واصل الاسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال اضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم ال20 تعبيرا عن رفضهم للردود السلبية على مطالبهم فيما استمرت الاعتصامات والمظاهرات في مدن قطاع غزة تضامنا مع هؤلاء الاسرى.وقام عشرات المواطنين بمشاركة اسرى محررين من سجون الاحتلال باضراب مفتوح عن الطعام منذ اربعة ايام في خيمة تضامنية خاصة في ميدان الجندي المجهول وسط المدينة اذ تضم العديد من الناشطين والمعتقلين المحسوبين على كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا (فتح) و(حماس) اللتان وحدتا جهودهما دعما لاضراب الاسرى رغم الانقسام الذي يعصف بالعلاقة بينهما. وشارك الكثير من النساء وامهات المعتقلين في الاضراب المعلن عن الطعام باعتباره احدى اهم القضايا في حياة الفلسطينيين الذين يجمعون على اهميتها والتي تتمثل بالاسرى في السجون. واكدت اللجنة المركزية لقيادة الاسرى في سجون الاحتلال في بيان اليوم تعهد الاسرى بعدم وقف اضرابهم حتى يتم تحقيق مطالبهم واهمها انهاء سياسة العزل الانفرادي والسماح بزيارات اهالي المعتقلين من سكان قطاع غزة لهم. واشارت الى اصرار عدد اخر من الاسرى الاداريين على مواصلة اضرابهم عن الطعام الذي وصل في بعض الحالات الى اكثر من شهرين فيما تسود خشية كبيرة من تعرض حياة هؤلاء لانتكاسات خطيرة تمس حياتهم. وذكرت محطات اذاعة محلية ان عدد المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال سيتسع يوما بعد اخر متوقعة ان يصل عددهم الى نحو ثلاثة الاف اسير ومعتقل موقوفين في عدد من السجون. ولفتت الى مواصلة سلطات السجون عملياتها التعسفية بحق الاسرى وتنفيذ عمليات نقل واسعة طالت الكثير منهم مبينة ان هذه السلطات تعمل من جهة اخرى على تقديم اغراءات للاسرى المضربين تشمل وعودا بدراسة مطالبهم بعد وقف الاضراب وتحسين ظروف اعتقالهم. من جهة اخرى هدد الاسرى في سجن (النقب) في بيان بتصعيد احتجاجاتهم في مواجهة ادارة السجون التي رفضت الاستجابة لمطالبهم معلنين انضمام عدد من الحالات المرضية الحرجة للاضراب خلال 48 ساعة. واضافوا "انهم يمرون الان بمرحلة خطرة وحساسة من خلال مجازفتهم بحياتهم مقابل كرامتهم" محذرين من "استثمار اضرابهم لتحقيق اغراض شخصية او حزبية". ونفى الاسرى "التوصل لاي اتفاق مع ادارة مصلحة السجون او لجنة الضابط (جباي) الخاصة بفحص مطالب المعتقلين" حول الموافقة على نسبة معينة من مطالب الاسرى. ودعت حركة (فتح) بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان الفلسطينيين الى تنظيم "اسناد جماهيري وتفاعل اكبر مع خيمة الاضراب المفتوح عن الطعام للاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال ". واتهمت الاحتلال"بالسعى لكسر ارادة الحركة الوطنية الاسيرة واجهاض البرنامج النضالي الذي صاغته وتكتبه هذه الحركة بدمائها وبصمودها وتضحياتها الجسام من اجل انتزاع الحقوق الانسانية العادلة من انياب سجون الاحتلال ". وشددت الحركة على انها تعمل لدعم الاسرى عبر تنظيم الفعاليات المختلفة والمشاركة في كافة الفعاليات الاسنادية للاسرى الذين يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام من أجل الحرية والكرامة والحياة الكريمة. ودعت المجتمع الدولي الى القيام بواجباته والتزاماته في توفير حماية دولية للاسرى والعمل على تشكيل لجان برلمانية وحقوقية وطبية لزيارتهم في سجون الاحتلال والاطلاع على اوضاعهم وظروف اعتقالهم. وطالبت كتلة التغيير والاصلاح في المجلس التشريعي الفلسطيني الجامعة العربية في اجتماعها الطارئ اليوم بضرورة وسرعة التحرك الجاد والعاجل نصرة للاسرى في سجون الاحتلال والوقوف على معاناتهم وآلامهم وعذاباتهم بوقفة عربية جادة وقوية. ودعت الجامعة العربية الى ضرورة اتخاذ خطوات عملية داعمة ومساندة لهم ولقضيتهم العادلة والمساهمة الفاعلة للتخفيف من معاناتهم ووضع كل الجهات والمنظمات العربية والدولية امام مسؤولياتها. وقالت الكتلة في تصريح لها عبر المتحدث الاعلامي النائب مشير المصري ان "الاجراءات العقابية الصهيونية بلغت مداها ضد اسرانا الأبطال الذي فاض بهم الكيل وشارفوا على مرحلة الانفجار ولم يعد لديهم ما يخسرونه في معركة الكرامة والحقوق الانسانية". واوضح ان "الاسرى يخوضون هذه المعركة اليوم بأمعائهم الخاوية وصدورهم العارية في مواجهة جبروت الجلاد الصهيوني واجراءاته العنصرية". وشدد المصري على اهمية لعب "الجامعة العربية وكل المؤسسات الحقوقية العربية والدولية دورا بارزا لتحريك قضية الاسرى في المحافل الدولية واطلاق حملة دولية فعالة تشعر فيها العالم بحجم الالم والمعاناة الذي يواجهه الاسرى على يد الاحتلال".