بقلم: د.خالد الطراولي - أن تتوالى بعض الأحاديث والمواقف الغريبة والشاذة من بعض السياسيين أوأشباههم جهرا وسرا بطلب حلّ حركة النهضة، فهذه مراهقة سياسية وشذوذ فكري وتخمينات سياسوية جدّ ضيقة ولعب بالنارعلى حساب الوطن وثورته وشعبه الكريم... لك الحق أن تنتقد، لك الحق أن ترفض، لك الحق أن تعارض، فأنت في مشهد ديمقراطي ولّدته الثورة بدمائها وجراحاتها...ولكن ليس لك الحق ولا يقبله عقل ولا نقل، أن تدخل البلاد في الفوضى وتجعلها على كف عفريت...فحذاري من اللعب بالنار! حركة النهضة وغيرها من الأحزاب لم تسرق تأشيراتها، فزيادة عن تاريخها النضالي ومواكبتها لتراكم الفعل الثوري، تسلمت تأشيرتها بقانونية وتحت غطاء دستوري وقضائي رفيع ورضاء الجميع، ومن يحاول اليوم الدخول في هذا المنطق السياسوي الضيق وفي تدافعه السياسي المغشوش واستغلال المنكروالعبث من أجل الكراسي والصولجان، فعليه أن يتحمل وزره ومسؤوليته كاملة في اللعب بالنارأمام الله والوطن والتاريخ... الأحزاب السياسية مشاريع سلطة وبرامج تسيير، ولكنها مشاريع وبرامج سعي ومبادرة وإصلاح وإبداع، والديمقراطية ضرب الرأي بالرأي والبرنامج بالبرنامج حتى يتبين خيط الصواب. ومن عرّف الديمقراطية بالعبث السياسي والمكيافيلية المقيتة فقد سقط أخلاقيا وقيميا وجرفته المستنقعات، ومن ظن أنه يسكن حارتنا ويفترش أرضنا ويلتحف سماءنا ويأكل ثريدنا فعليه ثني الركب والأكل من موائد الكرام فإن نسيم البلاد لا يروي إلا الصفاء ومن كان غيرذلك فإن ريح "الشهيلي"له بالمرصاد!!!