كانبيرا- يخطط المجلس الإسلامي الأسترالي لتأسيس مجمع خاص بمسلمي أستراليا في خطوة تهدف إلى "الحفاظ على العادات والتقاليد الإسلامية"، فيما يراها البعض أنها قد تقوض اندماج المسلمن داخل المجتمع الأسترالي. ومن المقرر أن يقع المجمع، الذي لم يتم تحديد موعد للبدء فيه، بمقاطعة ريفرفال في مدينة بيرث بتكلفة 10 ملايين دولار، وسيتكون من ستة طوابق، ومنشأة ترفيهية ومرأب للسيارات تحت الأرض، وسيتضمن أيضا قاعة للزفاف ومكانا للأنشطة الدينية والتعليمية للطلاب المسلمين. وينوي المجلس الإسلامي-الذي جمع حتى الآن 100 ألف دولار للمشروع- في المستقبل شراء الأراضي المجاورة لتوسيع المجمع مما يسمح بإنشاء مكاتب، وموقف للسيارات ومرافق رياضية. وفي تصريحات لصحيفة "ويست أستراليا"، قال أحمد عبد الجليل، مستشار ديني للمركز الإسلامي غرب أستراليا: "هذه خطوة مثالية لأي جماعة عرقية لأنك ستتمكن من التعامل مع الآخرين بطريقة أسهل". وأضاف عبد الجليل: "هذه المجمعات عملت بشكل جيد في العديد من الدول، خاصة في تلك التي تشهد فصلا عنصريا مثل جنوب إفريقيا، ويمكن أن نساهم معا في المجتمع الأوسع". مخاوف هذا المجمع الإسلامي قوبل بانتقادات من البعض، معتبرين أنه قد يعرقل اندماج المسلمين داخل المجتمع الأسترالي. فمن جانبه، قال رمداس سنكران رئيس مجلس الطوائف العرقية فى غرب أستراليا: "الانعزال الذاتي لا يقل سوءا عما يجري من استبعاد (للمسلمين) من جانب الأطراف الأخرى في أستراليا". وأعرب سنكران عن مخاوفه من أن يقوض هذا المجمع الخاص التماسك الاجتماعي ويعزز انعزال المسلمين عن باقي المجتمع، وهو ما اعتبره ليس في مصلحة أي طرف. على الجانب الآخر، دافع المتحدث باسم المركز الإسلامي رحيم خروي، عن هذه الخطوة قائلا: "المكان سيتم استخدامه لتعليم الشباب المسلم أن يصبحوا مواطنين أستراليين جيدين". وقال: إن المركز الترفيهي في المجمع، على سبيل المثال، سيكون مفتوحا للاستخدام لغير المسلمين، وهو من شأنه أن يساعد على تعزيز التماسك الاجتماعي. وأظهر استطلاع للرأي أجري عام 2007 أن الأستراليين ينظرون للإسلام على أنه تهديد لطريقة الحياة الأسترالية. وكشف تقرير حكومي صدر مؤخرًا أن المسلمين يواجهون ظاهرة "إسلاموفوبيا" بالإضافة إلى معاملة تعتمد على العرق لم تحدث من قبل. ويشكل المسلمون ما يقرب من 1.5% من مجموع سكان أستراليا البالغ عددهم 20 مليون نسمة. وتضم مدينة بيرث طائفة كبيرة من المسلمين، معظمهم يعيشون في جنوب شرق ضاحية ثورنلي التي تتضمن مسجدا والكلية الإسلامية الأسترالية.