بسم الله الرحمان الرحيم أعلنت وزارة السياحة التونسية يوم السبت 19 ماي 2012 أنها ستطلق حملة ترويجية للسياحة التونسية في الجزائر شهر جوان القادم. وفي العادة يشرف الديوان الوطني التونسي للسياحة على العملية عبر وسطاء يقوم باختيارهم وفق مقاييس هلامية تسمح للزبائنية بفرض منطقها وفي العادة تكون السوق الجزائرية من نصيب الأصدقاء والأحباب من أمثال السيدة عثماني التجمعية حتى النخاع. وتنامي عدد السياح الجزائريين في تونس لا يعود الى مجهود الديوان الوطني التونسي للسياحة بقدر ما يعود الى أوضاع الجزائر الداخلية حيث تنعدم الجودة في المرافق السياحية ان وجدت مع غلاء فاحش في الأسعار وتدني مستوى الخدمات وتفشي المظاهر المثبطة للسياحة في الجزائر. و الأرقام القياسية للسياح الجزائريين المسجلة في تونس في السنوات السابقة للثورة تعود أساسا لتدهور الوضع الأمني في الجزائر جراء العمليات الارهابية وتشجيع السلطات الجزائرية مواطنيها على التوجه الى تونس دعما للاقتصاد التونسي وغمزا للسلطات المغربية. بالإضافة الى غلق الحدود مع المغرب وصعوبة الحصول على التأشيرة للدول الغربية بحيث أضحت تونس الوجهة الوحيدة للمواطن الجزائري ومما زاد في تشجيعه الهدوء واستتباب الأمن الظاهريين ابان عهد المخلوع. ومن ثم وباختصار فان السياحة التونسية لا تحتاج الى حملة ترويجية مثل المعمول به في بقية دول العالم ولكن تحتاج الى حملة اعلامية في وسائل الاعلام التونسية تقلل من شأن الاضطرابات والاعتصامات المنتشرة هنا وهناك والمضخمة عبر الصحافة التونسية قبل غيرها من صحافة العالم ...علما أن الاساءة للأوضاع الاجتماعية والأمنية والاقتصادية في تونس تأتي من التوانسة أنفسهم وليس من الصحافة الجزائرية التي تعتمد في بث أخبارها حول تونس على ما ينشر في تونس. ولترويج السياحة التونسية في الجزائر نحتاج الى لوبي اعلامي في الجزائر يقلل من شأن ما ينشر في صحافة وإعلام الاثارة عندنا وهذا لا يتأتى إلا عبر حملة علاقات عامة تركز على مديري الصحف الجزائرية ورؤساء تحريرها دون اغفال التركيز على العلاقات التونسيةالجزائرية في أبعادها الاستراتيجية بحيث تلعب تلك العلاقات دور المحفز وليس المعرقل للسياحة التونسية . ومن بعد يمكن الترويج للسياحة التونسية عبر الوسائط الاشهارية المعتمدة لذلك دون اسراف مبالغ فيه عبر الجلسات الخمرية في فنادق الخمسة نجوم والسهرات الماجنة تحت مسمى الترويج السياحي وهذا بالفعل ما حدث زمن المخلوع ويحدث الان بالصوت والصورة ومثال ذلك المصاريف الباهظة والبذخ الفرعوني في الندوة الصحفية المتبوعة بعشاء والتي عقدها المدير العام للديوان الوطني التونسي للسياحة في فندق الهيلتون بالجزائر العاصمة يوم الأربعاء 16 ماي 2012 وبحضور البعثة الديبلوماسية التونسية. وعليه فان نجاح الموسم السياحي الحالي مرهون بالشفافية في تمرير الصفقات وترشيد الانفاق لأن تونس في أمس الحاجة لكل توفير مالي وليست في حاجة للبذخ والحفلات الماجنة على حساب الخزينة العامة. والمرغوب مما سلف أن يرصد الجزء الأكبر- في حدود ال60 بالمائة- من الميزانية المعدة للترويج السياحي التونسي في الجزائر الى وسائل الاعلام الجزائرية ويرصد الباقي أي في حدود الأربعين بالمائة للملصقات واللوحات الاشهارية أما الاشهار المرئي فلا أرى مانعا من فرضه فرضا على القنوات التونسية التي يشاهدها المواطن الجزائري بنسب عالية جدا و التي من واجبها في الظروف الحالية دعم الاقتصاد الوطني سواء كانت خاصة أو عمومية وليس التمعش على حسابه كما اطلعت عليه في المشروع المقدم من الديوان الوطني التونسي للسياحة لشركة هافاس الفرنسية وقناة نسمة والتي طلب منها تحديد تكلفة عملية الترويج للسياحة التونسية في الجزائر بنفسها دون وضع سقف محدد لذلك وهذا في حد ذاته جريمة يعاقب عليها القانون. ليس من مصلحة الدولة التونسية وأنا من مواطنيها غض الطرف على مثل هذه التصرفات المافيوزية وليس من الحكمة نشر الغسيل في الصحافة ولكن على من تقلد المسؤولية أن يحفظ الامانة. الجزائر في 23 ماي 2012