لم يغب عن كل مواطن عربي ذلك الموقف البطولي الذي وقفه الصحافي منتظر اليزيدي يوم 14ديسمبر 2008 حينما رمى بحذائه في وجه المجرم بوش عندما كان في قبة البرلمان يمضي مع عميله المالكي على اتفاقية الخزي والعار المرفوضة من شعبنا المقاوم في العراق . ذلك هو موقف الشعب العربي من مجرمي الحرب وعملائهم ألا وهو القصاص ولو باستعمال أحذيتنا قدوة بالحذاء الذي دخل التاريخ في حركة رمزية لطرد المستعمر ومحاكمته على جرائمه. يقف منتظر اليزيدي بوم 31 ديسمبر 2008في المحاكمة التي أعدت له من طرف المحتل الأمريكي وزبانيته وهو شامخ كنخل العراق وهو صامد في وجه جلاديه لا يخشى بطشهم ولا تعذيبهم.سيقف و هو صامد كصمود القائد الشهيد صدام حسين في مثل هذا الموقف وهذا التاريخ سيتكلم نيابة عن ضمير الأمة الحي في وجه أعدائها . سيتكلم نيابة عن القائد الشهيد صدام حسين . كان يعي إن تلك الحركة البطولية التي قام بها ستلحق العار ببوش وزمرته على مدى التاريخ وان تلك هي بداية لمحاكمة بوش وبلير وعملاؤهم .لقد اقتص منهم لما قذف بحذائه .وها هو في المحكمة مصمم على محاكمتهم .فماهو سبب الدعوى ياترى في هذه المحاكمة ؟ انه رمي الحذاء على بوش. ومتى ؟ بعدما أمضى بوش وعميله المالكي على الاتفاقية الأمنية التي ستمكن المحتل من مصالحه الحيوية والإستراتيجية . ولماذا بوش بالذات ؟ وما الداعي لمجيء بوش أصلا للعراق ؟ هل إن بوش بريئين لما قررا غزو العراق مع بريطانيا يوم 20 مارس 2003؟ وكيف يقرر غزو بلد مستقل آمن بسبب كذبة تاريخية ستبقى عارا على جبين الإنسانية كلها وهي امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل .وهل ثبتت هذه التهمة الكيدية ؟كل هذه الأسئلة وغيرها سيطرحها منتظر اليزيدي ومحاموه حتى يبينوا للرأي العام العربي والدولي أن ما دفع منوبهم إلى رمي بوش- بالقزمة- هو ظلم الاحتلال المروع .فالأصل في القضية هو تسبب بوش وبلير فيما يعانيه الشعب والوطن والأمة من الاحتلال وما جاء به من دمار وإبادة وإجرام وحشي .فشعبنا في العراق عشية 20 مارس كان آمنا لا يأتيه الخوف من جنبه ولا من خلفه ولا الموت ولا الدمار. و بالرغم من حالة الحصار الجائر كان يصله الغذاء والدواء إلى بيته معززا ومكرما ومصانا .وإذا بمصيبة الحرب العدوانية تحل بالعراق فتفتك بالشعب قتلا وترويعا وتشريدا وتضرب كل مقومات البنى التحتية بل تضرب حتى الرموز الحضارية والتاريخية كالمتاحف والمساجد والآثار المعمارية الخالدة .فخلفت أكثر من مليون شهيد عراقي وعلى رأسهم الشهيد لقائد صدام حسين والقيادة العراقية الوطنية من طه ياسين رمضان إلى حسن المجيد إلى غيرهم من أبطال العراق الأشاوس. كما خلفت عشرات الآلاف من المعوقين والمشوهين والجرحى .وتركت مئات الآلاف بدون مأوى ولا شغل ولا رزق . فمن هو المتسبب الرئيسي في هذا كله ؟ أليس هما المجرمان بوش وبلير ؟ فلتوجه بالسؤال الآن إلى منتظر اليزيدي : لماذا قذفت بحذائك على وجه بوش ؟قال : انه ادعى كذبا أن الشعب العراقي يعيش الآن في حرية وديمقراطية .فقلت له : تكذب وانفجرت غضبا في وجهه لأنه قتل شعبي واحتل بلادي وهو لا زال يكذب . فكيف يعيش شعبا محتلا تحت رحمة الآلة العسكرية الأمريكية حرا وديمقراطيا ؟ متى كان شعبا محتلا يعيش حرا ؟ متى كان شعبا محتلا يعيش الديمقراطية ؟وهكذا كان سخطي عليه كبيرا فرميت بحذائي لأثبت له ولغيره أننا شعب عربي مقاوم نقاوم المحتل ولا نشعر بالحرية إلا و نحن نقاتلكم و نطردكم من أرضنا .فمن يحاكم من . فهل قام منتظر الزيدي بحركة بهلوانية . لا وألف لا إنها حركة تعبر عن غضب الشارع العربي بل حتى العالمي لما ارتكبه المجرم بوش من فضاعات في حق الآمة العربية والإنسانية . فهل آن الأوان لمحاكمة بوش وبلير على جرائمهم ؟ بقلم. النفطي حولة –بتاريخ 23 ديسمبر 2008:ناشط نقابي وحقوقي