فيينا(النمسا)كشف كاتب الدولة للهجرة والتونسيين بالخارج حسين الجزيري ان الحكومة التونسية تتفاوض حاليا مع السلطات العراقية لاعادة 160 شخصا من المفقودين والمعتقلين التونسيين في السجون العراقية. وذكر الجزيري عقب لقائه بأبناء الجالية التونسية في النمسا للاطلاع على مشاغلهم وتطلعاتهم نهاية الاسبوع الماضي ان تونس ستنتهز فرصة مشاركتها في اعمال القمة العربية المقرر عقدها في بغداد نهاية الشهر الجاري لايجاد حل لهذا الملف مع المسؤولين العراقيين. واشار الى ان وزير الخارجية التونسي رفيق عبدالسلام اجتمع اخيرا في الرباط مع نظيره العراقي هوشيار زيباري وذلك قبل المشاركة في اعمال القمة العربية المقبلة بغية ضبط قائمة المفقودين والموقوفين التونسيين في السجون العراقية الذين حددتهم وزارة العدل العراقية ب24 موقوفا فقط. وردا على سؤال حول اسباب ذهاب هؤلاء الشباب الى العراق قال المسؤول التونسي انهم كانوا ضحايا الاستبداد الذي عاشته تونس في فترة سابقة من جهة وضحايا الاوضاع التي عاشها العراق داعيا الحكومة العراقية الى تدشين صفحة جديدة من العلاقات مع تونس ما بعد الثورة. وتناول الوزير التونسي مسالة الهجرة غير الشرعية مؤكدا انه لم يعد ممكنا اليوم بناء حائط برلين جديد بين اوروبا والعالم العربي وافريقيا مشيرا الى ان تونس ليست وحدها المسؤولة عن الهجرة غير الشرعية. وعن دور الدول الغربية والاوروبية في دعم التنمية الاقتصادية في البلدان النامية قال الجزيري "انه لا يمكن لنا حل مشاكل التنمية ببضعة الاف من اليوروات بل من خلال الانخراط الايجابي والتفاعل الحقيقي من مختلف دول العالم وايجاد مقاربة شاملة تاخذ بعين الاعتبار مصالح كلا الجانبين". واكد حرص الحكومة التونسية على الحد من الهجرة غير الشرعية وضبط تدفق المهاجرين الافارقة على اوروبا. وفيما يتعلق بتهمة الارهاب الموجهة لبعض التونسيين في الخارج قال الجزيري انه طلب خلال لقاءاته مع العديد من المسؤولين الغربيين بتسليم التونسيين المتهمين بالارهاب الى تونس. وكشف عن ان تونس طلبت من الولاياتالمتحدة تسليمها الموقوفين التونسيين الخمسة في معتقل غوانتانامو واعادتهم الى البلاد لتاهيلهم وتحسين ظروف حياتهم. ونوه الجزيري بما حققته تونس من نجاح في استحقاقها السياسي وما ينتظرها من تحديات في استحقاقاتها التنموية المقبلة بينها مقاومة الفقر وتوفير فرص العمل ودفع تونس الى تحقيق نجاحات تنموية حقيقية في مختلف المجالات تنسجم مع مطالب الثورة. وقال ان تونس تواجه مرحلة صعبة نتيجة عوامل عدة من بينها الوضع الحدودي مع لييبا لاسيما مع انتشار السلاح لدى بعض المجموعات الليبية وتحركات مريبة لبقايا النظام في تونس وليبيا لزعزعة الاستقرار في البلدين مشددا على ضرورة تضامن ابناء الشعب التونسي لمواجهة هذه التحديات. واشار الى موضوع بصمات الاصابع للمفقودين التونسيين في ايطاليا والانتقادات الموجهة للحكومة بتاخير ارسال هذه البصمات الى السلطات الايطالية مؤكدا ان ارسال معطيات خاصة بمواطنين تونسيين الى جهات خارجية بعد الثورة لم يعد مسالة عادية بل تتطلب اجراءات معقدة جدا بين وزارات العدل والداخلية والخارجية واهالي المفقودين. وذكر ان البصمات ارسلت اخيرا الى ايطاليا وبات هذا الملف في طريقه الى الحل. وفيما يتعلق باوضاع الجالية التونسية في سوريا لاسيما بعد اغلاق السفارة التونسية في دمشق قال المسؤول التونسي ان الوضع السوري بشكل عام صعب للغاية على الجميع بمن فيهم ابناء الجالية التونسية المقيمين هناك. واعرب الجزيري عن امل بلاده في ان يتجاوز الشعب السوري محنته باقل عدد من الضحايا مؤكدا في ذات الوقت ان مسيرة الاصلاح والديمقراطية اصبحت مسالة لابد منها وخيارا لا رجعة فيه بالنسبة للشعب السوري. وحول لقائه بابناء الجالية التونسية في النمسا اعرب الجزيري عن سعادته لما لمسه من تضامن وارتباط قوي بين ابناء الجالية التونسية في النمسا بوطنهم الام فضلا عن ما ابدوه من حرص واستعداد شديدين لدعم البلاد في مختلف المجالات.