اطراف سياسية تركب على اعتصام عملة الحضائر السلمي وتحرض بعض العناصر المشبوهة لتخرب وتحرق وتقطع الطريق وتعتدي وتمنع وصول الاطفاء وتقتلع الباب الرئيسي للولاية وتحطم زجاج النوافذ فيها ثم تقتحم مكتب حركة النهضة وتخرب محتوياته . الاحتجاج الذي بدأ سلميا في التاسعة والنصف صباحا تحول منذ العاشرة والنصف الى حرق للعجلات وقطع للطريق وهجوم بالحجارة على مقر الولاية من طرف شبان لا علاقة لهم بالحضائر ثم اقتلاع الباب الرئيسي اضافة الى اقتحام مكتب حركة النهضة واتلاف محتوياته لتنتهي العملية مع منتصف النهار والنصف اي قبل صلاة الظهر كل فيديو لا يغطي الثلاث ساعات التي استغرقتها الاحداث يعطي نظرة احادية وجزئية وفي بعض الاحيان مُوظّفة سياسيا لتبرير احداث العنف. اذ كيف لشخص عاقل ان يحكم على كل ما وقع خلال الثلاث ساعات من خلال لقطات تدوم ثلاث دقائق او من خلال صور ثابتة؟ علما وان اغلب الصفحات المحلية التي تمد العالم الافتراضي بالصور والفيديوات هي لمدونيين من انصار حزب العمال الشيوعي التونسي . تجدر الاشارة الى انَّ المعنيين الحقيقين بوضعية تأخر صرف المرتبات وهم عملة الحضائر كانوا اثناء وقفتهم الاحتجاجية لا يتجاوزون عدد اصابع اليدين وانسحبوا بعد فترة قصيرة من تظاهرهم السلمي لتأتي مجموعة من الشباب والمراهقين كثير منهم ملثم ويبدو انهم استعدوا جيدا للحدث ليبدؤوا اعمالهم العنيفة والمخطط لها مسبقا . واكتفت قوات الامن في مرحلة اولى باطلاق النار في الهواء والغاز المسيل للدموع ثم انسحبت لتترك ساحة الولاية والطريق الرئيسي مرتعا للمجموعات الهائجة التي ليس لها اي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بمشكلة عملة الحضائر. من بين الشعارات التي رفعها الشباب الثائر هي "الشعب يريد الثورة من جديد" وهو شعار دائما يردده منتسبو حزب العمال الشيوعي التونسي الذي ألقت به الانتخابات الأخيرة بعيدا عن المجلس التأسيسي المنتخب و صرّح به مرارا حمة الهمامي وخاصة في زيارته الأخيرة إلى المغرب الأقصى ، الى جانب التلفظ بالعبارات النابية وسب الجلالة وكان كثير منهم لا يجد حرجا في شرب الماء على مرأى من الناس العاديين. اما موقف الناشطين السياسيين بالجهة فيطرح عدة نقاط استفهام حيث تقاطروا بكل توجهاتهم السياسية والحزبية الى حديقة عمومية لا تبعد سوى عشرات الامتار على مقر حركة النهضة مما يجعلنا نتساءل بجدية عن دورهم في تحريض الاهالي وتهييج الشباب عوضا عن تاطيرهم حتى يبقى الاحتجاج سلميا في كامل اطواره. واذا كان البعض يتهم ماكينة التجمع سابقا والباجي والعريضة حاليا بالتحريض على ما وقع فان واقع الحال وشهادات بعض الثقاة تجعلنا لا نستثني احدا خاصة وان اطرافا في اليسار واخرى قومية كانت حاضرة. الخطير هو ان المدونات ووسائل الاعلام بدأت في تصوير الحدث على انه نتيجة للاحتقان الشعبي في حين ان الحقيقة غير ذلك لان الاهالي لم يكن لهم اي مشاركة لا في الاحتجاج ولا في الحرق ولا في التخريب بل ان كل سكان مدينة سيدي بوزيد استهجنوا تلك التصرفات الرعناء من قبل فئة صغيرة في السن ومدفوعة الى ذلك ومبرمجة على القيام بالافساد مستغلين ضعف السلطة الجهوية وتذبذب قراراتها. واما المطالب المشروعة لابناء الجهة في التنمية والتشغيل فلا يمكن التعبير عنها الا بطريقة سلمية تبتعد عن التخريب والحرق وتوظيف اجندات سياسوية مشبوهة.