أكد السيد ''الطاهر بالخوجة'' وزير الداخلية في عهد الزعيم الحبيب بورقيبة في حوار أجراه مع صحيفة ''عرابيا'' أن الباجي قائد السبسي يريد أن يلعب دورا سياسيا معتمدا على البورقيبية التي أصبحت أصلا تجاريا يستغلها البعض لتحقيق أطماع معينة. وأشار الطاهر بالخوجة إلى أن التجربة البورقيبية أصبحت ملكا للشعب وله الحق أن يطورها أو يراجعها ا وان يتجاوزها مشيرا بان البورقيبية أصبحت مغالطة يديرها البعض ممن يلبسون لباس تجمعي تحت ستار الفكر البورقيبي. وطالب بالخوجة الباجي قائد السبسي بالابتعاد عن الحياة السياسية وترك الساحة للشباب وللأفكار الجديدة فإمكانياته البدنية لم تعد تسمح بإعطاء الكثير لتونس. واعتبر بالخوجة أن زيارة الباجي قائد السبسي إلى مقر الاتحاد العام التونسي للشغل هي محاولة لتأجيج الأوضاع وقال بأنه كان يتعين على السبسي البحث على التوافقات وتجنب الصدام بين الحكومة والاتحاد لان غير ذلك سيهدد الأمن الاجتماعي. وطالب بالخوجة من الترويكا الاستماع إلى مطالب الاتحاد حتى وان كان بعضها مشطا قائلا " الاتحاد لا يمكنه الإطاحة بالحكومة والحكومة لا يمكن أن تركع الاتحاد". ونصح بالخوجة حكومة الترويكا بالإيفاء بتعهدات السبسي حتى ولو كانت قاسية قائلا " حكومة الجبالي لا يمكنها التراجع عن التزامات أبرمتها حكومات سابقة حتى وان كانت خاطئة وأبرمت عن سوء نية" كما طالب بالخوجة من الاتحاد فتح حوار جدي مع الحكومة قائلا " يجب على الاتحاد أن يسعى إلى التوافق مع الحكومة أنا اعرف جماعة الاتحاد وهم نقابيون قبل كل شيء وصفاتهم السياسية تغيب أمام نزعاتهم النقابية ولهذا أرى انه يتوجب على النقابة أن تجتمع بالحكومة وتتحاور معها". كما أشار الطاهر بالخوجة إلى أن الحديث عن حكم ومعارضة هي مقاربة خاطئة لان التوافق الوطني هو الأساسي في هذه المرحلة وذلك للوصول إلى تفاهم حول مبادئ عامة "تنصص على احترام الكيان التونسي والقيم الأساسية للجمهورية التونسية وتحترم العلم التونسي والنشيط الوطني والقيم الأخلاقية الأخرى. وقال بالخوجة " انه في عهد بورقيبة كان الحزب مدنيا وفي عهد بن علي تحولت الدولة إلى منظومة بوليسية وبمجرد هروب بن علي تفككت هذه المنظومة وحل الفراغ الذي لا يمكن أن تملاه إلا إدارة سياسية للبلاد. وأكد الطاهر بالخوجة انه لم تعرض عليه أية مناصب سياسية بعد الثورة قائلا بأنه يرفض الدخول في اللعبة السياسية مع "أحفاده".
