إن من تأتمنه على زوجتك حين تكون زميلته في العمل وابنتك في المؤسسة التربوية ومنزلك عندما يبنيه ورغيفك عندما يعده في المخبزة وتابعت تفانيه وزيرا أنكر ذاته وعائلته وقضى يومه في أداء واجبه يمكنك أن تهنأ به مسؤولا عن وطنك ومستقبلك بمشيئة الله... برهنت النّهضة منذ كانت حركة على امتثال لأخلاق الإسلام فما تخاذلت وما ساومت على المبادىء وقبل عناصرها ما فعل بهم وأدركوا أن ما عند الله خير وأبقى...وكان الحزب والحراك السياسيّ فما شتمت وما انساقت وراء استفزازات بل قدّمت برنامجا متكاملا يؤسّس لمجتمع متوازن وسطيّ متأصل أخلاقيا وبالتّالي ثقافيّا وسلوكيّا وأطروحة إقتصاديّة واقعيّة تؤصّل لرؤية إسلاميّة مستقبليّة مع تنامي الوعي العالمي بقدرة الإقتصاد الإسلاميّ وحده دون غيره على حلّ المشاكل وصار يدرس في كبرى الكلّيات الغربيّة وبدأت البنوك الإسلاميّة تنتشر وكثر عدد الدّاخلين في الإسلام ...ومتى بني السّلوك الجمعي التّونسي على مكارم الأخلاق التي أرسل بها صلى الله عليه وسلّم كانت التّفرعات ومنها السّياسيّة أفضل ما يكون ...وبدا جليّا حلم وزير الدّاخلية الذّي كان بإمكانه قانونيّا إيقاف الّذين اقتحموا شارع بورقيبة يومي 7 و 9أفريل وإحالتهم إلى القضاء وهم من يستدلّون بفرنسا في احترام القانون ...فرنسا التي تمنع التّظاهر في شارع الشّان زيليزي والّتي لا يتوانى حفّاظ الأمن فيها عن إيقاف فرنسوا هولاند رئيسهم لو دخله متظاهرا ... بالمقابل لم تسلم النّهضة من كل أنواع الإساءات ومنها فبركة المقاطع المرئيّة والإتّهام بالعمالة لقطر التي يعلم الجميع مدى ما ساهمت به من أموال ومشاريع وهي كدول أخرى تربطنا بها علاقات اقتصاديّة وسياسيّة حرصت الحكومة الجديدة على أن نتواصل معها باحترام وندّية ومتى سمحت حكومتنا لأي طرف خارجي بالتّدخل في شؤوننا الدّاخلية عبنا عليها ذلك وكانت محلّ مساءلة ...وتأصيلا للأمر نقول إن الأموال القطريّة والخليجيّة عموما من حقّ كلّ العرب و يصرف منها في خيرهم أفضل من ضياعها في الملاهي ومحلاّت القمار وفي مواضع كثيرة للرّذيلة وتصل إلى الصّهاينة فيعيدونها على رؤوسنا قنابل و رصاصا في صدور الرّضع منّا ... و نذنب في حقّ كرامتنا وسيادة قرارنا متى تخاذلنا عن العمل وصرنا في هوان فتتهافت علينا الجوارح وتملي علينا شروطها ...فعلى تونس إذا أن تكون حرة لاتجوع ولا نردّد شعارات نفاقيّة ونحن نخرّب اقصادنا فيتراجع دخلنا الوطنيّ الخام فتضعف قوّة أية حكومة في قراراتها السياسيّة خارجيّا وداخليّا وليدرك الجميع أن القوّة السياسيّة لأيّة دولة مرتبطة باقتصادها... ومن الإساءات أن جماعة" أنونيموس" الصّهيونية قرصنوا البريد الألكترونيّ لوزراء وأعضاء من النّهضة في عمل يدلّ على وضاعة الهدف والوسيلة ونشر لبعض مراسلاتهم وقد يكون لبعض الخصوم السياسيّين والإيديولوجيّون نصيب في ذلك لما عرف عنهم من استباحة لكل الأقوال والأفعال بنيّة الإضرار بالخصم وليعلم الجميع أنّهم لو نشروها كلّها لما وجد فيها المواطن التّونسيّ ما يلحق الضّرر بأمنه الدّاخلي أو الخارجي لأنّهم رجال يخافون الله رقيبهم في سرّهم وعلانيّتهم وهم رعاة مسؤولون عن رعاياهم وحرصهم على الآخرة حرص اليسار ورموز التّجمع على السّلطة في الدنيا... إن مصير تونس بين أيدي أبنائها وعليهم الإنتباه لمن يريدون خرابها ويحلّلوا كل التّصريحات والتّصرفات والدّعوات ويتثبّتوا ممّن صدرت عنه أخلاقيّا وسلوكيّا ومن ماضيه وحاضره ...وعليهم الوعي بالمصلحة العليا والتوقّف عن الإعتصامات والإضرابات وكل ما من شأنه تعطيل الحركة الإقتصاديّة وتقديم المثل السيّء للغير... وتتفاقم المسؤولية متى كان المعتصم أوالمضرب ممّن يعتبرون مثقّفين مؤتمنين على الوعي الفردي والجمعي وعلى تصحيح المسارات وبقطع النّظر عن إدراكهم الشخصيّ لأفعالهم وتأثير ذلك على المسار الثّوري العامّ وعلى سعي الحكومة للوصول بالبلاد حتى بداية الهدوء الحقيقيّ حين يرى طالب العامل مصنعه أو مؤسسته في طور الإنجاز و تتّضح رِؤيته لمستقبله فينتظر منصبه بأريحيّة أو انسياقهم دون وعي وراء أشخاص أومجموعات يستعملونهم لضرب المشروع الإسلاميّ بمغالطات قد ينتبه لها الكثيرون فإن ما يقدمه من يعتبر مثقّفا هو قاطرة لبقيّة مكوّنات المجتمع ...فتونس تحمل كل هؤلاء مسؤولية تاريخيّة قد تؤلم نفوس الكثيرين منهم بعد مضيّ الزّمن وتبيّن خطأ ما فات ... فعلى من يحبّ تونس حقيقة أن يعمل ويعمل دون عناء أو رياء وليسعى لأن يكون الوطن أغلى من النّفس والنّفيس ولأن العمل هو أساس الحياة الكريمة في مطلاقيّة مفهومها وليكن إسهاما في الوحدة العربيّة الإسلاميّة الّتي لن تتحقّق دون قوة اقتصاديّة فسياسيّة...