بعد مرور قرابة 14 شهراً من عمر ثورة 25 يناير ، كان لازماً على القوى الوطنية باختلاف ألوانها وأشكالها مراجعة نفسها وبصدق ، ماذا قدمت ؟ وماذا أنجزت؟ وأين هي؟ وإلى أين تتجه ؟ أملاً في تصحيح المسار واستكمال الثورة وحمايتها من سيناريوهات عديدة تهدف لإجهاضها وإعادة إنتاج نظام مبارك بهدف الحفاظ على شبكات المصالح المحلية والإقليمية والدولية. معطيات الواقع يؤخذ على الفترة السابقة جملة من الملاحظات السلبية منها : ** العمل بنمط سياسات رد الفعل والقفزات لا الفعل وترتيب الأولويات ** تحول الثوار وأخوة الميدان إلى فرقاء متشاكسون متنافرون ** ارتباك الممارسات والتصريحات والمواقف لكل القوى السياسية والكيانات الشعبية والجماعات الإسلامية والائتلافات الشبابية ** السجال والنزاع حول الاستحقاق الثوري والانتخابي في معارك أهدرت الوقت والجهد والمكتسبات ، نعم فرضها البعض على البعض الآخر ، لكنها خصمت من رصيد الجماعة الوطنية دون استثناء ** الاستقطاب السياسي بخلفيات متنوعة واستدعاء الخصومات التاريخية ما نال بالفعل من وحدة الصف ومتانة النسيج الوطني ** تحول غالبية التيار العلماني بجناحيه الليبرالي واليساري داخل البرلمان لتيار معارض للأغلبية البرلمانية ما أهدر الوقت والجهد وشكك في أول برلمان حقيقي في حياة المصريين على الإطلاق ** وجود فراغ كبير على المشهد السياسي العام تمددت فيه مشروعات وأدوات الثورة المضادة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي ** الاستسلام لسياسة تصدير الأزمات والتعامل معها بذراع واحد هو الذراع البرلماني والإعلامي وإغفال الذراع الأكثر تأثيراً وهو الشعبي والعملي ** نجاح الثورة المضادة في تهيئة الرأي العام والقوى السياسية في قبول مرشحين بخلفية عسكرية وأمنية "12 مرشحا بخلفيات عسكرية وأمنية من 23 مرشحاً" ثم فوجئ الجميع بالجنرال عمر سليمان نحو استراتيجية جديدة لا شك أن الفترة السابقة أتاحت العديد من الفرص للتعرف وعن قرب على الوضع الحقيقي لمكونات المشهد العام ، من حيث التأثير والأفكار والمشروعات والسيناريوهات ، وهو ما يستوجب إعادة النظر في استراتيجيات إدارة المرحلة الحالية والقادمة ، ووفقاً للقواعد الخمس الحاكمة – الاستراتيجيات العامة - للعمل السياسي والمجتمعي وهي "الحضور أولى من المغيب – الفراغ لابد أن يملأ – الفراغ يملأ بك وبغيرك – السياسة ليس فيها زعل – عدم الوجدان لا يعني عدم الوجود " هناك عدة مطالب ثورية وفورية مطالب ثورية وفورية ** العودة الفورية للميدان واستدعاء روح وقيم وشعارات الثورة ، قيم التسامح والتصالح والتعاون ، قيم القدرة على الإنجاز وإنجاح الثورة ** التضامن بين ثورية الميدان وشرعية البرلمان ، والدعم الشعبي لتشريعات البرلمان والضغط لإلزام العسكر وحكومته على تنفيذ واحترام إرادة الشعب ** حتمية تجاوز الخلافات السطحية والمفتعلة من كافة الأطراف لأن سيناريو الإجهاض الثوري لا يقوى على مقاومته فصيل سياسي منفرد مهما كانت إمكاناته ** الضغط الشعبي والبرلماني لتحريك المحاكمات التي يتعامل معها المجلس العسكري ومؤسسة القضاء وكأنها مشاجرات وحالات عنف لا ثورة وقتلى وقتلة ** الوقف الفوري للقصف الإعلامي الصادر من المربع العلماني بجناحية الليبرالي واليساري ضد المربع الإسلامي خاصة جماعة الإخوان لأن هذا يصب في مصلحة بقايا النظام وأعداء الثورة ** التواصل الفعال والدافئ بين التيارات السياسية الوطنية بهدف وحدة الصف ولم الشمل وتفويت الفرص على شبكات المصالح الشخصية ** كشف الغطاء السياسي والإعلامي عن أعداء الثورة الذين أتقنوا الانحياز لمربع المصالح الشخصية على حساب المصلحة الوطنية قبل وبعد الثورة ** وضع خطة عمل مشتركة للمرحلة القادمة والتحرر من نمط العمل بالقطعة ، وتوفير الضمانات الكافية والشافية لنزاهة الانتخابات سواء بتعديل المادة 28 من الإعلان الدستوري أو الضغط الشعبي لإعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات بسبب عدم عدول بعض الأعضاء المحسوبين على النظام السابق ما يشكك في استقلالها ونزاهتها ** التعاطي الإيجابي والفوري "البرلمان – اللجان الشعبية" مع الأزمات المعيشية والأمنية المفتعلة تعزيزاً للثقة وتخفيفاً للأعباء ** التصدي الفوري والعملي لعودة فلول النظام ، بمقاومة ممارسات الفساد والقمع للعهد البائد التي تعود بتدرج هادئ ومقصود "راجع ظهور وتدخل ضباط الأمن الوطني في صلاحيات السلطة التنفيذية وطلب التقارير الأمنية عن بعض النشطاء – تجميع قواعد الحزب الوطني المنحل في عمل توكيلات لأحمد شفيق وعمر سليمان – الدعم الأمني لبلطجية الأزمات التموينية والغاز والوقود --- " خلاصة الطرح ... الثورة في خطر ، والوقت ليس في صالحها ، وحمايتها فريضة شرعية ومسئولية وطنية على المصريين جميعاً، وفي المقدمة جماعة الإخوان لاعتبارات الواقع والتاريخ والإمكانات ------------------------- كاتب مصري*