عاجل : يهم التوانسة ...السنيت تعرض ''برطمانات'' للبيع ...فرصة الشراء تبدا ليوما    قفصة: وفاة مساعد سائق في حادث جنوح قطار لنقل الفسفاط بالمتلوي    تحطم طائرة شحن تركية يودي بحياة 20 جندياً...شنيا الحكاية؟    النجم الساحلي: زبير بية يكشف عن أسباب الإستقالة.. ويتوجه برسالة إلى الأحباء    تونس تشارك في بطولة العالم للكاراتي بمصر من 27 الى 30 نوفمبر بخمسة عناصر    أحمد بن ركاض العامري : برنامج العامين المقبلين جاهز ومعرض الشارقة للكتاب أثر في مسيرة بعض صناع المحتوى    تعاون ثقافي جديد بين المملكة المتحدة وتونس في شنني    "ضعي روحك على يدك وامشي" فيلم وثائقي للمخرجة زبيدة فارسي يفتتح الدورة العاشرة للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان بتونس    ليوما الفجر.. قمر التربيع الأخير ضوي السما!...شوفوا حكايتوا    معهد باستور بتونس العاصمة ينظم يوما علميا تحسيسيا حول مرض السكري يوم الجمعة 14 نوفمبر 2025    سباق التسّلح يعود مجددًا: العالم على أعتاب حرب عالمية اقتصادية نووية..    تحب تسهّل معاملاتك مع الديوانة؟ شوف الحل    عاجل/ هذه حقيقة الأرقام المتداولة حول نسبة الزيادة في الأجور…    المنتخب الجزائري: لاعب الترجي الرياضي لن يشارك في وديتي الزيمباوبوي والسعودية    مباراة ودية: المنتخب الوطني يواجه اليوم نظيره الموريتاني    اسباب ''الشرقة'' المتكررة..حاجات ماكش باش تتوقعها    خطير: تقارير تكشف عن آثار جانبية لهذا العصير..يضر النساء    أحكام بالسجن والإعدام في قضية الهجوم الإرهابي بأكودة استشهد خلالها عون حرس    بش تغيّر العمليات الديوانية: شنوّا هي منظومة ''سندة2''    قطاع القهوة في تونس في خطر: احتكار، نقص، شنوا الحكاية ؟!    الأداء على الثروة ومنظومة "ليكوبا" لمتابعة الحسابات البنكية: قراءة نقدية لأستاذ الاقتصاد رضا الشكندالي    عاجل/ بعد وفاة مساعد السائق: فتح تحقيق في حادث انقلاب قطار تابع لفسفاط قفصة..    الجبل الأحمر: 8 سنوات سجن وغرامة ب10 آلاف دينار لفتاة روّجت المخدرات بالوسط المدرسي    حادث مؤلم أمام مدرسة.. تلميذ يفارق الحياة في لحظة    تحذير عاجل: الولايات المتحدة تسحب حليب أطفال بعد رصد بكتيريا خطيرة في المنتج    عاجل: امكانية وقوع أزمة في القهوة في تونس..هذه الأسباب    خالد السهيلي: "الطائرات المسيرة تشكل تحديا متصاعدا على "المستوى الوطني والعالمي    بعدما خدعت 128 ألف شخص.. القضاء يقرر عقوبة "ملكة الكريبتو"    مجموعة السبع تبحث في كندا ملفات عدة أبرزها "اتفاق غزة"    فريق تونسي آخر يحتج رسميًا على التحكيم ويطالب بفتح تحقيق عاجل    سلوفاكيا.. سخرية من قانون يحدد سرعة المشاة على الأرصفة    تصرف صادم لفتاة في المتحف المصري الكبير... ووزارة الآثار تتحرك!    طقس الاربعاء كيفاش باش يكون؟    تقديرا لإسهاماته في تطوير البحث العلمي العربي : تكريم المؤرخ التونسي عبد الجليل التميمي في الإمارات بحضور كوكبة من أهل الفكر والثقافة    الشرع يجيب على سؤال: ماذا تقول لمن يتساءل عن كيفية رفع العقوبات عنك وأنت قاتلت ضد أمريكا؟    محمد علي النفطي يوضّح التوجهات الكبرى لسياسة تونس الخارجية: دبلوماسية اقتصادية وانفتاح متعدد المحاور    الديوانة تُحبط محاولتين لتهريب العملة بأكثر من 5 ملايين دينار    الكتاب تحت وطأة العشوائية والإقصاء    كريستيانو رونالدو: أنا سعودي...    عاجل/ الرصد الجوي يصدر نشرة استثنائية..    الحمامات وجهة السياحة البديلة ... موسم استثنائي ونموّ في المؤشرات ب5 %    3 آلاف قضية    المنتخب التونسي: سيبستيان توناكتي يتخلف عن التربص لاسباب صحية    وزارة الثقافة تنعى الأديب والمفكر الشاذلي الساكر    عاجل/ غلق هذه الطريق بالعاصمة لمدّة 6 أشهر    عاجل/ تونس تُبرم إتفاقا جديدا مع البنك الدولي (تفاصيل)    فريق من المعهد الوطني للتراث يستكشف مسار "الكابل البحري للاتصالات ميدوزا"    بعد انقطاع دام أكثر من 5 سنوات.. عودة تقنية العلاج بالليزر إلى معهد صالح عزيز    QNB تونس يفتتح أول فرع أوائل QNB في صفاقس    تصريحات صادمة لمؤثرة عربية حول زواجها بداعية مصري    مؤلم: وفاة توأم يبلغان 34 سنة في حادث مرور    غدوة الأربعاء: شوف مباريات الجولة 13 من بطولة النخبة في كورة اليد!    عاجل/ وزارة الصناعة والمناجم والطاقة تنتدب..    عاجل/ وزير الداخلية يفجرها ويكشف عن عملية أمنية هامة..    الدكتور صالح باجية (نفطة) .. باحث ومفكر حمل مشعل الفكر والمعرفة    صدور العدد الجديد لنشرية "فتاوي تونسية" عن ديوان الإفتاء    شنيا الحاجات الي لازمك تعملهم بعد ال 40    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الحميد الجلاصي المناضل والقيادي البارز في حركة النهضة :بعض القوى تريد دفع النهضة للتصادم مع السلفيين والعلمانيين
نشر في الفجر نيوز يوم 20 - 03 - 2012

تشهد تونس سجالات سياسية وفكرية حادة في وقت تواجه فيه الحكومة التي تترأسها حركة "النهضة" الإسلامية انتقادات عديدة من المعارضة بسبب طريقة تسييرها لشؤون الحكم ومواقفها في عدد من الملفات الداخلية والخارجية. التقينا القيادي البارز في حزب "حركة النهضة" عبد الحميد الجلاصي الذي يشغل منصب المنسق العام للحركة وعضو المكتب السياسي. وقد أوضح الجلاصي رؤية الحركة لمسار الانتقال الديمقراطي في تونس والسجال بين الإسلاميين
والحداثيين، وموقفها من ظاهرة السلفية. كما تطرق إلى كيفية تعاطي الحركة مع الأزمة السورية، وعلاقتها مع المعسكر الخليجي وتعاملها مع أمريكا والغرب إلى جانب العديد من الملفات الأخرى. وفيما يلي نص الحديث:
* كيف تقوِّمون المسار الانتقالي في تونس في ظل التحديات التي تواجه حكومتكم والسجال الدائر بين الإسلاميين والحداثيين؟
إن بلادنا خرجت لتوها من الحكم الديكتاتوري ونحن نسعى لتعلم الديمقراطية ولا نزال في الشوط الثاني في مرحلة الانتقال الديمقراطي، وأعتقد أن مسار الثورة التونسية بعد عام من اندلاعها يبشر بالخير، وخاصة أنها تميزت بسلميتها وحضاريتها وكلفت أقل عدد من الضحايا والشهداء.
وبخصوص الحديث عما يسمى ب "الصراع الإسلامي الحداثي" فلا أعتبره دقيقا، فهل الإسلاميون غير حداثيين؟ الإسلام بأحكامه ومقاصده يستوعب الحداثة، وليس هناك تعارض ولا تناقض بين الإسلام والحداثة، فالقيم الايجابية للإسلام صالحة لكل زمان ومكان...
أما بالنسبة للتحديات التي تواجهنا اليوم، فنعتبرها طبيعية في مسار التأسيس للديمقراطية. هناك قوى ليس في مصلحتها هذا الوضع الثوري الجديد، وربما ترتبط بالنظام السابق أو برأس المال الفاسد أو أنها تتبع قوى معارضة ترى أن المستقبل ليس في مصلحتها، وتتهيأ للاستحقاقات الانتخابية المقبلة مركزة اهتمامها على عرقلة جهودنا، ونعتبرها معارضة ضجيج من دون فعالية.
فالمعارضة الحقيقية تقوم على مرتكزات وبرنامج سياسي وتتقبل نتائج صندوق الاقتراع. ولعل محاولات التوحيد التي شهدتها بعض القوى السياسية تعد أمرا عاديا في مراحل الانتقال الديمقراطي. نحن ندرك حجم الصعوبات وحركة النهضة في تطور وتحول. لقد كنا حركة مشتتة والآن وجدنا أنفسنا في الحكم وندرك ان هناك تحديات وطنية لتحقيق أهداف الثورة والمسار الديمقراطي.
كما أننا في حزب النهضة نشهد أيضا تحديات في تحويل حركتنا إلى حركة معاصرة ومنفتحة.
* كيف تنظرون إلى ظاهرة السلفية خاصة أن هناك اتهامات لحزبكم الحاكم بالتراخي في التعاطي مع هذه الظاهرة؟
يحمّلون الحركة مسؤولية ما يحصل، لكن حركة النهضة لا تحكم بمفردها، فلدينا شركاء في الائتلاف الحاكم . كما إننا نعتبر أن هذه الظواهر الاجتماعية يتم التعامل معها بعقلية الطبيب وليس بعقلية رجل الأمن، هذه الظواهر معقدة. وألفت هنا الى أن التاريخ الإسلامي عرف فرقا عديدة بعضها متشدد وبعضها الآخر وسطي معتدل، والسنة النبوية تحتمل تأويلات متعددة والنص القرآني كذلك، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى فالأحداث التي شهدتها أمتنا من احتلال العراق إلى احتلال افغانستان والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الفلسطينيين، تولد جميعها شعوراً بالغبن لدى بعض المسلمين. وإذا أردنا أيضا ربط ظاهرة " السلفية" في السياق التونسي، فنعتقد ان بورقيبة قام بتحييد أكبر مؤسسة دينية في بلادنا وهي الزيتونة، وكذا القمع البوليسي للإسلاميين في عهد بن علي، فاللحية والحجاب باتا في عهدهما تهمة. أضف الى ذلك، استفزاز النخبة العلمانية المتشددة اليوم. كل تلك العوامل شكلت عوامل استفزاز وأحدثت حالة من الكبت والتعطش للدين عوضته الفضائيات الإعلامية والدينية التي باتت تخلق لدى التونسي وعيا جديدا عن الإسلام. وأرى ان الشباب التونسي اليوم وقع بين مغالاة بعض الإسلاميين المتشددين ومغالاة لا تقل عنها تطرفا وهي العلمانية المتشددة.
* إذاً، ما الحل للتعامل مع هذه الظاهرة؟
بالنسبة للمعالجة، هناك مسارات متعددة، وأعتقد أن الحل الأمثل هو الحوار ومناقشة الأفكار مع مشايخ هؤلاء السلفيين. فالسلفية كما أشرت لك هي ظاهرة معقدة وتتطلب إصلاح منظومة التعليم الديني، وتحييد المساجد عن التوظيف السياسي والحزبي. فنحن لا نريد تكرار الحل الأمني الذي اتبع في زمن الاستبداد، نحن الآن في زمن الثورة والديمقراطية ونتعامل مع هؤلاء وفق الثوابت القانونية، وإذا قام السلفيون بتجاوز القانون حينها يحاسبون وفقا لما تنص عليه القوانين التونسية.
اريد ان أشير إلى أن بعض الأطراف والقوى تريد دفع النهضة للتصادم مع هؤلاء الشباب السلفي ومشايخهم، كما تريد أيضا جرنا للتصادم مع اليسار واتحاد الشغل. لكن دورنا الوطني لا يزايد فيه علينا أحد، ونحن مسؤولون عن صيانة مكتسبات البلاد، وندرك أن الحوار والبحث عن التوافقات يبقى الأساس في معالجة هذه الظواهر.
*نلاحظ ان هناك تباينا في المواقف بين أطراف الترويكا اليوم في التعامل مع العديد من الملفات الداخلية والخارجية... فهل توضح لنا؟
نحن اليوم نسير في عملية الانتقال الديمقراطي وليس لدينا بعد ثقافة العمل المشترك. والآن هناك تحالف بين أحزاب لم تجرّب في مسارها السياسي سوى عمل المعارضة أو السجن. كما لا يمكن أيضا إغفال أن عامل الزمن مهم في عملية البنيان، فالنهضة تحكم فقط منذ شهرين، ونحن نحتاج الوقت لكي نفقه ونستوعب جيداً التغيرات الحاصلة. والتجارب التاريخية تبرهن أن عشرات الحكومات فشلت بعد الثورات.
* ألا تخشون من أن يؤثر الفشل على شعبيتكم في الانتخابات القادمة؟
صحيح يمكن أن يؤثر أي فشل أو إخفاق على شعبيتنا، لكن هدفنا اليوم هو نقل البلاد إلى ضفة الديمقراطية، أما شعبيتنا فهي مسألة ثانوية ما دام أن مطلبنا الأساسي هو إنقاذ البلاد في هذه الفترة الحساسة. إنها مقتضيات الثورة. لكن نحن سنسعى في الانتخابات القادمة إلى الفوز وسنعمل بكل طاقتنا في الحكومة لتحقيق ما يريده التونسيون. فالشعب ذكي ويستطيع ان يدرك جيدا ما إذا كنا نسير في الطريق الصحيح أم لا. وحتى لو لم نكسب الانتخابات القادمة فلن تكون نهاية التاريخ. وسنهيّئ أنفسنا للانتخابات التي ستليها في سياق ثقافة التداول على السلطة.
* هل ستحددون موعدا للانتخابات القادمة وانتهاء مدة بقاء المجلس الحالي خاصة ان هناك جدلا كبيرا حول هذا الموضوع؟
لقد التزمنا أخلاقيا وسياسيا قبل الانتخابات بأن لا تتجاوز مدة بقاء المجلس أكثر من سنة، وإذا تجاوزت ذلك فبمدة قليلة وبما تقتضيها عملية صياغة الدستور، ونحن مع وضع الدستور في أسرع وقت.
* يتخوف البعض على مكتسبات المرأة التونسية جراء الأحداث الاخيرة، فما هي رؤية النهضة لموقع المرأة؟
أجيب عن هذا السؤال بالأرقام، فإذا رأيت عدد النواب النساء في المجلس التأسيسي فسترين أن الغالبية لحركة النهضة، وأيضا المرأة حاضرة وفاعلة ضمن تنظيمنا الحزبي ولها مكانتها من دون تمييز بينها وبين الرجل.
* يتهم البعض حركتكم بأنها تتماهى مع السياسة القطرية والتركية في عدد من الملفات لتنفيذ أجندة تحكم مصالحها، فماذا تقولون؟
من طرائف الثورة أن التونسي اكتشف مصطلحا جديدا وهو الامبريالية القطرية. فهناك مبالغة في هذا الموضوع. وأنا أعتبر أن أهم تحوّل استراتيجي في المنطقة حصل في العام 1996 أي مع بداية إنشاء قناة الجزيرة. فالنخبة السياسية التونسية كانت تتمنى أن تنقل صوتها عبر هذه القناة بفعل ما حققته من قدرة على التأثير في مسار الأحداث وخاصة تغطيتها لتحرير الجنوب اللبناني، والحرب على غزة واجتياح العراق. وأذكر هنا كيف كان التونسيون ينتظرون خطابات السيد حسن نصر الله خلال حرب جويلية (تموز) عبر قناة الجزيرة. ولا يمكن إغفال دور الجزيرة في تغطية ثورتنا إضافة إلى الدور الذي لعبه "الفيسبوك".
ومن جهة أخرى، أعتبر أن من حق تركيا كدولة عظمى ومن حق إيران كدولة إقليمية عظمى، ومن حق قطر أيضا أن تستغل الثورة النفطية من اجل امتلاك تأثير سياسي. لكن دورنا يقوم على الانفتاح على جميع القوى وجلب الاستثمارات مع الحفاظ على استقلالية قرارنا وأن لا تمسّ سيادة بلادنا.
نريد ان نبني الدولة ونسعى لمواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة بجلب الاستثمارات، ونريد انفتاح بلادنا من دون الدخول في أي معسكر. فالسياسة مصالح ومن حق أي قوة أن تنشئ معسكرا سياسيا لها ومن حقنا أن نرفض الانضمام إليه.
*ما رأيكم في التقارب الذي نشهده بين الحركات الإسلامية الصاعدة بعد الثورات العربية وأمريكا؟
أريد ان أطرح تساؤلا: هل الحركات الإسلامية هي التي تغيرت أم أمريكا ونظرتها لهذه الحركات قد تغيرت؟ من الواضح أن موقع الحركات الإسلامية هو الذي تبدل والأطراف التي راهنت طيلة سنوات على الاستبداد ومحاصرة الإسلاميين والتواطؤ مع الأنظمة الديكتاتورية تعيد اليوم حساباتها مع ربيع الثورات.
ونحن اليوم لسنا في حاجة للحروب والصدامات ومعيارنا في التعامل مع الخارج هو مصلحة شعبنا واستقراره. وإذا قبلت أمريكا بالإسلام الوسطي المعتدل الذي ينشد الاستقرار والتقت المصالح فلماذ لا ما دمنا لا نخدم مشروعا ما. فبقية الأطراف اليوم تكيف استراتيجياتها مع التغيرات الحاصة في الربيع العربي، وإذا رأينا أن هذا التكييف يخدم مصلحة بلادنا فسنقبله. فالثورات العربية أحدثت انقلابا في مفهوم العلاقات الدولية، فالمعطى الداخلي بات هو الأساس وهو الذي يحتوي المعطى الخارجي.
*هناك جدل حول مسألة التنصيص على تجريم التطبيع مع "اسرائيل" في بنود الدستور، فهل توضح لنا موقفكم؟
نحن نعتبر أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة وليست قضية الفلسطينيين. والكيان الصهوني كيان مجرم ولا بد للفلسطينيين ان يستردّوا حقوقهم، وليس بالإمكان أن نطبّع مع عدو، فهذه ثوابتنا. أما مسألة التنصيص على هذا الموضوع في الدستور فهي قضية جزئية، والمهم أن خطنا السياسي مع حقوق الشعب الفلسطيني. وهذه ثوابت البلاد وليست ثوابت سياسية.
* بعد الاعتداء الذي طال قطاع غزة ألا تعدّون لتحرك في تونس لمساندة الشعب الفلسطيني على غرار "مؤتمر أصدقاء سوريا"؟
"إسرائيل" تخشى من أن تؤدي التغيرات التي تشهدها المنطقة إلى تغيير في موازين القوى قد لا يخدم مصالحها. في تقديري إن المسار الاستراتيجي والحضاري في مصلحتنا أكثر من أي وقت مضى. نحن في حركة النهضة دعونا إلى تظاهرات كبيرة في يوم الأرض ضد الاعتداءات والجرائم التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي على الفلسطينيين انطلاقا من قناعاتنا بأن القضية الفلسطينية هي قضية جامعة للنخب السياسية التونسية والتمسنا ذلك من خلال الحفاوة التي لقيها القيادي الحمساوي إسماعيل هنية أثناء زيارته إلى تونس من جلّ النخبة التونسية . أما بالنسبة لعقد مؤتمر "أصدقاء غزة" على غرار "أصدقاء سوريا" ، فلقد عقدت من أجل القضية الفلسطينية مئات المؤتمرات والمفاوضات من دون أن تؤدي إلى نتيجة!
* بمناسبة الحديث عن زيارة إسماعيل هنية، هل هناك إمكانية لفتح مقر لحركة حماس في تونس مثلما تم تداوله في المدة الأخيرة؟
هذا موضوع يمكن أن يبحث، لكن أعتقد أن الأخوة في حماس يدركون أن البعد الجغرافي يلعب عاملا مهما في هذه المسألة.
*كيف ترون العلاقة مع إيران خاصة أننا لم نلحظ حركة دبلوماسية كبيرة بينكم وبين طهران على غرار ما هو حاصل بينكم وبين أنقرة؟
إيران دولة كبيرة وقوة إقليمية عظمى، ويبدو أن الأخوة الإيرانيين لديهم مشاكل وملفات أخرى تشغلهم عنا. فالأتراك ربما أكثر مبادرة وهم عبّروا منذ البداية عن رغبتهم في زيارة تونس. لكن هذا لا يمنع بأن التواصل قائم بيننا وبينهم، ومنذ أسبوعين حصل لقاء بين رئيس الحركة راشد الغنوشي والسفير الإيراني في مقر الحركة، كما إن هناك قيادات من الحركة يحضرون في ندوات إيرانية، فبلادنا في حاجة إلى الاستثمارات والسياحة، ونحن نرحب بأي فرص للتعاون والشراكة والاستثمار مع الأخوة الإيرانيين في إطار رغبتنا في تنوع هذه الاستثمارات وأن لا تكون فقط خليجية.
* ألا يمكن أن يثير تمتين العلاقات مع إيران حفيظة الخليجيين نظرا لعدائهم التاريخي مع إيران؟
نحن نتعاون مع كل الجهات لتحقيق مصالح مشتركة مع محافظتنا على قرارنا السيادي.
*هناك مآخذ على سلوك الدبلوماسية التونسية بأنها باتت عاطفية ومتسرعة في المدة الأخيرة خاصة مع قيام الحكومة بطرد السفير السوري من دون الأخذ بعين الاعتبار حساسية هذا الشأن فما رأيكم؟
النقطة الأساسية في تعاملنا مع هذا الموضوع هي رفض الاستبداد انطلاقا من كوننا البلد الذي انطلقت منه ثورات الربيع العربي. هنا أريد أن أذكر المبادرة التي قام بها حزب الله عام 2002 قبل دخول الأمريكيين إلى العراق من أجل المصالحة الوطنية وتجنيب العراق مخاطر التدخل الأجنبي. لكن نظام صدام حسين رفض ذلك. وهذا ما يدفعني إلى طرح التساؤل التالي: من الذي جلب التدخل الأجنبي إلى العراق، هل هو الشعب المطالب بالإصلاح والحرية أم الأنظمة الديكتاتورية المتكلسة التي ترفض الاستجابة لتطلعات شعوبها في العيش الكريم والحريات؟
في الموضوع السوري، أعرب كثيرون عن تفاؤلهم مع مجيء بشار الأسد الى الحكم معتبرين بأن ذلك فرصة لتجاوز الإرث الاستبدادي لوالده، إلا أن حكمه لم يحقق شيئا ولم تقع المصالحة الوطنية. فالأنظمة الاستبدادية الكارثية هي سبب بلائنا. وأشير هنا إلى النظام في المغرب الذي أعتبره أذكى نظام في الوقت الحالي. فالملك بعد وفاة والده أجرى إصلاحات كثيرة، واليوم استبق الثورة وقام بالإصلاحات وأجرى انتخابات ديمقراطية، وهذا لم يقم به الرئيس الأسد. وإذا رأينا حصيلة قتلى الغارات الإسرائيلية على غزة طيلة اليومين الماضية وحصيلة يوم واحد من قمع الأسد لمعارضيه نجد أن حصيلة القتلى السوريين أكثر بكثير فالمئات يسقطون يوميا!.
هناك مقولة يرددها البعض وهي "إذا رحل النظام السوري فإن القضية الفلسطينية ستضيع، وإن القبول بنظام استبدادي مقاوم أفضل من جلب الصهاينة"، لكن الأنظمة الديمقراطية تكون معبرة عن إرادة الشعب ومواقفه الوطنية والقومية التي لن ترضى ببيع القضية. فلما لا نكسب الديمقراطية دون خسارة القضية الفلسطينية في آن معا.
هل لديكم كلمة توجهونها للشعب اللبناني؟
نحن نريد ونطمح لعلاقات جيدة ومتميزة مع جميع الدول العربية بما فيها لبنان الذي نعتبره شقيقا وتربطنا به علاقات تاريخية خاصة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.