تشهير محمد الصغير أولاد أحمد باللحية " السلفية " أو " الدينية " بعبارة .." كن ماعزا .. أو وزيرا " .. والتي أذيعت على قناة التونسية ، لم يكن المقصود بها غير ذلك التيار من المتدينين ، لأن الملتحين من الفنانين أو المفكرين والفلاسفة ومنهم ماركس ولينين وغيفارا .. وغيرهم موحودون عبر التاريخ ، فالشريحة هي المقصودة إذن ومنها وزراء النهضة الملتحين .. وعليه .. فإن النص أو العبارة محمولة على التهكم المباشر والاستفزاز الواضح لقاعدة اجتماعية تمتلك حق التعبير وحرية التشكل والسلوك في إطار القانون . فلماذا فرّ الشاعر من الشعر إلى هذا الجنس من الهجاء المكشوف الذي تموت فيه الشعرية وتنهض أسباب التوتر والتحرش ..؟ هل ضاقت دروب الكلمة .. أم أن عليه مواصلة حربه التي أعلنها قبله " بن علي" على حريات الناس في ملابسهم وهيئاتهم ..؟ هل قدَر " المثقف " أن يفتعل المعارك الوهمية والبطولات الدونكيشوتية والخلافات الشكلية .. ويتدخّل في خصوصيات الناس وملامحهم وأذواقهم ..؟ .. ندافع عن حرية الفنان أيا كان في إبداعه وخياله الفني وحقه في التعبير .. وندين أي اعتداء يمسه ونقف معه ، ما لم بتحوّل هذا الحق إلى تحرش واستفزاز للآخرين الأحرار أيضا والذين من حقهم الاختلاف عن الوجوه الملساء المتصحّرة منزوعة العشب . المثقف عنصر مؤلفٌ متسام عن عراك الديكة والتناوش الصبيالني وتسييس الشِّعر والشَّعر . والعقلاء لا يدخلون المعارك التافهة التي يشنها البعض ، ويريدون جرّنا إليها ، والاصطفاف خلفهم ظالمين ومظلومين . أيها الشاعر .. هذه ليست معركة الشِّعر .. ولا معركة الناس .. و لا الأرض .. و لا الحرية التي لن تكون فوضى .. هي معركتك " الخاصة جدا " .. معركتك " الإيديولوجية السلفية " مع من لا نتفق معك ولا معهم على فتح هذه الجبهات المشبوهة . فتماسك أعصابك وحروفك وارتفع بها إن استطعت إلى ما يجمع ولا يُفرّق . إلى المحبة والمدنية .. لا إلى الكراهية والتنافي . ................................................................ ملاحظة : ماذا لو تحرش شاعر أو غيره في نص ما بالوجوه الملساء المتصحرة .. منزوعة العشب .. أو اللباس القصير جدا .. أو الشعر الهيبي .. ألن يصبح الموضوع حقوقيا وتصير مسألة تمييز عنصري وقضية إنسانية ووطنية تستدعي المسيرات والتظاهر والاعتصام..و .. " الإعلام الوطني " ..؟؟؟