المرض عافنا الله لا يستشير صاحبه بل يأتي في أيّ وقت و مكان ، و صاحب الدّاء ليس له من خيار إلاّ معايدة طبيب ، لكن غالبا ما يجبره تردّي خدمات المستشفيات العموميّة و بُعد المواعيد فيها و الإنتظار المملّ لأن يقصد أطبّاء القطاع الخاصّ و أحيانا كثيرة أطبّاء الإختصاص ،،،و عند أطبّاء الإختصاص يصدم بارتفاع تعريفة المعايدة و التي تصل إلى د40.000و قد تتعدّاه إلى 45.000د ، ثمن يزيد المريض آلاما على آلامه . ضرورة المرض تدفع بالمواطن ( الذي هو من المفروض ينعم بتغطية صحيّة حسب مقاييس محترمة و إن لم تكن مجانية فهي رمزية ) يدفع به المرض غصبا عنه إلى هذا الشطط عند مهنة كانت تقوم على مبدإ أساسي هو الإنسانيّة التي تبخّرت في العمومي فما بالك بالخاصّ ، نحن لا نطلب تفعيل هذه المثالية لكنّنا ندعو سلط الإشراف و نقابات الأطبّاء و الأطبّاء أنفسهم أن يراجعوا هذا الأمر و أن يساهموا من جانبهم إلى تحقيق مكاسب الثورة في بلد يدّعي أكثرنا أنه غارق في الوطنيّة و مساهم في رقيّ تونس و تحقيق رغد عيش شعبها ...! فالمستوى العام للشعب التونسي في مجمله و معدّله لا يبرّر مثل هذا الغلاء خصوصا إذا عرفنا أن هذه العيادة هي بداية الرحلة مع المرض و المشقّة التي تعقبها مخابر التحاليل و صور الأشعّة و الصيدليات ...