للشيوعيين التونسين نكهة خاصة بهم من دون رفاقهم سواء في المشرق العربي أو حتى أولئك في دول المنشأ. تعرفت على الكثير منهم في لبنان ومصر وحتى الجزائر، لكن ذلك القدر الكبير من العبثية السياسوية والمكيافيلية التصرفاتية يحمل علامة "صنع في تونس" و "ماركة مسجلة" بإسم رفاقي "الثوريين جدا" في "الجبهة الشعبوية:قطر تونس" .أحيانا أتفهم "فعلهم السياسوي الأناركي" عندما أتذكر يوم القصاص الذي شهدوه ذات أكتوبر من سنة 2011 . لكن تمظهرات "فعلهم النضالي قبل الثورة زائد نظيره بعد الثورة" سرعان ما تناكف تفهمي ذلك لأصل إلى جملة من الملاحظات ابوب من خلالها رفاقنا في "الجبهة" ضمن خانة "المومياء السياسية"،،، قد تصلح لأن نتعهدها بالتذكر والفحص في ما كانت عليه، لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون لها قيمة إجرائية فعلية رغم قيمتها التاريخية... لا يبخل علينا التاريخ القريب من الثورة حتى الأن بإستحضار سقطاتهم التي تحرم عليهم "ريح رضاء الشعب عليهم " لأزيد من ألف خريف،،، سنكتفي بحادثة إحياء ذكرى الثورة من مدينة سيدي بوزيد اليوم 17 ديسمبر 20012! يقوم كل من رئيس المجلس التأسيسي ورئيس الدولة بإحياء ذكرى الثورة من وسط مسقط رأس محمد البوعزيزي في لمسة وفاء للشهيد وأهله، لكن يبدو أن أمرا ما دبر بليل ويبدو أن رفاقي في الجبهة حنوا إلى تطبيق عملي لمقولة "العنف" الثوري بعد أن سئموا هم أنفسهم ترديد ذلك اللفض "الأرعن" . قد يذهل أحدنا لوهلة حين يقف على غرابة ما أقدم عليه الجبهويون بنفيهم عن أنفسهم معاني الضيافة والكرم والرجولة... لكن لن يطول ذهوله إذا ما توقف على الخلفيات الحقيقية للحدث، هل هو بسبب تقصير من هم على رأس الدولة في تحقيق أهداف الثورة أم هو بسبب فقدان أي أمل في النهوض السياسي بعد انكشاف زيف المرجعية وزيف الأفعال ومن ثمة زيف التصور وهو ما يستدعي الاستنجاد بطوب وادي الخروبة وأحجار "الكنكسار"!!!اليوم يحق للثوار ،بعد أن تأكدوا سلفا من ضرورة وجود ثورة مضادة لكل ثورة،التصريح بأن رفاقنا في الجبهة الشعبية يشتغلون في حقل واسع اسمه "حقل التنقيب عن حل لإفشال الثورة "... يشتغلون ليل نهار على إحداث شروخ في الجسم التونسي الذي لم تقدر عليه آلة الدكتاتورية وقبلها آلة الإستعمار . الثورة هي جسمنا سنرعاه ما حيينا و إن هذا الشعب الذي أنجز ثورة شهد لها الجميع بالرصانة والنجاعة مستعد للتدخل في الوقت المناسب عبر ما تؤهله له الوسائل الديمقراطية المتاحة وعبر ممثليه الذين كلفهم شأن ثورته لكي يحميها "دفعا" ويرد عنها المعتدين وليذهب عنها رجسهم الذي ينغص علينا نشوة التحرر باثباطنا و بتسفيه أحلامنا . Hamza Ben Rached