يبدو أن التحولات السياسية الراهنة في تونس آخذة وبشكل ملفت في التأثيرعلى واقع بعض الاحزاب اليساربة التي كثيرا ماحرصت في السابق على التشبث بنفس التوجه الاديولوجي. وتأثرا بالإحداثيات السياسية الجديدة يظهر الحزب الاشتراكي اليساري بعد حزب العمال الشيوعي التونسي واحدا من تلك الأحزاب التي لم تعد قادرة على استنباط اللحظة الراهنة إلا من خلال تبني نمط تكتيكي جديد. اذ من المتوقع أن يعلن قريبا زعيم "الاشتراكيين" محمد الكيلاني عن تغيير محتمل لاسم الحزب بحيث سيقع التخلي عن جزء من تراثه الايدولوجي (اليساري) والاكتفاء باسم انتخابي جديد (الحزب الاشتراكي). ومن المنتظر أن يثير حذف عبارة (اليساري) من التسمية التاريخية للحزب جدلا لافتا خلال أشغال المؤتمر الاستثنائي المقررعقده قبل نهاية هذه السنة. ومن الواضح أن التغيير المحتمل للتسمية يحمل في طياته دلالات سياسية لها علاقة مباشرة بالانتخابات القادمة وهو في واقع الأمر تمش قد يضع الكيلاني وحزبه في منافسة مفتوحة مع التيارات الحزبية القريبة من الاتحاد العام التونسي للشغل ومنها حزب العمل التونسي (شق علي بن رمضان) وفصائل الحركة الوطنية الديمقراطية (كحزب العمل الوطني) و(حزب العمال) ويبدو جليا أن الحزب أصبح يراهن أكثر ا على الحركة الاجتماعية و النقابات و الطلبة الذين يشكلون قاعدة محترمة في صفوفه. ومن الملاحظ أن تموقع الحزب الاشتراكي على الخط السياسي الكلاسيكي وسط اليسار قد ادخله ضمن مربع سياسي مزدحم أصلا بالمكونات السياسية كحركة التجديد وحزب التكتل وغيرها من الأحزاب الأخرى . وظهرت في الآونة الأخيرة جملة من اللقاءات الموضوعية بين حزب اليساري وحركة نداء تونس من خلال عدة نقاط لعل أهمها الدعوة إلى إتمام مهام الثورة وأهدافها ورفض كل اشكال التغول السياسي الذي تنتهجه الحكومة واحزابها الثلاثة ورفضهما لكل اشكال الإقصاء والاستئصال السياسي لما بات يعرف بفلول التجمع واتهام النهضة بمحاولة إعادة إنتاج الفكر القروسطي والرجعي إلى المجتمع التونسي. ومن خلال التغييرات المطروحة على الأحزاب اليسارية يبدو واضحا أن اليسار التونسي لن يتوحّد خلال المرحلة السياسية القادمة أو حتى العمل ضمن برنامج موحد من شانه أن يخرجه من دائرة "الغيبوبة" السياسية ويبقى العمل في اطار جبهة سياسية موحدة واردا ولكن السؤال يبقى ضمن أي قوة وتوازن سياسيين؟ الكيلاني يردّ وبخصوص توقيت تغيير اسم الحزب وتاثير ذلك على الانتخابات قال الامين العام للحزب الاشتراكي اليساري محمد الكيلاني "أن التفكير في تغيير الاسم كان قبل ما يزيد عن سنة ونصف وقد فكرنا في ذلك المرة الاولى منذ المؤتمر الاول للحزب في مارس2011 الا اننا خيّرنا عدم التسرّع إلى حين انعقاد الانتخابات." وفيما يتعلق بالمؤتمر الاستثنائي قال الكيلاني أن موعده سيكون يومي 25 و26 دسيمبر2012 بالمقر المركزي للحزب بالعاصمة. الصباح