لنسأل أيَّ ذكرٍ سويَّ التّركيبةِ البيولوجيّةِ والنّفسيّةِ فالحسّيّةِ والعاطفيّةِ : من قد تثيرك فتزعجك ، أشبهُ عاريةٍ أومنقّبةٌ ؟ يضيف الكثيرون أنّ إثارة الآخرين تعدّي على حقوقهم وحريّاتهم وصارت الدّول الغربيّة تعاقب المرأة التي أثارت من آغتصبها وتُعتبر مساهِمةً في جريمة هي نفسُها ضحيّتها... لم تخلو الثّقافات الإنسانيّة الّتي تَلتْ البدائيّة من حالاتِ ما يشبه النّقاب الإسلاميّ فهو مستعمل في المسيحيّة واليهوديّة وفي مجتمعات غير كتابيّة وعند الهنود بأقمشة مختلفة السّمك والأشكال والألوان... فتغطّي به العروس وجهها وتستتر به المرأة البالغة عن كل غريب في طائفة كبيرة منتشرة في الولايات المتّحدة ويتشدّد منتسبوها في منعها من العمل وحتّى الدّراسة ولم نسمع يوما صوتا من بني وطنهم أو من خارجه يندّد بقمع حريّات أساسيّة كفلها الإسلام بل بادر بتقديمها للأنسانيّة... المرأة حرّة في أن تغطي وجهها وتكشفه لمن تريد وبمعزل عن الضّوابط الأخلاقيّة الشرعيّة الإسلاميّة فهي في ذلك لا تلحق ضررا بأيّ كان ومن يسفسط بحجج كتعطيل الحوار البيداغوجي ينوي اللّوم على حرمانه في نزعة جنسية من رؤية وجه قد يكون صبوحا ... فواقع الحال وفي الجامعات وغيرها من الأماكن لا يكون النّقاب حاجزا للتّواصل إلا في مسارات الزّنى...أمّا أن تكون الحجّة بجهل صاحبة أو ربما صاحب النقاب في مواطن تستدعي الحيطة الأمنية فالعمليّة عقليّة وشرعيّة ووجب عندها تكليف من يتثبّت في الهويّات عند المداخل الأساسيّة وأبواب مدارج وقاعات الإمتحانات وفي أيّ مكان يستلزم التّثبّت من شخصيّة المنقّبة... وما فعله عميد كلّية منّوبة وآخرون من منع للنّقاب وتهجّم وضيع على الأخوات سوءُ أخلاقً لمن لا يعرفون ما حَسُنَ منها وهم من التجمّعيّين ومن الفاسدين من اليسار وقد تكون لهم صلات مباشرة بالموساد وبالصّهيونية وهم أخيرا ممّن يسعون لتعرية المرأة وبالتّالي نشر الزّنى وحيث أن من يعتدي على زرع غيره عليه كما يقال أن" يضع زرعه على قارعة الطريق" وترجمة ذلك في علم النفس أنّ الزّاني قابل لا شعوريّا وربّما عن وعي تامّ بأن يُزنى بزوجته وقريباته فتكون المعادلة بسيطة العرض والتّفسير وهي أن من يعرّي المرأة عموما ديّوث... وإن اكتفى الإسلام بالحجاب الشّرعيّ للمرأة فلم يعتبر النّقاب إثما فهو غُلوٍّ غير مضرّ كمن لا يقرأ القرآن دون وضوء أو كمن يتّقي شبهات في ما هو حلال ... ولكن الإسلام فرض لباسا غير شافّ أو شفّاف أو واصف للجسم وللجنسين تفاديا للإثارة وما قد يتبعها من زنى وما ثبت للبشريّة من توابعه الكارثيّة على الأسر والأفراد وكلّ المجتمع ، الذي إذا أردنا أن ٍنؤسّسه متوازنًا نفسانيًّا سوِيّا وجدانيّا خالٍ من الشّذوذ ومن تفشّي ظاهرة الزّنى وما تُنتجه من خرابٍ للعائلات وتشريدٍ للأسر وكوارثَ نفسيّةً للّقطاء ومظاهر غير مدنيّة للأمّهات العازبات على كل التّونسيّين محاربة العُريِ والإحتكاك الجنسيِّ في الشّوارع والمخدّرات وكل مظاهر الرّذيلة ما بدا منها وما خفي ... ولا يقبل وليٌّ عاقلٌ شهمٌ تامُّ الرّجولة أن يُتحرّش بآبنته جنسيّا لأنّها عارية أو تُغتصب أو يكون له حفيدٌ غيرُ شرعيٍّ أو تصير مدمنة على الكحول أو المخدّرات أو حتّى التّدخين... على كل عائلة تروم الخير المطلق لذرّيتها أن تدفع بها بحكمة نحو محاسن الأخلاق نحو رحاب الإسلام ، الفضاء الوحيد للفلاح في الدّنيا والآخرة .