تونس قليبية في:01/12/2008 الفجرنيوز:انتشرت،(في الأيام القريبة الماضية)،بمدينة قليبية،مناشير مجهولة المصدر تتحدث عن كارثة حلت بالمدينة،و تتمثل في فقدان مركب صيد صغير يحمل أربعة من البحارة،ابتلعه البحر(بمن فيه)،ولا يعرف الى اليوم مصير هؤلاء البحارة الشهداء...وفي تلك المناشير تعريض بعملية البحث عن المفقودين،وبطريقة تهكمية،تقارن بين المراقبة اللصيقة لنشطاء حقوق الإنسان،وبين الواجب الحقيقي المناط بعهدة الأمن و الإغاثة والنجدة،وما ينفق على الأولى من وقت وحرص،وحراسة مدققة ،والأخيرة وما يصاحبها من تهاون وسوء تقدير. ونحن،وان كنا لا نريد التعليق على أسلوب تلك المناشير فإنه يهمنا حياة البشر،(وكانوا في المركب أربعة من البحارة:1صلاح غبريش 2عبد الرزاق الزواري 3داود بن موسى 4فؤاد الحطبي) وهنا يكون"مربط الفرس كما يقال" و"بيت القصيد" و"مخ الموضوع": ان مركب الصيد الذي ضاع في البحر،ليست له قيمة كبيرة في حد ذاته،باعتباره خشبا ومسامير وحديد وبعض الحبال،لأن القيمة الحقيقية تكون لمن في ذلك المركب وهم البشر،الذين ما كانوا هاربين من الوطن،وهم المشدودون اليه بعائلاتهم،بنسائهم وأطفالهم،بإخوتهم وآبائهم وأمهاتهم،سعوا في البحر ليلتقطوا رزقا لهم يجعلهم يعيشون،في وطنهم كرماء ،لكن الموت عاجلهم ،وقد ساعده،الإهمال و التباطؤ،وعدم احترام الروح البشرية،التي هي،عند هؤلاء المتهاونين المهملين،لا قيمة لها،ولا تساوي شيئا من تضحية بوقت أو راحة. والحال أن من طلبت منهم النجدة،عندما يستجيبون لها،لا تكون استجابتهم فضلا ولا إحسانا ولا مزية،بل هو واجب،مفروض عليهم القيام به باعتباره من مشمولات وظيفتهم المهنية،ويتقاضون عليه أجرا من مال الشعب،فماذا يكون حالهم وقد تهاونوا عن القيام بذلك الواجب؟هل يكفي أن نقول: لا إله إلا الله،ولا حول ولا قوة إلا بالله،ونحن نعرف أن من قتل نفسا(مباشرة أو بسبب أدى إلى القتل) فكأنما قتل الناس جميعا،ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا؟وماذا يسمى الإهمال،والتهاون،الذي أدى إلى فقدان هؤلاء الشهداء الأربعة؟ وماذا تقولون،أيها السادة،في أن الشهيد صلاح غبريش كان يطلب النجدة بهاتفه الجوال،ممن في ميناء قليبية،وذلك بداية من الساعة 15 30(الثالثة والنصف بعد منتصف نهار الخميس 27نوفمبر2008) إلى الساعة 21(التاسعة ليلا)،وكان يتصل بالأهل والأصحاب،حتى انقطعت مكالماته للأهل.وكان الرد من قبل النجدة:"ابقوا هناك حتى الصباح،ونحن الآن لا نستطيع أن نفعل لكم شيئا"،مع العلم وأن الزورق المصارع للغرق والموت لم يكن بعيدا عن قليبية،بل كان مابين حمام الغزاز وكركوان(8أو9كم على الأكثر)وترسو بميناء قليبية 3زوارق كبيرة للنجدة وزورقان صغيران،لكن لم تتحرك النجدة إلا بعد فوات الوقت الضروري للإنقاذ.والنتيجة ضياع أرواح بشرية بريئة،مناضلة. وبعد كل هذا فإننا نطالب: 1)فتح تحقيق في الحادثة وتحديد المسؤوليات دون تبرير ولاتغطية على أحد. 2)تخصيص مروحية دائمة بميناء قليبية ،وبالإمكان دفع دول أوروبية للتبرع بهذه الطائرة،وإن تعذر هذا فصندوق 26/26 قادر على تحقيق هذا الطلب،وهو داخل ضمن خدماته المتعلقة بمناطق الظل،وهل هناك ظل أخطر من ظل الموت،الذي يغرق فيه بحارة قليبية؟ وأخيرا نلتمس لهؤلاء الشهداء الرحمة،(إن كانوا أمواتا أو أحياء،ورحمة الحي أفضل) ولأهلهم الصبر الجميل،وللمتفرجين على نكبتهم يقظة ضمير وتقدير للروح البشرية.ومن أعطى قادر على المزيد،فلتجعلوا قلوبكم حية بالمحبة والرحمة والعدل. رئيس الفرع :عبد القادر الدردوري