باريس:اعتقلت الشرطة الفرنسية 150 شخصا في تظاهرة غير مرخصة تخللتها اعمال عنف السبت قرب السفارة الاميركية في باريس للاحتجاج على الفيلم المسيء للاسلام الذي اثار غضب العالم الاسلامي. وباريس وانفير (شمال بلجيكا) من بين المدن الغربية النادرة التي شهدت تحركات من هذا النوع ضد فيلم "براءة المسلمين". وقال مصدر في الشرطة ان بين الموقوفين مصريين وتونسيين وسوريين. واوضح ان الشرطة رصدت خلال النهار دعوات الى التظاهر على شبكات التواصل الاجتماعي يرتدي بعضها "طابعا سلفيا". واوقف 150 شخصا ونقلوا الى مراكز للشرطة للتحقق من هوياتهم. ووضع واحد او اثنان منهم في الحبس لتعديهم على موظفيهم وقيامهم باعمال عنف. واصيب اربعة شرطيين بجروح طفيفة. وقال مصدر امني ان المتظاهرين وبينهم نساء واطفال "قريبون من السلفيين" على ما يبدو عمدوا الى "التظاهر بطريقة عنيفة في محيط السفارة الاميركية ثم اشتبكوا مع قوات الشرطة". وشارك حوالى مئتي شخص في التظاهرة التي لم تبلغ بها السلطات مسبقا. وقالت الشرطة انها بدأت حوالى الساعة 16,30 "في محيط سفارة الولاياتالمتحدة". وعبر رئيس المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية محمد موسوي عن اسفه لهذا التجمع، داعيا الى "عدم اشراك كل مسلمي فرنسا في حوادث هامشية كهذا". وقبل التظاهرة، لم يسجل اي حادث مرتبط بهذا الفيلم الذي يصف الاسلام "بالسرطان" واثار تظاهرات عنيفة في عدد كبير من الدول العربية والاسلامية قتل خلالها احد عشر شخصا. من جهته، قال امام مسجد باريس دليل بوبكر لقناة التلفزيون الفرنسية "اي-تيلي" ان "نجاح السلفيين في تعبئة مئات الاشخاص" في باريس امر "خطير". من جهته، صرح عبد النور كرزاي (23 عاما) الذي قدم من احدى ضواحي باريس "جئنا لنلمع صورة محمد. هذه حرية في التعبير. اردنا ان نسير مثل غاندي ونطلب حدا ادنى من الاحترام". واكد التظاهرة "سلمية"، معتبرا انه "لا يمكن الاستهزاء بالانبياء العظماء". من جهته، قال شاب آخر في العشرين رفض الكشف عن اسمه ان "السفارة الاميركية مجرد رمز ولم نأت لنحرقها". وحوالى الساعة 20,00 (18,00 تغ) ادى آخر المتظاهرين الصلاة تطوقهم قوات الامن قبل ان يتم اقتيادهم الى مركز للشرطة. وكان ايريك شومون المكلف البحث في مركز فرنسي للابحاث والخبير في الشؤون الاسلامية توقع حدوث تظاهرات في فرنسا. وقال ان "رجال الدين اطلقوا دعوات الى الهدوء ولا يمكنهم ان يفعلوا غير ذلك. لكن بالتأكيد هناك عناصر غير منضبطين ولا يمكن السيطرة عليهم". وفي مدينة انفير البلجيكية اعتقل حوالى 120 شخصا بعد تظاهرة احتجاجا على الفيلم تخللتها اشتباكات مع قوات الامن. وقالت الشرطة ان بين الموقوفين احد قادة الجماعة الاسلامية "الشريعة لاجل بلجيكا" (شريعة4بلجيوم). وردد المتظاهرون الذين تجمعوا في حي يضم عددا كبيرا من المسلمين، هتافات معادية للولايات المتحدة واحرقوا علما اميركيا، كما كشفت لقطات بثتها محطة التلفزيون البلجيكية "ار تي بي اف".