عمان أثارت نتائج استطلاع للرأي أجراه معهد أميركي تابع للحزب الجمهوري بأن غالبية الأردنيين يعتقدون أن بلادهم تسير في الاتجاه الخاطئ، جدلا في الأوساط السياسية الأردنية.وكشف الاستطلاع -الذي أعلنت نتائجه الثلاثاء وأجراه المعهد الجمهوري الأميركي وشمل عينة من ألف شخص تزيد أعمارهم عن 18 عاما- عن أن 43% فقط من الأردنيين يرون أن البلاد تسير بالاتجاه الصحيح، مقابل 49% يرون أن المملكة تسير بالاتجاه الخاطئ.
وفيما لم تتعامل وسائل الإعلام الأردنية المختلفة باهتمام مع نتائج الاستطلاع، فإن تلك النتائج أحدثت جدلا بين كتاب ومحللين وسياسيين.
وقال رئيس مركز الأردن الجديد للدراسات هاني الحوراني "إن نتائج الاستطلاع لم تكن مفاجئة وتتفق مع نتائج خرجت بها استطلاعات محلية تظهر تشاؤم الأردنيين من الواقع الحالي".
وتابع للجزيرة نت أن الجديد أن النتائج جاءت من معهد أميركي يتبع للحزب الجمهوري وممول من الحكومة الأميركية.
وبين أنه لا يعتقد أن للمعهد "أجندة أيديولوجية لكن لا يمكن إنكار أن لديه اتجاهات سياسية من وراء ما يقوم به من دراسات واستطلاعات للرأي مثله مثل المؤسسات الأجنبية الأخرى الموجودة بالأردن ومنها مؤسسات ألمانية وكندية وغيرها".
انتقاد الحكومة وينبه الاستطلاع إلى أن نحو 67% ممن استطلعت آراؤهم يرون أن نتائج انتقاد الحكومة في الأردن إما غير مضمونة على الإطلاق وإما مضمونة بدرجة قليلة. غير أن المعارض السياسي البارز ليث شبيلات اعتبر "قيام مؤسسة أميركية لها أجندتها السياسية بإجراء استطلاع للرأي في الأردن يدل على حالة الذل التي نعيشها".
وفي حديثه للجزيرة نت لم يشكك شبيلات بالنتائج التي خلص إليها الاستطلاع، معتبرا أن هناك موجة من القلق تجتاح الشعب الأردني ومختلف الشعوب العربية.
وتابع أن "الحديث عن قلق وتشكيك بالمستقبل ليس اكتشافا مذهلا فهناك مشاريع للوطن البديل وهناك مشاريع تقسيم تجتاح المنطقة العربية واحتلالات قائمة وأخرى متوقعة كل ذلك يثير موجة من القلق في دول المحيط".
غير أن شبيلات اعتبر أن هدف مثل هذه المعاهد "ليس بريئا ولا يبعث على الاطمئنان"، معتبرا أن دراسات هذه المعاهد واستطلاعاتها تستخدم لرسم سياسات وصياغة مشاريع".
الظروف الاقتصادية وأظهرت نتائج الاستطلاع أن 78% من المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن البرلمان القائم "لم يحقق أية انجازات تستحق الثناء". ويشير 64% من الأردنيين أن ظروفهم الاقتصادية "سيئة أو سيئة جدا".
ويرى الكاتب والمحلل السياسي فهد الخيطان أن الاستطلاع أجري في خضم موجات ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة ونسب التضخم العالية و"لذلك ارتبط بظروف معينة سيطرت على مزاج المستطلعة آراؤهم".
ودعا الخيطان لقراءة نتائج خلص إليها حديثا مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية بعد عام على تشكيل الحكومة الأردنية برئاسة نادر الذهبي. وتبين هذه النتائج أن 62% ممن استطلعت آراؤهم واثقون من قيام الحكومة بمهامها، وهي ذات النتيجة التي حصلت عليها الحكومة عند تشكيلها.
وحققت الحكومة الحالية سابقة تمثلت باستعادة الثقة بها بعد أن هبطت هذه الثقة في يونيو/حزيران الماضي، وفسر القائمون على الاستطلاع هذه الاستعادة بتحسن الأوضاع المعيشية في البلاد بعد زوال موجة الغلاء ولاسيما في أسعار النفط.
ويرى الخيطان أن المعهد "ليس مستقلا" بدليل أنه يتبع لحزب سياسي لديه أيديولوجية وأجندة سياسية وبالتالي فإن المعهد ليس بعيدا عن أجندة الحزب الذي يموله.
وفيما يرى هاني الحوراني أن هذه النتائج لو خرجت بذات اللغة من مركز أردني "لربما تم التشكيك بوطنية القائمين عليه"، يؤكد الخيطان أن تقارير الجهات الأجنبية تقابل عادة بالنقد والتشكيك بالأردن.
غير أن شبيلات يرى أن المراكز الأجنبية تعبث بالبلاد "فباحثوها يسرحون ويمرحون ولا يعرف أحد الأهداف مما يرسلونه لدولهم".