رفح،مصر:قال جيرمي أبو المسوح، المطلوب الأول أمنيًا في سيناء، إنه مستعد لتسليم نفسه للأجهزة الأمنية لو ضَمِنَ له الرئيس المصري محمد مرسي محاكمة عادلة. وكشف أبو المسوح عن أن "جبل الحلال" الواقع وسط سيناء لا توجد به أي عناصر إرهابية وأن جميع من به عليهم أحكام سابقة منذ أيام نظام الرئيس السابق حسني مبارك. وفجّر أبو المسوح مفاجأة عندما كشف عن تفاصيل مكالمته مع رئيس الوزراء السابق كمال الجنزوري الذي اطمأن من خلالها على حالة الأمن في منطقة المصانع التي يحميها أبو المسوح وآخرين بسيناء، على حد قوله. وفيما يلي نص الحوار: * تردد اسمك في الآونة الأخيرة باعتبارك المطلوب الأول أمنيًا في سيناء، فما قصتك؟ اسمي جيرمي، عمري 32 عامًا من مواليد جبل الحلال، وأسكن في وادي العمر بسيناء، واشتهرت لكثرة الظلم الذى تعرّضت له أيام عصابة مبارك، والحكاية بدأت عندما حصلت على أول 25 سنة سجنًا ظلمًا تلاها 25 أخرى في اتهامات تتعلق بحيازة مخدرات وشغب وبلطجة، بعدها أصبحت الأحكام الغيابية من نصيبي، خاصة أن ضباط الداخلية هنا في العريش كانوا يلفقون لي التهم مقابل الأموال، فهناك شخص مثلا عليه أحكام غيابية يهربونه ثم يحولون الأحكام علينا بدلاً منه. * ألا تخشى أن يرتبط وجودك في جبل الحلال بمَنْ نفّذوا أحداث رفح الأخيرة؟، وهل صحيح أن الجبل يضم أخطر العناصر الإرهابية في آخر عشر سنوات؟ وجودي في جبل الحلال مرتبط بلقمة عيشى، فأنا أعمل في المحاجر ومعدات النقل، فضلاً عن أن نزولي من الجبل يعرضني للخطر، فأقرب مدينة لنا هي العريش على بعد 120 كيلو، كما أنني كلما حاولت النزول والذهاب للنيابة لتبرئة نفسي من قضية أجد أنني متهم في أحكام سابقة فلماذا أترك الجبل إذاً؟! أما بخصوص ارتباط اسمي بأحداث رفح الأخيرة فليس صحيحًا؛ لأن منطقة الحرية التي استشهد فيها الجنود المصريون تبعد عنا بحوالي 80 كم، كما لا نرضي قتلهم لأننا نعتبرهم حراسة علينا وعلى أولادنا. وبالنسبة لجبل الحلال فلا توجد به أي عناصر إرهابية ولكن جميعنا عليه أحكام سابقة منذ أيام النظام القديم، ففي الجبل حوالي 4 آلاف شخص ظلموا إبان حكم مبارك، وبعد أحداث رفح أصبح الواحد منّا يتأكد جيدًا من منطقته في الجبل وعدم دخول أي شخص غريب إلى المكان. ما هي طبيعة عملك بالضبط حتى يكون لديك سيارات فاخرة؟ عملي في المحاجر ومعدات النقل يدخل لي شهريًا من 5 آلاف إلى 8 آلاف جنيه مصري (من 800 إلى ألف و300 دولار أمريكي) أنفق منهم على أولادي، وأنا لا أعمل في تجارة السلاح؛ لأنه لا توجد لدينا أنفاق كما نبعد عن رفح بحوالي 90 كيلو مترًا. هل عرض عليك أحد استخدامك في تصفية حسابات مع الغير مقابل أجر مالي؟ ليس مهمًا أن يعرضوا أو لا، المهم أننى لا أرضى قتل نفس بريئة ولو دفعوا لى 100 مليار دولار، لا يمكن أبدًا أن أكون مجرمًا. ما قصة خطفك للسياح الأمريكيين؟ لم أخطفهم، والقصة كلها أنني وجدت عمي تعرّض لظلم، فهو رجل كبير ولديه أمراض كثيرة وذهب من الإسماعلية للإسكندرية في زيارة لكن تم توقيفه من جانب الأمن بدون سبب، فقررت أقول إنني خطفت الأمريكان حتى يتركوا عمي، لكن الحقيقة أن الأمريكان طلبوا أن يصعدوا الجبل فذهبت معهم وهذا ما حدث. نسبت إليك تصريحات في بعض الصحف قلت فيها إنك تلقيت مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء السابق كمال الجنزوري عقب اختطافك للأمريكيين، فما هي تفاصيلها؟ غير صحيح، بل اتصل بي الجنزوري للاطمئنان على حالة الأمن في منطقة المصانع بسيناء التي كنا نحميها أيام الثورة، لذا كلمني الجنزوري وسألني عن الأخبار فقلت له بالحرف "أمان يا ونرفض التخريب سواء داخل أو خارج الجبل". نعرف أنك من ثاني أكبر القبائل السيناوية "الترابين" فهل كونك مطلوبًا أمنيًا يؤثر على علاقتك بهم أو يسبّب لهم مشاكل؟ قبيلتي تعرفني جيدًا، وتعرف مَنْ هو جيرمي، وأنني تعرضت للظلم ومطارد رغمًا عني، كما يعرفون كيف أنني قضيت أيامًا صعبة كان يصل عدد المدرعات أمام منزلي 13 مدرعة. ماذا فعلت وقتها؟، وهل فكرت جديًا في تسليم نفسك والرضا بما يقرّه القانون؟ لم أفعل شيئًا وقتها، وتركتهم يحطمون كل الأثاث في المنزل، وأتيت بعدما تركوه لأنه لا يمكن أن أسلم نفسي لضابط، وأنا برىء من كل التهم الموجهة لي، كما أن المصداقية بيني وبين الشرطة معدومة من قبل أن يأتي محمد مرسي رئيسًا للبلاد، لكن طبعا الملاحقات الأمنية قلّت كثيرًا في عهده عن عهد مبارك. وفكرت ومستعد أسلم نفسي لو أن الرئيس يضمن لي محاكمة عادلة، وقتها سأنتظر المحاكمة، بشرط أن تكون المحاكمة عادلة ولا أتعرض للظلم مجددًا، وأنا أعرف أن الرئيس كان مظلومًا ومحبوسًا في فترة ما قبل الثورة وأريده كما شعر بالظلم يرفعه عني. لماذا لم تترك مصر وتسافر إلى دولة عربية وتقضي فيها ما تبقي من حياتك؟ لم أفكر في السفر مطلقًا لأن مصر بلدي. هل يوجد تعاون بينك وبين المخابرات المصرية؟، وكيف ترى دور المخابرات في سيناء؟ أجاوبك بموقف حدث الشهر الماضي عقب حادث رفح، اكتشفنا دراجات بخارية دخلت على بعد 15 كم من كمين جيش وضربته، وقتها اتصلت بضابط مخابرات وقلت إما أن تبحثوا عن الفاعل وراء الحادثة وإما تعطوا لنا تصريحًا بأن نبحث نحن عنه لأن ما فعله يهدد أمننا وخصوصا أنه بالقرب من جبل الحلال. ما الحل من وجهة نظرك إذاً لحفظ الأمن في سيناء؟ تفتح السلطات لنا مكتب في العريش يكون رئيسه "شيخ كبير" ينسق بيننا وبينهم في حالة حدوث أي حوادث خطيرة يرسلوا للجميع ويجعلونا نثبت أين كنا وقت الحادثة وألا يعتمدوا على مصادرهم السرية، ويسمعون منا ولا يتهمونا لمجرد أن ضابطًا أكد أننا متهمون، أما الضباط المتورطون في قتل كثير من إخواننا في الجبل فيجب نقلهم إلى أماكن خدمة أخرى وتغييرهم بآخرين يتعاملون مع الناس بطريقة أفضل. بماذا تطالب الحكومة المصرية والرئيس محمد مرسي إذ كنت تنوى فتح صفحة جديدة مع الجهات الرسمية؟ أطالبه بمساعدتنا نحن أهل جبل الحلال في زراعة هذه المساحات الواسعة من الصحراء، وأن يوفّر لنا خدمات نقل المياه التي تكلفنا الكثير، كما نطالبه بتوفير خدمات التعليم والصحة بالجبل. "الأناضول"