يشيع خطأ اعتبار آلإحتلالات الغربيّة الصّليبية-الصّهيونية للبلاد العربيّة وغيرها تعميرا أو آستعمارا وحقيقتها : إغتصابات للأرض و الإنسان ونهب واستنزاف للخيرات ما ظهر منها وما بطن وتفقير وتشريد وتهجير للسكّان واجتثاث للمعتقدات ومنها الدّينية والجذور الثّقافية واللّغوية والعرقيّة ومنها الهويّات وتنصير وبثّ لسموم اليهوديّة-المسيحيّة judéo-christianisme le. كل الثّقافات الغربيّة الّتي اقتحمت أراضي جديدة ومعها البوذيّة ومثلها لم تحافظ على المقوّمات المحليّة ولم تحترم كينونة الأهالي لافتقادها لمبدأ قبول الآخر كما هو ومجادلته بالحسنى وبالأفضل ، مرجعيّة ومنهج تفرّد بهما الإسلام وخيّر بهما سبحانه وتعالى حبيبه صلّى الله عليه وسلّم عن المسيحيّة واليهوديّة و لا مجال للمقارنة مع النّظريّات الوضعيّة النّاقصة تعريفا ، فصارت الرّسالة الإلاهية كالغيث النّافع حياة أينما حلّت فهي التّعمير روحا ومادّة إلى يوم الدّين وتهافت بنو آدم أفواجا وأقواما قابلون وطالبون للإستعمار الإسلاميّ كمن وعى بخلاصه وجواب حيرته الوجوديّة وأدرك كنه حياته فسعى إليه جاهدا وعضّ عليه ودونه الموت. ألا نشهد اليوم غربا وشرقا وشمالا وجنوبا واقعا لسورة " الفتح " وإن بدا غير ذي شمول ؟ ألا نرى انتشارا للبنوك الإسلاميّة وهي محمل اقتصاديّ ثقافيّ وإدراك بأنّها الحلّ لمشاكل كلّ النمطيّات الإقتصاديّة؟ فبشرى للتّونسيّين بما اختاروا وليكن مشروعهم المجتمعيّ الإسلاميّ بين العقل والقلب و بين الذّات والموضوع وليكن واقعا سيصير حقيقة ، مشروع سيحقّق للفرد والمجموعة أحكم ما في السّياسة و التّسيير وأعدل ما في العلاقات الإجتماعيّة وتوزيع الثّروات والخيرات وأنبل المرجعيّات الثّقافية القوليّة والسّلوكيّة وأرقى ما يمكن أن يربط المخلوق بخالقه ، تسليم معقول واع يزداد حلاوة مع تجلّي عظمته ورحمته . وليحذر التّونسيّون عودة التجمّعيّين محترفي الإجرام وقد بانت هذه الأيّام وقاحتهم المعهودة في الخروج من جحورهم والإبتعاد عنها بأكثر جرأة كلّما تراخى الوطنيّون في الصّرامة معهم وصدّهم عن الحياة السّياسية مجدّدا وإبعادهم عنها لسنوات ولتكن عشرا يعي نوّابنا في المجلس التأسيسيّ حيويّتها وتحقيقها العمليّ لثورتنا الأخلاقيّة أساسا ونساند قرار وزارة الدّاخلية بعدم منح تأشيرة حزب للسّبسي بل على الأجهزة والجهات المختصّة متابعته قضائيا في كل ما يمكن من ملفّات ومنذ دخوله عالم الإجرام البورقيبيّ في حقّ الإسلام والعروبة . إن افتقد التجمّعيّون مرجعيّة إيديولوجيّة غير الرّذيلة بكل مظاهرها ولبّوا دعوة زعيمهم أن افعلوا ما شئتم ولا تذروا فاحشة وأنتم الطّلقاء فلتكن حيطتنا أكثر من الفاسدين من اليسار المتأدلجين الممدودين بغباء ذراعا للصّهيونية في جسد العروبة يقوّض كل وحدة ويحارب كل خلق كريم ويبثّ سموم التفسّخ القيمي والتّغريب واللاّ إنسانيّة خطر محدق على الأرواح والممتلكات وعلى الأعراض والمعتقدات وحتىّ على أحلام الرّضع والأجنّة ، كابوس لن يتحقّق وعلّة لن يسمح لها التّونسيون بأن تصبح فقدانا للمناعة...