان رغبته في العودة إلى مصر، حيث أصدرت له "وثيقة سفر"، تمكن بموجبها من دخول البلاد. وكانت تقارير متضاربة قد أفادت بأن أجهزة الأمن المصرية اعتقلت "زعيم تنظيم القاعدة"، إلا أن المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء مروان مصطفى، أكد أن المشتبه به ليس زعيم تنظيم القاعدة، مشيراً إلى أنه مطلوب في القضية رقم 502 لسنة 1994 أمن دولة عليا. كما أكد مدير مركز الإعلام الأمني بالوزارة، اللواء هاني عبد اللطيف أن المعتقل ليس "سيف العدل"، إلا أن المسؤول الأمني أكد أن المشتبه به كان أيضاً عضواً في تنظيم القاعدة. وتولى "سيف العدل" قيادة تنظيم القاعدة مؤخراً، خلفاً لأسامة بن لادن، الذي تمت تصفيته في عملية نفذتها وحدة أمريكية خاصة في مايو/ أيار الماضي، على المنزل الذي كان يختبئ به، في منطقة "أبوت أباد"، قرب العاصمة الباكستانية إسلام أباد. يُذكر أن سيف العدل كان قد انضم إلى المقاتلين الأفغان في حربهم ضد الغزو السوفيتي في ثمانينات القرن الماضي، وكان يُعد الرجل الثالث في قيادة تنظيم القاعدة، بعد أسامة بن لادن، والرجل الثاني أيمن الظواهري، وهو أيضاً طبيب مصري انتقل إلى أفغانستان في تلك الفترة. وبعد سقوط نظام حركة طالبان، في أعقاب "الغزو" الأمريكي لأفغانستان عام 2001، انتقل سيف العدل إلى إيران، بحسب ما أكد مسؤولون سعوديون مختصون في مكافحة الإرهاب، حيث بدأ في توجيه تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، لشن عدد من الهجمات داخل السعودية، والتي بدأت في العاصمة الرياض عام 2003. كما يُعد سيف العدل، والذي يُعتقد أنه كان يشغل منصب "رئيس أركان" القاعدة، أحد أبرز من ساهموا في التدريب العسكري والاستخباراتي لأعضاء التنظيم، منذ العام 1990، كما أنه عضو سابق في مجلس شورى القاعدة. وأدرج مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي FBI اسم سيف العدل على قائمة المطلوبين، على خلفية اتهامه بالتورط في الهجمات التي شنها تنظيم القاعدة على سفارتي الولاياتالمتحدة في كل من كينيا وتنزانيا، عام 1998.