حلب، سوريا:في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن تقدم الجيش النظامي في حلب بطيء، لأن يحاول تقليل الخسائر البشرية والدمار، اتهمت المعارضة، يوم الجمعة، قوات الرئيس السوري بشار الأسد بتنفيذ قصف عشوائي. وجاء تبادل الاتهامات هذا في وقت يحاول فيه الدبلوماسيون الغربيون والعرب الذين اجتمعوا في الأممالمتحدة، رسم نهاية للحرب الأهلية التي خلفت آلاف القتلى، وما يصل الى 2.5 مليون في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية. ومن بين المناقشات المتوقعة في الأممالمتحدة، محاولة تعيين مبعوث جديد إلى سوريا ليحل محل كوفي عنان، من أبرزهم الأخضر الإبراهيمي، الدبلوماسي الجزائري الذي شغل سابقا منصب ممثل خاص للامم المتحدة في العراق وأفغانستان. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم عبر التلفزيون الحكومي مساء الخميس: "هناك محادثات في (مجلس الأمن) ونناقش امكانية تعيين السيد الأخضر الإبراهيمي مبعوثا جديدا.. ونحن نرحب بذلك." وقد فشلت الجهود في مجلس الأمن من أجل تجديد مهمة بعثة المراقبة الدولية إلى سوريا والتي تنقضي بعد أيام مهلة تفويضها، الأمر الذي أغضب روسيا المؤيدة لتمديد عملها، والتي دعت إلى اجتماع يعقد الجمعة ويضم الدول الكبرى وبعض الدول الإقليمية المؤثرة. وتعهد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس، بالحفاظ على وجود المنظمة الدولية في سوريا، وفتح مكتب اتصال ربما من شأنه أن يدعم الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة. وعلى الجانب الآخر من هذا الجهد الدبلوماسي لإيجاد حل سياسي، احتدم القتال في جميع أنحاء سوريا، وقالت لجان التنسيق المحلية إن 15 شخصا على الاقل قتلوا يوم الجمعة، بينهم أربعة في دمشق. واتهمت المعارضة القوات السورية بقصف الأحياء المتوترة في مدينة حلب حيث مقاتلي المعارضة يتجمعون فيها، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، وهي جماعة معارضة مقرها لندن. ولأيام، كانت هذه المدينة في شمال سوريا تشهد بعضا من أسوأ المعارك. ورفضت حكومة الأسد الاعتراف بوجود الحرب الأهلية، وقالت مرارا إنها تقاتل عصابات مسلحة ومقاتلين أجانب عازمين على زعزعة استقرار البلاد. وقال المعلم للتلفزيون الحكومي: "البعض قد يسأل لماذا هناك تأخير في حلب.. وسأقول ببساطة إن الجيش السوري لديه خطط للحفاظ على الأواح وعدم تدمير البنية التحتية لأدنى عند مواجهة هذه العصابات المسلحة."