كم هائل من الضباب و الغبار الإعلامي الكثيف - حول انتخابات جماعة الإخوان المسلمين - الذي يملأ الأفق ، في محاولة لفرض واقع وصورة ذهنية مشوهة وكئيبة عن الجماعة ومشروعها الإصلاحي ، واقع يحاول الإيهام بعدم صلاحيتها شأنها شأن الأحزاب السياسية والكيانات الشعبية وما تعانيه من آفات التنازع والانقسام والفرقة ، آفات غياب الشفافية والتشكيك في الشرعية والانحراف عن المنهج ،محاولة لبث رسالة سلبية للجماهير المنحازة للجماعة أملاً في اختراق الاصطفاف الشعبي والنخبوي حولها ، تارة بالتباكي على انحسار ما يسمى بالتيار الإصلاحي وإقصاء رموزه ! وتارة بسيطرة ما يسمى بالتيار المحافظ أو القطبي ! وأخيراً حالة الانزعاج المفتعل بانتخاب فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع مرشداً عاماً للجماعة، زخماً إعلامياً موجهاً حُشدت له الصحف والفضائيات والصالونات ! زخماً إعلامياً شعاره حوار الطرشان! فرغم إصدار الجماعة عدة بيانات وكثير من التصريحات – راجع بيان فضيلة المرشد السابق الأستاذ مهدي عاكف بتاريخ 23\12\2009 م والبيان الأول لفضيلة الدكتور محمد بديع المرشد الحالي 16\1\2009 م – مازالت أجواء ومناخات التفزيع هي السائدة لدرجة استدعاء الأحداث التاريخية بصورة انتقائية بل واستدعاء الخصوم وبخلفيات متباينة بين الأمنية والفكرية وتصفية الحسابات السياسية شواهد وتصريحات ** "إخوان مصر يودعون السياسة ... بعد اختيار بديع" - موقع محيط – ** "القطبيون يحكمون قبضتهم على مكتب الإرشاد ... برنامج العاشرة مساءً " ** حبيب والإصلاحييون يرفضون البيعة... جريدة الدستور" .... ** بديع لن يدفع بالإخوان إلى الساحة السياسية... لوس أنجلوس تايمز " **بديع ليس منخرطا في العمل العام وهو جزء من تيار فكري وهذا أحد سببين لانحسار العمل السياسي للإخوان". ضياء رشوان – المصري اليوم - ** مع وجود مثل هذه القيادة المحافظة، لم يعد لدى الإخوان بعد، القوة لإلهام المجتمع المصري سياسيا على المستوى الشعبي". خليل العناني – المصري اليوم - نتائج ودلالات الإصرار على تفزيع الرأي العام من الإخوان يؤكد : ** فشل محاولات الاختراق والانشقاق والانحراف التي أرادها البعض للجماعة فلجأ لهذا النمط من إهالة التراب عليها ** التغطية على الفشل والفساد والاستبداد الذي صار سمة للنظام الحاكم بجناحيه الحزبي والحكومي ** محاولة تيئيس الشعب المصري من الإخوان الأمل الأخير في الإصلاح ** تصفية الحسابات التاريخية من بقايا التيار العلماني واليساري الذي يحاول إحراز الأهداف بأقدام الآخرين من هنا وهناك ** كبح مشاعر الانتعاش والثقة والقدرة على الإنجاز التي يتميز بها الصف الإخواني ** خطوة استباقية قبل الانتخابات التشريعية القادمة بممارسة الإرهاب الفكري والابتزاز السياسي ** شغل الرأي العام عن مخططات وأجندات محلية وإقليمية ودولية تخص قضايانا المركزية خاصة فلسطين وأخيراً ...انتهت الجولة أو اقتربت على النهاية مؤكدة فشل الرهان على النيل من الجماعة ومشروعها الإصلاحي ، انتهت الجولة أو اقتربت على النهاية مؤكدة أن الجماعة لم تكن تحرث في البحر ، لكنها أعدت وربت ، علمت وزكت ، انتهت الجولة أو اقتربت على النهاية نجح فيها من نجح وفشل فيها من فشل ، بعض الأبناء بجهلهم ، وكل الخصوم بكيدهم ، وفي الطرف البعيد وقف الفرسان النبلاء بشموخهم وتاريخهم ، هكذا تمضى الأحداث التي تفرز وتصنف ليبقى الأمل أو الألم . محمد السروجي كاتب مصري