لقد ولج الإعلام العربي خانة الضحك والمضحوك عليه, فلم يسبق أبدا على الإعلام العربي أن ظهر بصورة الغباء , فلماذا التغابي ؟ بالفعل أنه موضوع جذاب أتى معبرا بصدق عن الإعلام العربي بعقلية تواكب عهد الزعامة السياسية العالمية , للرئيس الأمريكي جورج بوش . التي تعكسها صورة الحذاء بأعلى الصفحة في حين تبتسم الصفحة المأجورة بسخرية على حداء المجاهد العراقي الصحفي. و لما قرروا التعليق عنا في موضوع حداء المقاومة أضحكوا كل العالم فينا , مستغلين الفرصة للكتابة عنها بالبند العريض ( عفونة التاريخ الإعلامي العربي ). ان الحرب السياسية ليست لعبة و لا برقيات تأييد أو تشجيع , فقد ينقطع المداد و تصير غضبة الحداء أضحوكة الكتابات الأفقية المحكومة باملاءات الاتجاهات.. المقلدة و المأجورة بالدولار. و على الرغم من أنني أشكو ألما لبلد يحترق و مواطنوه يقتتلون في ديمقراطية السلام , الا أنني لست مقتنعا أبدا بأن يكون الحداء أسلوب للمقاومة و الدفاع عن الوطن, خاصة إن كان هذا الأسلوب ينتسب إلى القلم الصحفي العربي. و لكن من العجيب بما كان أن الكل أحب هذا الحداء كما أحببته, لأنه جعل من الرئيس الأمريكي و الحاكم للزعامة السياسية طبلا من النكت ( السخافات ) و مازال العرب يبدعون و يبتكرون في سياسة حداء التشفي. إنما يدعوني الى الاستغراب في العالم السياسي للرئيس بوش كونه اذا ضحك أراد من الجميع أن يضحكوا و أن تطير الرؤوس اذا هو رفع يده, علما بأنه رئيس يتحدث عن الديمقراطية فحسب الأبحاث تبين من أنه لا يناقش العقليات السياسية و لا يفتح أبواب النقاش في اتخاذ القرارات كأنه يقود أركسترا في قاعة الخلد. لهذا اكتسب الموضوع مادة دسمة , لكن التعبير عنه لا يبتسم له الفجر المطل في الأفق البعيد الذي تتطلع إليه عقليات السلام , علما أن رحلة الأقلام المأجورة قد ملأ ت السوق الإعلامي. فعلى أي حداء من الأحذية سنتحدث ؟؟ و أين وضوح الرؤية في الأفكار السياسية ؟؟و أين هو الدفاع عن اللغة ؟ و متى سيتحقق لنا الدفاع بصدق و بدون قيود تحت و وطأة عصر العولمة, على الفقير و الغني , على المؤمن و الكافر, على المستسلم و المعارض ,على التقدمي و الرجعي ؟؟. إنها ليست حربك أيها الحذاء وحدك فاحسب بل هي حرب على من في الداخل و الخارج , كيف وقد تجمعت فيك كل الخطوات و الأرقام و الألوان ؟ هكذا تبدأ حربك أيها الحذاء..لكن كيف ستنتهي ؟؟. من سيدافع عنك في زمن التيه و العولمة الذي أصبحت فيه الأقلام تباع و تشترى بالدولارات ؟؟. و هل تستيقظ الضمائر الحية لتقف وقفة أسود العرب بدون تردد ؟؟ أم تهوي إلى القعر بل إلى الحضيض؟؟ هكذا تبدأ حربك فانتظر.. ما يأتي به الغد المجهول. مؤسس جريدة / قسم المسيرة/ المغربية.