ناشط نقابي وحقوقي بتاريخ : 23 ديسمبر 2008- نعم لقد فتحت أبواب النضال الاجتماعي على مصراعيه يا ابن المنجم . نعم انك فتحت كتابا أرادوه مغلقا إلى الأبد فكمموا الأفواه وارهبوا وقمعوا وتسلطوا لكن هاهو الكتاب يفتح والعنوان واضح لكل أبناء الشعب المستضعفين أبناء الكادحين والفلاحين والفقراء والمحرومين .لقد ذكرت شعبك من جديد وان المطالب تفتك بالنضال وان الحرية تفتك ولا توهب و أن الحق يعلو ولا يعلى عليه. بادرت بالتحرك السلمي المدني في الشارع لأنه حق مقدس للمواطن الواعي والمسئول للتعبير عن غضبه من جهة وتقديم مطالبه من جهة أخرى بصفة حضارية وأمام الجماهير والرأي العام الوطني وليس في الغرف المغلقة وبين الجدران وبحضور نخبة قليلة .حاولوا تركيعك وثنيك على المطالبة بحقك في الشغل والعيش الكريم والتوزيع العادل للثروة والبيئة السليمة فواصلت طريقك بكل روح قتالية وكفاحية عالية بالحوار المسئول حينا في مفاوضات شاقة وبالتظاهر والاحتجاج حينا آخر. لقد أبدعت في تنويع أساليب النضال الاجتماعي فأقمت الاعتصام بالخيام كما خضت إضراب الجوع وشاركت في إضرابات قطاعية ثم محلية وعقدت التجمعات الحاشدة والمسيرات الشعبية والمظاهرات الجماهيرية .فكنت المثال والقدوة في النضال والصبر والمعانات .أحييت في شعبك حملات التضامن الواسعة محليا ووطنيا وحتى في الخارج مع أبناء وطنك . قدمت للسلطة درسا في التعاطي النضالي بكل روح وطنية فشكلت لجنة للحوار شارك في صنعها الأهالي والعمال قامت بالعديد من جلسات التفاوض وفضت فيها بعض الإشكاليات وأمضت على بعض محاضر الجلسات . كان النظام بالأمس القريب يتهم كل محاولة للتجمع بأنها ستثير الفتنة والشغب والفوضى . وإذا به ينقلب السحر على الساحر فأطرت فنظمت فأعددت ونجحت في حشد كل الأهالي دون استثناء ولم تقع طيلة التحركات المؤطرة أية تجاوزات ولا خروقات أدت إلى العنف آو التكسير . وهذا سر قوة الحركة والانتفاضة المنجمية .فلم يرق للسلطة هذا النجاح المحكم في إدارة الصراع فأوعزت إلى البعض المندسين لكي يقوموا بالفتنة ويحولوا الحركة عن مسارها الذي رسمته . وبدا مسلسل العنف الذي بدأته قوات القمع فسقط الشهيد حفناو لمغزاوي وعديد الجرحى فبدا مسلسل الإيقافات والمداهمات والمحاكمات إلى اليوم. ولعل اخطر محاكمة شهدتها انتفاضة الحوض المنجمي هي محاكمة11ديسمبر حيث كان يوما اسود في سجل القضاء التونسي فلم يستنطق المتهمون ولم يسمح للشهود بالحضور ولم تعاين المحكمة المحجوز ولا نظرت في شكاوي التعذيب الموجودة في محاضر الأبحاث. وهذا إن دل على شيء فهو يدل على محاولة السلطة الإجهاز على الحركة الاحتجاجية الشرعية والجماهيرية وإنهاء الملف بسرعة وطيه امنيا .وهذا ما يبرر خوف السلطة المتواصل على أن تمتد رقعة الاحتجاجات وتكتسب قاعدة شعبية واسعة باعتبار ما يشهده الوضع الاجتماعي من حالة احتقان وتأزم شديدين تخرج على نطاق السيطرة.فهم- بتشديد الميم - النظام هو الإسراع بالمحاكمة ولا يعنيه طبيعة المحاكمة ولا الاجراآت المتبعة فيها فالقضاء في بلادنا غير مستقل .لكن يمكن للنظام أن يحاكم باطلا ابن المنجم على تمرده ضد اختيارات السلطة الاجتماعية منها والاقتصادية ويكون ابن المنجم كبش الفداء ولكن لن يقضي على أسباب الانتفاضة التي ستظل أشباحها تطارده لان الظلم الاجتماعي والفسادالمالي والرشوة والمحسوبية هي جزء من المشكل المتسبب في حالة الغضب والانفجار والإحساس بالغبن . وهكذا فابن المنجم لن يخضع لابتزاز السلطة سواء بالحلول الأمنية أو بالحلول الترقيعية فالحل يكمن في إعطاء لكل ذي حق حقه .فسيظل ابن المنجم يقاوم ولن يساوم حتى تحقيق مطالبه المشروعة وتظل كل قوى وفعاليات المجتمع المدني تسانده وتطالب بإطلاق سراح المحكومين ظلما وعدوانا