أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في مصر مساء اليوم السبت، ترشيح المهندس خيرت الشاطر نائب مرشدها العام لخوض إنتخابات رئاسة الجمهورية. وقال المرشد العام للجماعة محمد بديع، في مؤتمر صحافي عقده وقادة الجماعة في القاهرة مساء اليوم، إن مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين اختار المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ليترشَّح لانتخابات رئاسة الجمهورية. وأضاف بديع ان الشاطر تقدَّم باستقالته من مجلس شورى الجماعة (الإخوان المسلمون) فور علمه باختيار المجلس له لخوض الانتخابات الرئاسية، وتلى نص كتاب الإستقالة الذي أكد فيه الشاطر "أنه لم يكن يسعى إلى أي مناصب ولا إلى الترشح للرئاسة، غير أنه يوافق نزولاً على رغبة إخوانه للترشّح لانتخابات الرئاسة". من جهته، أكد محمود حسين الأمين العام لحزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين أن الجماعة كانت قد قررت خلال اجتماعين عقدهما مجلس الشورى فيها عدم تقديم أي مرشح من بين قادتها لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية "غير أن متغيرات أنذرت بإجهاض مكتسبات الثورة حدت بالجماعة إلى العدول عن موقفها السابق". ولخّص حسين تلك المتغيرات في رفض النظام (المجلس الأعلى للقوات المسلحة) إقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة ذات صلاحيات حقيقة برغم فشل الحكومة القائمة، والتهديد بحل البرلمان المنتخب، والدفع بأكثر من مرشح من رموز النظام السابق الذي أسقطته الثورة، ما يمثل محاولة لإعادة إنتاج النظام السابق، وإعاقة عمل الجمعية التأسيسية المناط بها وضع مشروع دستور جديد للبلاد. ويُعتبر قرار جماعة الإخوان المسلمين الذي أُخذ بالتشاور مع ذراعها السياسي "حزب الحرية والعدالة"، بترشيح أحد أهم قادتها لخوض إنتخابات رئاسة الجمهورية المرتقب إجراؤها في 23 مايو/أيار المقبل، حلقة حاسمة في حلقات الصراع السياسي الذي بات مُعلناًَ بينها وبين المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يُدير شؤون البلاد منذ أجبرت ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 الرئيس السابق حسني مبارك على ترك الحُكم بعد 18 يوماً من الإحتجاجات السلمية. والمهندس محمد خيرت سعد عبد اللطيف الشاطر (62 عاماً) من محافظة الدقهلية (شمال القاهرة) هو خريج كلية الهندسة في جامعة المنصورة عام 1974، وهو رجل أعمال يمتلك عدة مشاريع تجارية في القاهرة، وهو أحد أبرز المعتقلين السياسيين خلال عهدي الرئيسين السابقين أنور السادات وحسني مبارك. وكان مصدر مطلع في جماعة الاخوان المسلمين في مصر، قال ليونايتد برس إنترناشونال، مساء اليوم، إن الجماعة توصّلت الى قرار نهائي حول مسألة ترشيح أحد أعضائها الى الإنتخابات الرئاسية في البلاد. وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن "المرشد العام للجماعة محمد بديع سيُعلن في وقت لاحق موقف الجماعة من ترشيح أحد قادتها لانتخابات رئاسة الجمهورية". وتابع أن مكتب الإرشاد، وهو أعلى هيئة لاتخاذ القرار في جماعة الإخوان المسلمين، "إستقر بشكل نهائي على موقفه من مسألة ترشيح أحد قادة الجماعة لخوض سباق انتخابات رئاسة الجمهورية"، رافضاً تأكيد أو نفي ما ردّدته تقارير إعلامية حول اعتزام الجماعة ترشيح نائب مرشدها العام خيرت الشاطر لخوض الإنتخابات. وأشار إلى أن مكتب الإرشاد عقد إجتماعاً استغرق أكثر من 6 ساعات للخروج بموقف واحد من قضية ترشيح أحد قادة الجماعة للإنتخابات الرئاسية أو مساندة أحد المرشحين، كاشفاً النقاب عن أن الإجتماع شهد تبايناً في الرؤى ما بين تيارات 3 أولهما ترشيح الشاطر، أو إعلان الدعم لواحد من اثنين مرشحَين هما عبد المنعم أبو الفتوح أو حازم أبو إسماعيل، فيما رأى التيار الثالث أن تنأى الجماعة بنفسها عن سباق الإنتخابات فلا تُقدم مرشحاً ولا تدعم أحداً. وكان مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين قد عقد اجتماعاً ظهر اليوم السبت لحسم موقف الجماعة من قضية المشاركة في انتخابات رئاسة الجمهورية المرتقب إجراؤها في 23 مايو/أيار المقبل. وتعتبر جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست كحركة إصلاحية إجتماعية عام 1928 على يد حسن البنا، أكبر جماعة منظمة في مصر إذ تنتشر مكاتبها في مختلف المدن والقرى المصرية بشكل مُستلهم من أسلوب الخلايا في التنظيمات اليسارية.
