القاهرة, مصر:نفى قيادي مصري بتنظيم "القاعدة" أن يكون هو الرجل الثالث في التنظيم المعروف بإسم "سيف العدل".وقال محمد إبراهيم مكّاوي، في تصريح أدلى به في مطار القاهرة عقب توقيفه من جانب أجهزة الأمن المصرية اليوم الأربعاء، عدم صحة ما ردَّدته الأجهزة الأمنية والاستخبارية عن كونه الرجل الثالث بتنظيم "القاعدة" والمعروف بلقب "سيف العدل". وأعرب مكّّاوي عن استعداده لمواجهة أي جهة أمنية تستطيع أن تثبت أنه "سيف العدل"، موضحاً أن شخصية "سيف العدل" هي لشخص آخر يُُدعى "محمد صلاح زيدان" الذي كان ضابط احتياط سابق بالقوات المسلحة، و"تقمص شخصيتي وأدعى أنني هو". واتهم الجهات الأمنية المصرية بأنها هي التي سرَّبت قاعدة البيانات الخاصة به، "بالرغم من أنها تعلم جيداً شخصيتي، وقد قيل بعد مقتل بن لادن إنه تم تعييني زعيماً لتنظيم القاعدة، لكنني كذبت في وقتها هذا الكلام عبر عدة أحاديث صحافية، لكن للأسف تم بتر الحقيقة". وأضاف مكّاوي أن علاقته "بالتنظيم وبزعيمه السابق أسامة بن لادن إنقطعت قبل عدة أعوام لعدم اقتناعه" بأفكارهم"، وشعوره "بأنهم صناعة أميركية"، مشدِّداً على أنه لم يشارك بالتخطيط أو تنفيذ أي مخططات خاصة بهم (تنظيم القاعدة) على مدار السنوات التي عاشها في أفغانستانوباكستان. واتهم جهات أمنية واستخباراتية بأنها وراء تلك الشائعة، و"للأسف لم ينف تنظيم القاعدة ذلك". وحول قصة هروبه من مصر قال مكاوي "كنت ضابطاً بالقوات المسلحة وتقدمت باستقالتي بعد اتفاقية كامب ديفيد (معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية)، ولم يتم قبول هذه الاستقالة في وقتها خوفاً من إثارة أي صخب إعلامي يؤثر على إتمام الاتفاقية، ثم بدأت المشاكل بعد ذلك، حيث تم اعتقالي وتوجيه تهمة قلب نظام الحكم". وأضاف "ثم تم الإفراج عني لأنها كانت قضية ملفقة من جانب أجهزة أمن الدولة، ثم نُُقلت بعدة أماكن بالقوات المسلحة وسافرت إلى السعودية ثم أفغانستان وانضممت (لمجاهدي) أفغانستان وتزوجت وأنجبت خمسة أطفال". وقال مكّاوي "تعرضت لأكثر من خمس محاولات لاغتيالي وخطف أحد أبنائي حتى لا أتكلم عن الأفعال المشينة للولايات المتحدة وإسرائيل، ثم عدت إلى مصر بعد أن ضاق بي العيش هناك، ولعدم وجود موارد مالية خاصة بعد أن قُطع معاشي (التقاعدي) من القوات المسلحة منذ عامين، وذلك كان أحد العوامل الرئيسية للعودة، ولقد تم رفض طلبي من مفوضية شئون اللاجئين بالأمم المتحدة لطلب اللجوء، حيث قامت إمرأة أجنبية بالتحقيق معي، وأتوقع أنها تابعة لجهاز مخابرات، وعلمت أنه تم اغتيالها بعد ذلك". ورداً على سؤال حول كيفية عودته إلى مصر، قال مكَّاوي "إتصلت بالقنصلية المصرية في باكستان طالباً العودة إلى مصر، لكنني لم أتلق رداً، فتركت لهم أرقام هواتف أسرتي وطلب ضمانات خاصة لدى عودتي لمصر بعدم التحقيق معي، لكنهم لم يقدموا لي أي ضمانات ثم فوجئت باتصال منهم لعودتي وحجزوا تذكرة عودتي على أن أسددها بعد ذلك". وعقب الإدلاء بتلك التصريحات قامت السلطات الأمنية، باقتياد مكّاوي إلى نيابة أمن الدولة العُليا طوارئ من دون حراسة أمنية، غير أنه رفض إلتقاط أي صور فوتوغرافية معتبراً "أن التصوير حرام شرعاً". ويُعد مكّاوي، المولود بمحافظة كفر الشيخ (شمال القاهرة)، أحد أبرز العناصر بتنظيم "القاعدة" وفقاً لوجهة نظر أجهزة الأمن المصرية، وهو ضابط سابق بالقوات المسلحة المصرية، وتمكّن من الهروب من مصر في أواخر ثمانينيات القرن الماضي إلى السعودية ومنها إلى أفغانستان ثم استقر في باكستان منذ سنوات. وشهدت الفترة الأخيرة، عقب حصول ممثلي تيار الإسلام السياسي على الأغلبية في البرلمان المصري، عودة قادة "بالجماعة الإسلامية" وجماعة "التكفير والهجرة" هربوا من مصر منذ ثمانينيات القرن الماضي أبرزهم محمد الاسلامبولي شقيق خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس الأسبق أنور السادات، ومحمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري قائد تنظيم القاعدة.