يبدي المجلس التّأسيسيّ استعدادا طيّبا للتّحاور مع أيّ طرف تونسيّ او أجنبيّ قد يساهم بفعاليّة في بلورة السّمة العامّة للدّستور المرتقب وتفصيلاته ولكن هل كُلُّ من كوّر العمامة إِمامُ؟ وهل لكلّ المتدخّلين ما حَسُنَ من النّيّات؟ تابعنا شخصيّات تتوافد وباركنا حضورها تناقش وتسعى للإفادة بنيّة وطنيّة صادقة ولا شكر على واجب فمن لا يساهم في بناء تونس ولو بكلمة طيّبة ولم يكن من جندها لا عاش فيها وساء في الدنيا والآخرة ... واستأنا واستنكرنا اندساس أعداء سعوا ويجدّون لآختراق الدّستور بما فيه ضرب للإسلام والعروبة ... ومنهم " خبراء دوليّون "حلّوا لتوجيه صياغة ما يتعلّق بحريّة التّعبير والصّحافة والإبداع ... عناوين تكتسي ظاهر حقوق الإنسان والدّيمقراطية وتبطّن ما ينافي خصوصيّات الدّول الإسلاميّة فلا حدود فيها لنزوات ما يوصفون بالفنّانين ومنهم عدد كبير لم يرتق بحسن أخلاقه إلى الحدّ الأدنى من احترام مُثُلَ غيره وفاقد الشّيء لا يعطيه ولا حماية فيها للمعتقد في إطار صهيونيّ عامّ يحارب الأديان والأخلاق وكلّ خير ويبثّ الرّذيلة في كلّ مظاهرها ومخافيها ... ونستغرب من قول الخبير الأندونيسيّ " من الأفضل عدم اعتماد الشّريعة الإسلاميّة ". ونؤيد الأخ أحمد المشرقي الذي أبرز أنّه يجب تنزيل حقوق الانسان في الثّقافة والمنظومة القِيميّة لكلّ مجتمع ونسأل هؤلاء الذين يأتون إلينا لاعبين على ذقوننا في استبلاه جليّ للمتبصّرين: 1 - هل يسمح الغرب بانتهاك مقدّساته تحت أيّ مسمّى؟ 2 - هل ما يوصفون بالفنّانين مطلوقي الأيدي في ما يجول بخواطرهم؟ 3 - ألا يُجَرِّمُون من يُشكّك في ما يسمّونه " المحرقة اليهوديّة " ؟ 4 - أيسمحون لأيّ كان أن يعارض في إطار ما يقولون عنه حرّية تعبير الكيان الصهيونيّ ؟ 5 - ألم يطرد ثلاث نوّاب فرنسيّين من أحزابهم ومن مجالس جهويّة بعد زيارتهم للعراق سنة 1991؟ 6 - أسمع العالم عن غربيّين يندّدون باستعمال الولايات المتّحدة الصّهيونيّة للسّلاح الذرّي في الحرب العالميّة الثّانية ضدّ اليابان؟ 7 -هل استنكروا ما حدث في الجزائر زمن الإحتلال الفرنسيّ وفلسطين وكوريا والفياتنام والعراق وإفغانستان وقوانتانامو والشّيشان والسّودان والصّومال واختطاف لرئيس بنما ؟ 8 - أعلمتم عنهم يوما ولو مجرّد حديث عن الملوك والرؤساء الّذين يغتصبون الحكم والسّلطة لعقود؟ أليس مفهوم حقوق الإنسان في تفصيلاتها السّياسيّة والإجتماعيّة والثّقافيّة ...سلاحا يشهرونه نحو من يخالفهم ، ومن رام إجرامهم ووضاعتهم أطلقوا له العنان دون ضوابط ؟ نساند مطلقا أخانا أحمد المشرقي الذي رفض أن يخاطبنا هؤلاء كتلاميذ محدودي المدارك الذّهنيّة بلغة استعلاء ألفناها من حثالة الإنسانيّة أخلاقا محترفو الجريمة الدّولية المنظّمة المنافقون في تطبيق المفاهيم والمصطلحات عملاء الصّهيونية الواعون وغير الواعين ... ندعم بكلّ ما نستطيع أخانا الحبيب خذر المقرّر العامّ للدّستور الّذي رفض مطلاقيّة تمكين المواطنين من المعلومات وتساءل عن كيفية الحدّ من فوضى الإعلام وتجاوزاته اللآأخلاقية واللاّوطنيّة في مواطن لا تحصى ولا تعد ، فهل للغربيّين الحقّ في كل المعطيات وجواز التّصرّف الحرّ في ما ينشر ويبث صوتا وصورة وكتابات ؟ فلماذا يطارد ويحاكم صاحب موقع ويكيليكس إذا ؟ أم هي طريقة مفضوحة للتّجسّس على هؤلاء العرب الأغبياء؟ ... نُحمّل نوّاب النّهضة وكلّ من نثق فيهم من مكوّني المجلس الوطنيّ التّأسيسيّ المسؤوليّة أمامنا ، ولله مشيئته يوم الحساب في أن يُقيِّدوا الإعلاميّين وكلّ من ينتج مادّة إخباريّة أو ثقافيّة أو أدبيّة في أيّ مظهر كان بضوابط احترام المقدّسات والعمل الواضح والجدّي من أجل المصلحة العليا لتونس وأن تكون العقوبات رادعة وصارمة عند تطبيقها ... وأن يكون الدّستور عربيّ الهويّة معبّرا عن أكثريّة التّونسيّين وهم الّذين حَسُنَ إسلامهم وكافلا لحقوق الأقليّات... إنّ الأمم متى رامت الرّقيّ صانت مقدّساتها ومصلحتها العليا بالقوانين الجادّة تشريعا وتطبيقا ونشرت محاسن الأخلاق وجعلت من العمل للدّارين كمثل الشّهيق والزّفير...