الهولنديون سلبيون تجاه المسلمين، وهنالك تصاعد في أعمال العنف ضد المسلمين في هولندا. هذا ما استنتجته هيئة رصد العنصرية والتطرف، من دراسة قامت بها جامعة لايدن ومؤسسة آن فرانك الهولنديتان. كما صنفت الهيئة في تقريرها حزب الحرية بزعامة النائب خيرت فيلدرز، من الأحزاب اليمينية المتطرفة. ويرى الباحثون أن مبادئ خيرت فيلدرز، والخطوط العامة لحزبه تنطبق مع صورة اليمين المتطرف، كما يعّرفها العديد من العلماء والباحثين. وتتخذ مثل هذه الأحزاب، موقفا معاديا للمسلمين وللمهاجرين غير الغربيين، ولخصمهم السياسي أيضا. واصدر فيلدرز في مارس الماضي فيلما على الانترنت يهاجم فيه الاسلام والقرآن الكريم. وسبق أن حذر تقرير صدر في وقت سابق من العام الجاري، عن اللجنة الاوروبية لمكافحة العنصرية، من تزايد معدلات التصرفات العنصرية ضد الاسلام والمسلمين في هولندا. وقالت اللجنة التابعة لمجلس اوروبا، الذي يتخذ من ستراسبورغ مقرا له، ان تزايد معدلات ما يعرف باسلامو فوبيا أو«الخوف من الاسلام»، لوحظ في هولندا، وخاصة منذ عام 2000، وارجع تقرير نشرته اللجنة، السبب وراء ذلك، الى وقوع احداث دولية وداخلية والى تزايد العنصرية بشكل درامي وتصاعدي. وذكر التقرير ان من بين الاحداث التي وقفت وراء ذلك، وقوع تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة الاميركية، ومقتل المخرج الهولندي ثيو فان غوخ على يد شاب هولندي من اصل مغربي في عام 2004. واشار التقرير الى ان الاقلية المسلمة في البلاد بدأت المعاناة من تزايد العنصرية وتعرضها لاعمال عنف الى جانب المعاناة بسبب الاجراءات الامنية تحت مسمى مواجهة الارهاب ومخاطره. وبعد ان اشارت الى وجود حالة من عدم الاستقرار النفسي بين الاغلبية والاقلية في البلاد، قالت اللجنة، ان المغاربة والاتراك الذين يشكلون الجزء الاكبر من الجالية او الاقليات المسلمة في هولندا، هم اكثر المتضررين من العنصرية او «الاسلام فوبيا». يذكر ان اللجنة الاوروبية لمكافحة العنصرية هي احدى اللجان التابعة لمجلس اوروبا، وقامت باجراء دراسات وتحقيقات حول العنصرية في دول مجلس اوروبا، الذي يضم 47 دولة، منها دول الاتحاد الاوروبي ودول في القوقاز والبلقان واوروبا الشرقية. وكانت هولندا قد شهدت اعمال عنف وعنف مضاد في نوفمبر 2004 بين المسلمين والهولنديين، وشملت استهداف بيوت العبادة والمؤسسات الدينية الاسلامية والمسيحية، وذلك في اعقاب مقتل المخرج فان غوخ على يد الشاب المسلم محمد بويري، الذي يقضي الان عقوبة السجن المؤبد، ووقع الحادث بعد ان عرض المخرج فيلمه الذي يحمل اسم «الخضوع»، وتضمن مشاهد سيدات عاريات مكتوبة على اجسادهن آيات قرآنية. وانطلقت في هولندا دعوة لتشكيل تكتل يضم عددا من المنظمات والهيئات الناشطة في المجالات المختلفة، للتصدي لمحاولات يقوم بها السياسي المتشدد خيرت ويلدرز للاساءة للاسلام والرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقال رينيه دانين رئيس المنظمة الهولندية لمكافحة العنصرية، انه اتفق مع محمد سيني رئيس منظمة الاسلام والمجتمع، على التحرك من أجل استقطاب اكبر عدد من المنظمات الناشطة في مجال العمل الاجتماعي، والحزبي والسياسي، والمجالات الاخرى، للمشاركة في تأسيس تكتل جديد، يواجه محاولات زعيم حزب الحرية الهولندي اليميني. بروكسل: عبدالله مصطفى